الشيخ صفوك الطائي: بايعت داعش بعلم بغداد وأربيل.. واغلب قادة داعش من تركمان السنة

بغداد- العراق اليوم:

أكد شيخ عشيرة طي، صفوك الحنش الطائي، استعداده فعلياً لمحاربة قوات البيشمركة حينما اعلن مبايعته لداعش في عام 2015 لكنه ومع مجيئه الى اقليم كوردستان بدأ باطلاق التصريحات المناهضة لداعش، ما اثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

صفوك الطائي، الذي يقيم الآن في اربيل، يتحدث في هذه المقابلة مع رووداو عن مبايعته لداعش، قائلاً: “قبل أن أذهب الى اجتماع مبايعة داعش ابلغت اربيل وبغداد بذلك، وقال لي المسؤولون في بغداد لو كنا مكانك لفعلنا نفس الشيء، أما في أربيل فسمحوا لي بذلك”، كما يكشف في ثنايا هذه المقابلة عن معلومات مهمة بخصوص تنظيم داعش في الموصل.

رووداو: سبق وان بايعت داعش وابديت استعدادك لمقاتلة البيشمركة لكنك اليوم في أربيل، كيف حدثت هذه النقلة؟

صفوك الطائي: ابلغني داعش بوجوب الحضور صباحاً الى مكتب العشائر التابعة لداعش. كان رئيس المكتب يدعى متعب ويلقب بـ”أبو عجيل”. حينما وصلت وجدت عدداً من رؤساء العشائر هناك، وكان يقارب عددهم من 100 شخص. قالوا لي هل أنت صفوك الطائي؟ قلت لهم: نعم. قالوا لي: هيا تحدث لنا عن الروافض والحشد الشعبي والشيعة والبيشمركة. يشهد الله على ما أقول. لم اعرف من هم الروافض فثلاثة ارباع عشيرتي من الشيعة، كيف اتحدث بسوء عن البيشمركة؟ لقد قلت ما قلته تحت تهديدات القتل. ومنظم الجلسة كان قد جهز سلاحاً رشاشاً على الطاولة وكان يقف اربعة مسلحين ملثمين ضخام الجثة وراءه. لقد كنت مجبراً على الادلاء بما قلته.

رووداو: من كان ذلك المسلح من داعش الذي تحدث معكم؟

الطائي: كان رجلاً شديداً جداً، وابلغني بما يجب قوله. لكن قبل الذهاب الى داعش اتصلت بشخص من أمن اقليم كوردستان وقلت له ان داعش طلب منا الحديث عن البيشمركة وأود ابلغكم مسبقاً بذلك. وقال لي اذهب وافعل ذلك وانا اتحمل المسؤولية. كما تحدثت مع شخص مقرب من مستشار الامن الوطني العراقي، فالح الفياض واعلمته بما يحصل فقال لي حتى نحن لو كنا مكانك لقمنا بنفس الشيء، أريد أن أقول أن آل حنش لم يبايعوا داعش. ولم يحمل أحد منا السلاح في صفوف داعش ضد البيشمركة أو الجيش العراقي، ولم يستطع أحد منا الوقوف ضد داعش في الوقت الذي فرّ فيه 50 ألف جندي ورجل شرطة هاربين من 200 مسلح من داعش، فهل يستطيع شخص مثلي الوقوف بوجه داعش؟

رووداو: كيف كانت معاملة داعش معكم؟

الطائي: كانت معاملتهم سيئة جداً معنا، كان لدينا مسجد في حي الوحدة بالموصل دفن فيه جدنا الشيخ حنش ووالدي، لكن داعش قال لنا أما أن تخرجوا قبورهم أو نهدم المسجد، واجبرنا على اخراج الجثامين من المسجد، كما اخذوا ولدي وعاقبوه بـ40 جلدة لانه كان يرتدي دشداشة طويلة (ثوب)، كانوا يطلبون مني دفع مبلغ 12 مليون دينار كل عام كزكاة على امتلاكي لمحطة وقود رغم انها كانت معطلة عن العمل، وكذلك حينما هرب اخي ابو أحمد الى اربيل، اعتقلتُ أنا مع ابنائي وابناء عمومتي لمدة 22 يوماً. وهددوني بتقسيم جسدي الى نصفين في حال لم ابلغهم بطريقة هروب اخي وكذلك كانوا يحاسبونني بالقول: لماذا لم تقم بتربية اخيك على قبول حكم الخلافة الاسلامية، وحينما حرروني اتصلت مباشرة باقليم كوردستان وقلت لهم اذا سمحتم لي اريد القدوم الى اقليم كوردستان ورحبوا بي، وجئنا الى هنا منذ اسبوعين والحمدلله نأكل حتى الشبع، فلا خوف هنا الان.

رووداو: كيف جئتم الى اقليم كوردستان؟

الطائي: في البداية توجها الى قضاء الحضر ومن هناك مشينا سيراً على الاقدام مسافة 13 كلم وكانت البيشمركة في الكوير تعلم بقدومنا وقامت باستقبالنا.

رووداو: الم تلتقِ بأبو بكر البغدادي في الموصل؟

الطائي: كلا، رايته في التلفاز فقط، لقد كان يأتي الى الموصل ولكن بشكل سري ولم يكن احد يعلم تحركاته، باستثناء عدد قليل من الاشخاص، لا احد في الموصل يعرف مكان وجوده لكن الولايات المتحدة تعرف ذلك جيداً عبر الاقمار الصناعية، مثلما كان الحال مع اسامة بن لادن.

