بغداد- العراق اليوم:
يبدو ان أن قنبلة الاستفتاء لم تقتصر تأثيراتها على العلاقة بين بغداد وأربيل، بل أن تداعياتها تكاد تعصف بذات الاحزاب الكردستانية الكبرى، التي أنقسمت على نفسها بشأن هذه المسألة. حيث أن قادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يوصف بأنه الحزب المعتدل في الاقليم، انقسموا بعمق حول هذه المسألة، ففي الوقت الذي يصعد كوسرت رسول وهو من صقور البيشمركة في الاتحاد، اللهجة مع بغداد، ويضع كتفه على كتف برزاني لتصعيد الأوضاع الى أبعد مدى ملتهب، يظهر صوت القيادي المعتدل عادل مراد، المعارض لهذه الخطوة التصعيدية المتعجلة، مطالباً بتأجيل الاستفتاء خصوصاً مع الموقف النيابي العراقي الشجاع الذي صدر في بغداد اليوم، حيث صوت اعضاء المجلس على رفض الاستفتاء، ودعا دولة رئيس الوزراء الى الحفاظ على وحدة الاراضي العراقية.
ومن تصريحات كوسرت رسول الذي قال من كركوك اليوم، والتي زارها برفقة مسعود برزاني، ان الاقليم لم يبق له شيء في بغداد، وأنه مع المضي بالاستفتاء مدعياً طرد الكرد من بغداد . الى موقف عادل مراد الذي يبدو أنه مؤيد ومدعوم من رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم، وبعض قيادات الاتحاد الوطني المعتدلة، والتي لا تؤيد الاستفتاء الآن، وتدعو لحوار معمق مع الحكومة المركزية في بغداد. يبقى السؤال الأهم هل ستتمخض الساعات القادمة عن موقف من الاتحاد يمكن ان يقصم ظهر مشروع الاستفتاء، خصوصاً وإن الاتحاد الوطني الكردستاني الان يلعب دور بيضة القبان في ترجيح أي كفة، وبمجرد انسحابه من هذا المشروع التقسيمي، يعني أن السليمانية وكركوك ستخرج من هذه اللعبة. لاسيما وان لحركة التغيير موقفاً معارضاً معروفاً من الاستفتاء.
كما ان تصريحات عادل مراد، لا تدل على مخاوفه الخارجية من مآلات الاستفتاء على الداخل الكردي، بل تنبع من قراءته للواقع السياسي المحتقن في داخل الاقليم ذاته. فقد قال سكرتير المجلس المركزي للإتحاد الوطني الكردستاني، أن قرار استفتاء استقلال اقليم كردستان المزمع اجراءه في 25 من أيلول الجاري نابع من مبدأ التفرد بمصير الشعب الكردي".
وقال عادل مراد وهو عضو مؤسس للإتحاد الوطني الكردستاني في تصريح في إن "المسألة ليست في إعلان الدولة الكردية بل في قدرتها على الاستمرار والتطور، إذ يشهد الإقليم حالة انهيار سياسي واقتصادي لدرجة عدم توفير أبسط الخدمات للمواطن كالكهرباء والماء ورواتب العاملين في الدوائر الحكومية، ويحدث هذا بالرغم من تصدير 580 ألف برميل نفط يوميا".
وأضاف "تعد تجربة جنوب السودان نموذجا قريبا لحالة الإختلاف بين الرغبة الذاتية والظروف المحيطة بتلك الرغبات".
وأكد مراد إن "من حق الشعب الكردي ومعه المكونات القومية الأخرى في كردستان أن يقرروا مصيرهم بما في ذلك إعلان الدولة المستقلة، فهي حقيقة لا اختلاف حولها في الداخل الكردستاني".
ولفت "أما تحديد موعد الاستفتاء كمقدمة للاستقلال من خلال اجتماع حزبي بعيداً عن البرلمان المُعَطل منذ أكثر من سنتين فهذا يعني خلق حالة اختلاف {كردي - كردي} لا على مبدأ الاستفتاء، بل على آليته وتوقيته ومن مبدأ التفرد بالقرارات المصيرية لشعب كردستان".
وتابع مراد "إضافة إلى ذلك، هناك أولويات أخرى منها محاربة داعش الذي يبعد مسافة 20 كم عن كركوك المتنازع عليها، ونحن بحاجة إلى حل لهذه المشاكل قبل الإعلان عن الدولة".
ومن المقرر ان يشهد إقليم كردستان في 25 أيلول الجاري استفتاء حول استقلال الإقليم، ولا تزال حكومة إلإقليم ماضية في إجراء الاستفتاء في موعده المقرر، على الرغم من الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية على تأجيله.
*
اضافة التعليق