الخنجر يبدأ المعركة مبكراً.. من راعي لأغنام ساجدة خير الله طلفاح الى راعي لمصالح قطر!

بغداد- العراق اليوم:

بدأ رجل الظل بالظهور المكثف على الساحة الإعلامية، مطلقًا حملته الإعلامية المبكرة استعدادًا منه لخوض انتخابات ٢٠١٨ النيابية والمحلية، بعد ان صادقت المفوضية العليا على كيانه السياسي المسمى ب(المشروع العربي) وهي تسمية واضحة لا تعني بأي حال انه يقصد عرب العراق بتنوعهم، ولا هو مشروع قومي يستقطب بقايا التيار القومي العروبي المندثر، كالناصريين والبعثيين والقوميين التقدميين وغيرهم. بل هو مشروع دول عربية في العراق، والدليل ان هذا المشروع يناصر بوقاحة مفرطة مشروع برزاني الانفصالي التقسيمي ، بل ويتبنى عبر برامجه المطروحة رؤية تجزيئية وقحة، تتناقض مع شعارات القوميين ذات التوجهات الاندماجية الوحدوية، بل ان مشروع الخنجر ينطلق من مبادئ واضحة، شعارها العريض اضعاف العراق، وادامة الانقسام العربي بين مكوناته الاثنية والطائفية، وهو شعار ستراتيجي تعمل عليه كثير من الدول المحيطة بالعراق والتي ترى في اضعاف بلاد الرافدين قوةً لها ولنفوذها.

الرجل الملياردير الذي يفضل ان يقال له ( الشيخ) يحلم بامارة سنية في جزء العراق الغربي، يحكمها الى جانب مشيخة قبلية في الجزء الشمالي يحكمها مسعود. ولذا هو دائب على الترويج والدفاع عن مشروع الانفصال بوقاحة، ومنافحًا عن الحق الكردي في تقرير المصير عبر مايصدره من مواقف وما يتبناه من خطاب، حد ان البوق المأجور (انور الحمداني)، تجاوز على احد ضيوف قناة الفلوجة التي يملكها الخنجر ضمن مجموعة من المؤسسات الاعلامية، لمجرد ان قال ذلك الضيف ان وحدة العراق خط احمر . فما كان من البوق الحمداني الا ان انهال على الضيف بشتى النعوت والاوصاف، وكأن الرجل كفر حين عبر عن رأي يتبناه غالبية ابناء العراق، ويعدونه مسألة موت او حياة.

ما الذي يملكه الخنجر بعد فشل داعش؟

في اعقاب السقوط المثير للموصل والمحافظات السنية في العام ٢٠١٤، ظهر خميس الخنجر مبتهجًا للغاية، وهو يرى ان حلمه قد بدأ يقترب، فهو رأى ان المحافظات السنية خرجت من سيطرة الاتحاد، ولم تعد بغداد قادرة على استعادة قوتها، وان داعش هو سفينة النجاة له للوصول الى الحكم عبر الامارة السنية الممتدة من غرب العراق الى شرق سوريا. الا ان هذا الرهان سرعان ما اسقطته الفتوى الشريفة للجهاد الكفائي، ونجاح العراق في ضم تحالف عالمي معه لاستعادة سيادته وتدمير المشروع الداعشي البغيض.

في هذه اللحظة انهارت احلام الخنجر، لا سيما وان طموحه يتقاطع بالضرورة مع احلام وطموحات قوى اخرى تعمل في الساحة السنية، ولا تريد ان يحتكر مشروع خميس الشارع هناك. الا ان الرجل لم يستسلم، فكان ان سخر عبر المليارات التي يمتلكها ادوات اعلامية متعددة، واسس اخرى قريبة للتوجه، فتحول للدعاية المباشرة له ولمشروعه، بعد ان اسقطت الكثير من الوجوه القرقوزية التي اختارها للدعاية كناجح الميزان ويحيى الكبيسي وغيرهم، ولم يعد بالامكان الاتكاء على هذه الوجوه.

ازاء المتغير الكبير في الساحة العراقية، ونجاح الحكومة باستعادة زمام المبادرة وتحولها الى فاعل نشط في الساحة، والالتفاف الجماهيري حولها في المناطق الغربية، لم يجد الرجل فرصة اكثر من الحلف مع القوى الكردية الرجعية التي تريد انتهاز الفرصة لاعلان الانفصال بأي ثمن، وتحت اي ظرف كان.

قبل هذا كان لتفجر الخلاف السعودي الاماراتي مع قطر، اثره الصريح على حركة الخنجر، فالرجل كان قد قسم نفسه بين المشروعين فيما سبق، وصور لهم نفسه بحصان طروادة. ولذا نال من العطايا والهبات الاماراتية فضلاً عن القطرية ما لم ينله اي مرتزق من دول الخليج، ولكنه وجد نفسه بين خيارين لا ثالث لهما، فأما مع قطر وما تمثله من توجهات، واما مع الامارات المتحالفة مع السعودية، فاختار قطر التي لا ينافسه فيها أحد، لكنه لم يقطع كل الخيوط مع الأمارات ومواردها.

الزواج الكاثولويكي مع قطر!!

اختار الخنجر، قطر ليكون عرابًا لمشروعها في المناطق الغربية، وبدأ الرجل محاولًا المناورة بين رفض تركي لمشروع برزاني تؤيده قطر ظاهرًا، وبين سعيها هي الاخرى لترسيخ نفوذ في شمال العراق، حفاظًا على اوراق لعب مع بغداد.

ويبدو ان الرجل ماهر جدًا في اداء دور الراعي، فهو يملك تاريخًا مهنيًا طويلًا في هذه المهنة، حيث كان الرجل الاول في الاشراف على قطعان الاغنام التي تمتلكها ساجدة خير الله طلفاح زوجة صدام ، والتي كانت تحتكر التجارة في قطاعات الزواعة والثروة الحيوانية، وهي سبب ثرائه الاول، ثم اتى الدور ليرعى مصالح دويلة قطر في العراق والتي تريد ان تحشر نفسها بين الكبار دائمًا، ولا تدرك عواقب ذلك عليها ولا على حجمها الضئيل الذي لا يحتمل مثل هذه الادوار الفخمة .

ان مشروع الخنجر، لا يقل خطورةً عن مشروع برزاني، فكلاهما يبحث عن مشيخة فوق انقاض العراق، تدفعهم رغبات شخصية متوائمة مع مصالح اقليمية ودولية تدميرية.

علق هنا