بغداد- العراق اليوم:
يثير الكثير من المتابعين والمختصين في الشأنين الرياضي والشبابي تساؤولات كبيرة حول دور وزارة الشباب والرياضة بوزيرها الحالي عبد الحسين عبطان في تطوير هذه القطاعات، او على الأقل المحافظة عليها، مؤكدين ان الوزارة تعيش واحدة من اسوء ايامها منذ قرار اعادتها للحياة بعد عام ٢٠٠٣، وتعاقب عدد من الوزراء عليها.
ويرى مختصون وناشطون رياضيون ان " تركيز الوزير عبطان على الجانب الكروي، ليس الا جانباً دعائياً بحتاً، ولا يمكن ان يكون عمل الوزارة بامكاناتها الكبيرة محصوراً ومقتصراً على هذا الجانب، في الوقت الذي توجد فيه مؤسسة كروية معنية بشؤون الكرة، ومنفصلة عن الوزارة، هي اتحاد كرة القدم التابع الى اللجنة الأولمبية العراقية المستقلة عن الوزارة ابضاً، والتي يديرها النجم الكروي رعد حمودي، ونائبه النجم اللامع فلاح حسن.
وحتى في العنوان الكروي، فإن عبطان لم يقدم شيئاً مهماً وفاعلاً وحقيقياً لكرة القدم العراقية، فالرجل لم يضف شيئاً مهماً وذا وزن يستحق ان يذكر هنا. إنه بإختصار صورة مفضوحة لمشروع سياسي كتلوي دعائي ليس اكثر.
حتى موضوع رفع الحظر الذي يتباهى برفعه عبطان، فهو الآخر عمل دعائي محض، وقد ختمه بمباراة الأساطير الكاريكاتيرية.
لقد اقام وزير الشباب الدنيا واقعدها برفع الحظر الكروي، وهو كما يعرف الجميع رفع منقوص، لا يشمل ملاعب العراق جميعها، وأبرزها ملاعب بغداد، انما اكتفى برفع الحظر عن ملعبي اربيل، وكربلاء، ورغم ذلك فإن هذا الإنجاز المنقوص لم يأت بجهود عبطان، إنما كان عملاً جماعياً منوعاً شاركت فيه اطراف محلية وخارجية، سياسية ورياضية وأمنية متعددة، كان من بينها دور جيشنا وحشدنا وقوانا الأمنية، وانتصاراتنا التي اعطت الضوء الأخضر للجهود الرامية لرفع الحظر.
ويشير المختصون الى ان " الوزارة تحمل رسمياً عنوانين مهمين، الأول الشباب والاخر الرياضة، فكيف فهم عبطان دور الوزارة، وما هو المنجز الذي قدمه لشريحة الشباب التي تعني اكثر من ١٧ مليون عراقي بين ذكر وانثى، يعانون من ازمات خانقة، ومشاكل مستعصية، كالبطالة والادمان وانعدام الفرص امامهم وعجز المؤسسة المسؤولة عنهم قانونًا وتخليها عن تقديم اي نوع من الدعم والاسناد، بل ان مراكز الشباب المفتوحة في المحافظات باتت عبارة عن اوكار للمتهربين من الوظيفة او الحزبيين والأنصار الكتلويين الذين ملأ بهم عبطان مرافق الوزارة بلا ادنى مراعاة للتخصص الوظيفي، او القدرة على ادارة ملف الشباب".
واشاروا في حديث ( العراق اليوم) الى ان " قطاع الشباب يتعرض لظلم واهمال متعمد من قبل الوزير عبطان، والسبب واضح جدًا، فعبطان يبحث عن دعايات سريعة المفعول، فيما ان عمله المفترض في حل مشاكل الشباب، ومعالجة ازماته يحتاج الى ستراتيجية طويلة الامد، الامر الذي يفقد الرجل هالته التي يصنعها عبر انشطة دعائية سمجة، ومفضوحة، كما ان المنتديات النسوية التي تصرف لها عشرات الملايين من الدنانير شهرياً لا تزال عبارة عن اماكن للبطالة المقنعة، ولا تقدم شيئاً يذكر لقطاع النساء، بل هي محتكرة من قبل فئة معينة مقربة من الوزير وحزبه الذي نفذ الى كل المرافق في الوزارة وكأنها ملك من املاكهم".
وعن قطاع الرياضة، اشار المسؤولون الى ان "هذا القطاع يعد الاكثر تضررًا جراءالسياسات الارتجالية من قبل الوزير، وكذلك التلاعب الواضح في ملفات الاندية".
واوضحوا" في ملف الاندية نرى ان الوزير اتبع سياسة غريبة جدًا وتسببت بكوارث في قطاع الرياضة العراقية، حيث يقوم بخصخصة بعض الاندية، وبيعها بصورة استثمار الى رجال اعمال نافذين ومقربين منه، وهذا يعني استيلاء هولاء على اموال وممتلكات النوادي ونهبها كما حدث في نادي الناصرية وذي قار الرياضيين الذين جرى الاستيلاء على عقارات تابعة لهما تقدر ب١٠٠مليار دينار عراقي ". وكذلك في النجف الأشرف ولدينا الوثائق والكتب الرسمية المؤكدة لما نقول
واضافوا ان " استيلاء رجال اعمال على املاك نوادي رياضية كارثة كبرى ساهمت الوزارة بشكل فعال بتمريرها، فيما كانت عقوبة بعض الاندية التي تمنعت هو الالغاء والحرمان ".
مشيرين الى ان " الوزير منح رخص استثمار نوادي النجف وبابل وكربلاء والديوانية وغيرها لمستثمرين مما تسبب باستيلاء هولاء على تلك الاموال المليارية، فهل هذا هو التقدم الذي وعد به عبطان الرياضيين، وهل افقار النوادي والغاؤها وبيعها بثمن بخس هو الذي يسهم في تطور الاندية".
ولفتوا الى ان " ما اشيع عن تنظيم مباراة الاساطير في البصرة، لم يكن سوى ملف مضاف لملفات فساد الوزارة، وهو ملف تشوبه الكثير من الشبهات واللغط، وقد تتجه الجهات الرقابية قريباً لفتح ملف التعاقدات، والايرادات التي اختفت بعد انتهاء تلك المباراة الهزلية".
خلاصة القول ان اليوم الذي فضح فيه زميله ماجد النصراوي، وتابعهم سامر كبة ليس ببعيد عن الوزير عبطان ومن (يقف خلف عبطان) وإن غداً لناظره قريب!
*
اضافة التعليق