(المسرح العسكري) يعود للحياة، ولكن بلغة وروح وثقافة ورسالة وطنية ديمقراطية

بغداد- العراق اليوم:

عندما بدأت القوات العراقية تقدمها لطرد ( داعش ) من محافظة الموصل، قبل حوالي ثمانية أشهر، بادرت وزارة الدفاع لإحياء مسرح الجيش العراقي، أو ماكان يسمى بالمسرح العسكري قبل اكثر من ثلاثة عقود.

وهو المؤسسة التي كانت تعرض إنتاجها الموسيقي والمسرحي خلال حقبة النظام السابق.

ولكن المسرح العسكري غير ذاك المسرح، فهو اليوم ينطق بلغة واسلوب وثقافة وروح ورسالة وطنية ديمقراطية تحررية انسانية خالصة جداً.

و ها هو الباحث الأمريكي لدى معهد واشنطن كيندال بيانكي يكتب في مجلة "فورين أفيرز"، عن الفكرة :

"، أن المشروع الذي يتم برعاية وزارتي الدفاع والثقافة، يجسد طموحاً كبيراً، ويأتي في توقيت هام، فقد أكدت جريدة"خيمة العراق" الصحيفة التابعة لوزارة الدفاع  أن المشروع ضروري من أجل "توثيق انتصارات جيشنا ورفع معنويات مقاتلينا الأبطال".

ويشير الكاتب إلى احتمال أن ينظر إلى مشروع كهذا، وسط معارك وإراقة دماء، بوصفه مدهشاً في أفضل حالاته، وتبديداً للأموال في أسوئها، لكن دراسة لإنتاجات وزارة الدفاع، أظهرت أن مبادرات فنية وثقافية تمثل جزءاً أساسياً من استراتيجيتها في محاربة داعش، ولإعادة بناء العراق. وبالمقارنة مع قضايا مثل التخوف من ظهور حالة عصيان سني جديد، أو بشأن مستقبل الميلشيات الشيعية، لا يأخذ دور الفنون والثقافة حقه في استعادة الأمن. ولكن من منظور عراقي، تلك القضية أمنية بحد ذاتها، وفقا للكاتب.

وبحسب بيانكي، تولي وسائل إعلام تابعة لوزارة الدفاع، كصحيفة "خيمة العراق" وبرنامج "حماة العراق" التلفزيوني، اهتماماً ملحوظاً بمحتوى إصدارات فنية وثقافية. ولذلك نشرت "خيمة العراق" قرابة تسعين مادة خلال تموز وأغسطس الأخيرين. وتضمنت تلك الإصدارات قصائد وتقارير بشأن حملات لإحياء مدن عبر الفنون، وإعلانات بشأن أحداث ثقافية في سياق الاحتفال بالانتصار على داعش، حتى أن ثمة برنامجاً تلفزيونياً جديداً يجسد مساعي مدنيين عراقيين لاستعادة مدنهم من سيطرة داعش بمساعدة قوات أمنية.

ويلفت الكاتب إلى أن تلك الأحداث الثقافية تشمل مشاركة مباشرة من أفراد القوات العراقية المسلحة، وبرعاية وزارة الدفاع أحياناً. وفِي تموز استضافت الوزارة مهرجان انتصار على خشبتها في المسرح الوطني، والذي شهد عروضاً موسيقية ومسرحية تمجد القوات المسلحة ومن قتلوا في الحرب الدائرة ضد داعش.

وتحقق تلك النشاطات الفنية لوزارة الدفاع العراقية أهدافاً عدة، منها تحفيز الجنود، وحشد الدعم الشعبي، ومكافحة التطرّف، والإشارة لتحسن الوضع الأمني بهدف تعزيز ثقة العراقيين في استعادة العراق شيئاً من الاستقرار والأمان.

ويقول بيانكي :

وعندما اكتسح داعش الموصل في 2014، أصدرت وزارة الإعلام العراقية دليلاً ثقافياً دعت فيه جميع وسائل الإعلام "لبث برامج تثير الحماسة والروح القتالية ضد الإرهاب، بالاضافة لإنتاج أناشيد وطنية".

 

علق هنا