بغداد- العراق اليوم: للعام الثامن على التوالي يشارك المندائيون في البصرة اخوتهم المسلمين في احياء شعائر شهر محرم من خلال اقامة موكب خدمي في مركز المدينة، فضلاً عن موكب آخر في قضاء الزبير، واعتبروا مبادرتهم تلك خطوة باتجاه ترسيخ التعايش السلمي بين أبناء المحافظة. وقال رئيس مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في البصرة غازي لعيبي إن "الطائفة بادرت بإقامة موكب حسيني خدمي في منطقة الطويسة الواقعة ضمن مركز المحافظة يحمل اسم النبي يحيا بن زكريا"، مبيناً أن "الرسالة المتوخاة من اقامة الموكب هي مشاركة المسلمين أحزانهم منذ اليوم الأول وحتى اليوم العاشر من شهر محرم، حيث اننا أبناء وطن واحد، والمجتمع البصري بطبيعته يتميز منذ مئات السنين بالتسامح والتعايش السلمي". وأشار لعيبي الى أن "ثورة الإمام الحسين (ع) ننظر لها كقضية انسانية تختزل الكثير من المعاني والمبادئ النبيلة"، مضيفاً أن "أبناء الطائفة لا تقتصر مشاركتهم على إقامة الموكب، وانما بعضهم سوف يتوجه الى كربلاء خلال زيارة الأربعين". بدوره، قال المتحدث الاعلامي باسم طائفة الصابئة المندائيين في المحافظة لؤي الخميسي إن "الموكب الذي يقع في منطقة الطويسة يشارك فيه مواطنون مندائيون ويشرف عليه رجال دين من الطائفة، حيث يستقبلون المعزين، ويحضرون ويقدمون لهم المشروبات الساخنة والأطعمة المختلفة"، موضحاً أن "موكباً آخر يشارك فيه أبناء الطائفة يوجد في قضاء الزبير، وخلال العام الحالي تم توسيعه". يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوب العراق، ومازال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، علاوة على منطقة الأهواز الإيرانية، كما يوجد عشرات الآلاف منهم في دول أوربية أبرزها النرويج وهولندا والسويد والمملكة المتحدة، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين. وفي البصرة كان يسكن آلاف المواطنين المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا في ظروف واوقات مختلفة، ولا تتوفر إحصائية رسمية بعدد المندائيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تفيد بوجود ما لا يزيد عن 200 أسرة معظمها تسكن في مناطق مثل الحكيمية والعباسية والجمهورية والطويسة، والأخيرة يقع فيها المندي (المعبد) الوحيد للطائفة في المحافظة.
*
اضافة التعليق