مراسل عراقي يبتكر طريقة لمعالجة الدمار الذي ملأ الموصل

بغداد- العراق اليوم:

ذكرت صحيفة الـ "غارديان Guardian" إن أحد مراسليها العراقيين إبتكر وسيلة وصفتها بـ "الفريدة من نوعها" في إلتقاط مشاهد الدمار الذي ملأ أرجاء مدينة الموصل القديمة جراء الغارات الجوية للتحالف الدولي وقيام عناصر تنظيم داعش الارهابي بتفخيخ معظم مباني المدينة قبل هروبهم منها.

ونقلت الصحيفة عن المراسل "غيث عبد الأحد"  قوله إنه "وجد نفسه يلجأ الى موهبته السابقة في الرسم أثناء تواجده بصحبة أفراد القوات الامنية العراقية لتغطية عمليات تحرير الموصل , بعد أن شهد عمليات التدمير التي لحقت بالمباني وساكنيها جراء القصف المكثف للطيران الامريكي وإستهداف إرهابيي داعش للعوائل الهاربة من مناطق الاشتباكات" , مضيفاً إنه "لم يشهد طوال فترة عمله خلال الـ 14 عاماً السابقة في نقل أخبار الحروب في العراق وسوريا واليمن مثل مشاهد القتال التي عاشتها مدينة الموصل القديمة".

وأضافت الصحيفة البريطانية نقلاً عن "عبد الأحد"  الذي كان يعمل كمهندس معماري في بغداد قبل أن يتجه الى الصحافة في عام 2004 ، قوله "إن حبه للرسم هو ما دفعه لدراسة الهندسة المعمارية" , مشيراً الى أن "أول من أكتشف موهبته في هذا المجال هو رئيس قسم الأخبار الدولية في الـ "غارديان Guardian" "جيمي ويلسون"، الذي لاحظ رسومات "عبد الأحد" في دفتر قصاصات كان يحمله معه على الدوام , مما دفعه الى تكليفه بكتابة قصة وتوثيقها بالرسومات عن اللاجئين السوريين في تركيا مطلع شهر نيسان عام 2016".

وتابع الرسام والمهندس والصحفي العراقي بالقول إنه "كان يلجأ الى الرسم حتى أثناء قيامه بتصوير مقاطع الفيديو أو إجراء المقابلات" , عازياً السبب في ذلك الى إنه "بالامكان ترك الكاميرا أو مسجل الصوت تقوم بالعمل ومن ثم مشاهدتها أو الاستماع اليها فيما بعد من خلال الكمبيوتر المحمول , إلا أن الأحاسيس المرتبطة بمشهد معين لا يمكن إلتقاطها إلا من خلال توثيقها مباشرةً بإستخدام الورقة والقلم الرصاص ومن ثم وضع اللمسات الاخيرة عليها لاحقاً بواسطة أقلام التلوين" , مضيفاً إن "منزله إمتلأ بعشرات الصناديق الملأى بدفاتر القصاصات جراء سفرياته الصحفية السابقة في العراق وسوريا واليمن , والتي يطمح لاحقاً الى نشرها في كتاب سيخصص لهذا الغرض".

وأضاف "عبد الأحد" إن "الرسم كان له فائدة أخرى أيضاً , تمثلت بمساعدته على التعامل مع المواقف الصادمة التي واجهها في جميع أنحاء الشرق الأوسط , منها وقوعه تحت الأسر مرتين بسبب عمله كمراسل ، أحداهما من قبل جماعة طالبان الارهابية في أفغانستان عام 2010 ، والأخرى على يد مجموعات مسلحة تابعة لنظام القذافي عام 2011 " , مشيراً الى أنه وجد "إن رسم مثل هذه المواقف له اثار علاجية وصفها بـ "المذهلة" وكان لها الدور الأبرز في إستمراره بالعمل رغم كل الصعوبات التي كان يواجهها".

وأشارت صحيفة الـ "غارديان Guardian" الى "أن "غيث عبد الأحد" كان قد عمل كمترجم لها وكمدقق لغوي لصحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2003 , وهو ما دفعه للعمل في الصحافة ، الذي جعل منه بعد عام واحد فقط ، المراسل الأبرز لصحيفة الـ "غارديان" في منطقة الشرق الأوسط , تبعها حصوله على جائزة الصحافة البريطانية في عام 2008 وجائزة "أورويل" للصحافة في عام 2014".

 

 

علق هنا