رووداو: هل التقيت بمسلحين كورد من داعش في الموصل؟

الطائي: نعم، كان هناك مسلح كوردي من السليمانية في السجن الذي كنا معتقلين فيه وكان يلقب بـ”أبو تراب”، وكنت اتحدث معه احياناً لكنه لم يكن يحب الكلام كثيراً، وكان هناك الكثير من المسلحين الكورد في الموصل وخاصة من حلبجة.

رووداو: هل كان مسلحي داعش في الموصل من العراقيين؟

الطائي: نعم كانوا عراقيين، أول والي للموصل كان يدعى رضوان الحمدوني لكنه قتل، وبعد ذلك عين شخص جبوري من اهالي القيارة في المنصب، لكنه اقيل وعين شاكر الحمداني خلفاً له، ثم غير بعد فترة واختير ابو أحمد الحيالي ولا يزال والياً للموصل، لقد كان التنظيم يغير الوالي بمجرد ارتكابه اي خطأ ويحوله الى مسلح عادي.. وكان قرار تعيين أو ازاحة اي والي بيد أبو بكر البغدادي بشكل مباشر.

رووداو: ما هي التهمة التي كان داعش يتخذها مبرراً لاعدام اهالي الموصل غالباً؟

الطائي: قسم كبير من داعش تابعون لاستخبارات الدول المجاورة التي صنعت داعش فهو من صنيعة الدول، ويقوم داعش باعدام الطيارين والضباط والقادة العسكريين ورؤساء العشائر الذي تطلب الدول من داعش تصفيتهم، فعلى سبيل المثال قتل شيخ عشيرة السبعاويين، غانم السبعاوي، وشيخ عشيرة العبود، محمد جاسم العبود، وشيخ عشيرة الهيت، رشيد الزيدان، وشيخ عشيرة الخواليد، تلال الخالدي، من قبل داعش، وكذلك قتلوا العديد من القادة العسكريين الى الآن، وحالياً أغلب قادة داعش من اهالي قضاء تلعفر.

رووداو: ما موقف اهالي الموصل من انطلاق عملية استعادة المدينة؟

الطائي: الناس ينتظرون وصول الجيش العراقي والبيشمركة، وفور وصولها سينتفض الاهالي ضد داعش، هناك الآن عدد من العمليات البسيطة ضد داعش في الموصل، لكن المعركة الكبيرة لاهالي الموصل ستبدأ حينما يصل الجيش العراقي للمدينة لأن اغلب الأهالي لديهم اسلحة مخبأة. ولولا تخوفهم من داعش لاقدم اغلب مسلحي التنظيم من اهالي الموصل على تركه، لأنه في البداية كان راتب المسلح الواحد من داعش 700 ألف دينار لكنه خفض مؤخراً الى 60 ألف دينار.

رووداو: يقوم داعش بحفر الانفاق الضخمة وصناعة الاسلحة ووضع الخطط العسكرية، ويقال ان كل ذلك تم من خلال ضباط الجيش العراقي السابق هل هذا صحيح؟

الطائي: شقيقي كان ضابطاً بالجيش العراقي السابق، هو الان هنا وشارك في الحرب العراقية الايرانية التي دامت 8 سنوات، متى حفر الجيش العراقي انفاقاً، كل ذلك يتم عبر المسلحين الاجانب، فاغلب خطط داعش توضع من قبلهم. صحيح ان من يعملون في هيئة صناعة الاسلحة كانوا في الجيش العراقي حيث انهم يتقاضون اموالاً جيدة من عملهم مع داعش، وداعش يحفر الانفاق بشكل مستمر، في الليل كنا نسمع اصوات الياتهم اثناء حفر الانفاق. والان لست وحدي فقط بل اغلب اهالي الموصل يسألون لماذا يستطيع داعش تنفيذ هجمات في المانيا وفرنسا والولايات المتحدة وتركيا واقليم كوردستان، ولماذا لا يستطيع فعل ذلك في ايران القريبة من مناطق سيطرته؟ كل شيء واضح الآن. السنة هم الأكثر تضرراً من داعش فهو قام بتدميرهم.

رووداو: الان ترغب تركيا المشاركة في معركة الموصل فيما يرفض العراق ذلك، ما موقف اهالي الموصل هل يريدون مشاركة تركيا بالعملية أم لا؟

الطائي: لماذا يحق للولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايران أن تشارك في المعركة دون تركيا. لماذا يسمح للولايات المتحدة قطع آلاف الكيلومترات لمعركة الموصل، ولماذا لا يجوز لتركيا وهي جارتنا المشاركة؟ هذا موضوع سياسي والعراق يكيل بمكيالين في موقفه من تركيا، انظر الى ممارسات الحشد الشعبي في الانبار فهو لم يبقِ حجراً على حجر في المدينة احتجزوا المئات بل الالاف من الشباب والرجال السنة ولا يعرف مصيرهم الى الآن، رأينا كيف ذبح المئات من السنة في الفلوجة من قبل الحشد الشعبي. لن تجد شخصاً واحداً يرحب بالحشد الشعبي.

رووداو: ما الشيء المثير لاستغراب الذي لاحظته على داعش؟

الطائي: وما الشيء الطبيعي الذي قام به داعش اساسا؟ كان يقوم بسحق المواطنين بالحادلات في الشوارع، وكان يلقي المواطنين من على بناية التأميم شديدة الارتفاع هذا الى جانب حرقهم المواطنين وتفجيرهم، هذه اعمال لم ترتكب في اي مكان وزمان، لا اعتقد ان أحد سيقوم بما قام به داعش، الناس الآن يخافون من داعش أكثر من خوفهم من الله.

علق هنا