بغداد- العراق اليوم:
علم (العراق اليوم) أن البيان التهجمي الإستفزازي الذي أصدرته الخطوط الجوية العراقية حول تأخر اعادة الحجاج العراقيين الى بلادهم قد صاغه وزير النقل شخصياً، لاسيما وهو المعروف بإسلوبه الوقح المتدني، والمؤشر عليه ببذاءة الألفاظ، والتهور في ردوده ومخاطباته، وهو اسلوب فج ومج نقله معه (الوزير التكنوقراطي) من قيم، وسلوكيات الحواري، والشوارع الخلفية.
لقد كشف هذا الوزير بشكل واضح عن عمق (ثقافته)، و(جدارة) استحقاقه لمنصب الوزير في حكومة لا تحترم الذائقة، ولا تجيد التعامل الحضاري، بل هي لا تعرفه بالمرة، وإلا كيف جاءت بهذا الوزير الذي يرد على وسائل الاعلام العراقية التي انتقدت تأخر الخطوط الجوية العراقية في تفويج الحجاج العراقيين عكسياً، وأغلبهم من كبار السن، والمرضى برد بعيد عن الذوق والإحترام، فيتهمها دون حق بـ( الأبواق المأجورة) بدلاً من أن يعترف بقصوره وخيبة شركته، وتلكئها في اداء واجبها المهني، والوطني، والإنساني. فهذا الوزير الذي يدافع بهذا الإسلوب الشرس عن شركة، وكأن موظفيها من الملائكة، وليس من الفاسدين الذين مسك مديرهم العام في الشهر الماضي مسك اليد بحالة رشى مخجلة، وقد نال عليها حكماً بالسجن سنتين، وما زالت بقية الدعاوى تتوالى عليه لينال المزيد من الاحكام.
والسؤال الذي يوجه للسيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة قبل ان يوجه لغيره متى يتخلص تيار الحكمة من بعض الأشخاص (غير الحكيمين) في التيار، أمثال هذا الحمامي المتجاسر على كل من يقع على مرمى لسانه الفاحش بالبذاءة، فوجود كاظم الحمامي وبليغ ابو كلل وغيرهما من فاقدي الذوق، والحياء في هذا التيار يسيء جداً الى (حكمة) هذا التيار، والى ما بقي من رصيد بيت الحكيم في الشارع العراقي.
وكانت وزارة النقل العراقية قد هاجمت في تصرف غريب يوم الخميس وسائل الاعلام، واصفة اياها "أبواق مأجورة" مضيفة في بيانها بإن الإعلاميين (يشككون في قدرة الخطوط الجوية العراقية في إعادة الحجاج العراقيين في الوقت المحدد). وقالت الوزارة في بيانها بانها "تود ان توضح للرأي العام حقيقة ما تناقلته بعض الأبواق المأجورة من تشكيك بقدرة الخطوط الجوية العراقية في إعادة الحجاج في الأوقات المحددة".
وأوضحت أن "عدد الحجاج الذين تم تفويجهم عبر شركة الخطوط الجوية العراقية بلغ قرابة 25 الف حاج، وقد أبلت الشركة بلاء حسنا في تفويجهم خلال المدة المحددة على الرغم من الاعداد الإضافية الكثيرة".
وأضافت الوزارة أن "الخطوط الجوية العراقية مستمرة بعملية التفويج العكسي للحجاج وعلى مدى 24 ساعة دون توقف وحسب الخطة المرسومة سلفا والتي وضعت على اساس إعداد الطائرات العراقية وكذلك إمكانية المطارات العاملة ومطار مدينة جدة الذي لا يمنح إمكانية الهبوط للطائرات الصغيرة". وأشارت إلى أن "الخطوط الجوية العراقية شرعت ومنذ يوم أمس بإعادة الحجاج وحملت الطائرة الأولى على متنها 350 حاجا ولازالت الرحلات الجوية متواصلة". وذكرت أنه "سيكون هناك بعض التأخير والارباك في بعض الرحلات يعود إلى عدة أسباب منها تأخر الحصول على سمات الدخول لمن التحق بالمناسك لاحقا من أفواج المجاملة الذين حصلوا على فيز مجاملة خارج حصة العراق، حيث سيتم اعادتهم بعد انتهاء عودة أفواج الحجاج المسجلين في هيئة الحج والعمرة وكذلك بسبب أحجام الحقائب الكبيرة جدا التي ترفع حجم حمولة الطائرة أكبر من الحجم المقرر، مما سيضطرنا إلى إرسال عدد كبير من الشاحنات لجلب هذه الحمولات". انتهى نص البيان التهجمي، وسنترك لمن يعنيه الأمر محاسبة من كتب هذا البيان (الذي سيتبرأ الحمامي حتماً من كتابته)، او على الأقل أن يسأله ان كان الحمامي فرحاً بإيصاله 25 ألف حاج الى السعودية، الا يقول لنا كم حاجاً أعاده الى الديار العراقية حتى هذه اللحظة، بعد ان عاد أغلب حجاج الدول الأخرى؟ نحن واثقون ان لا جواب لدى الوزير الهمام، لأن الرقم الذي لديه هو رقم مضحك ومخجل ولا يمكن ان يذكر بالضبط عدد الحجاج الذين تمت اعادتهم الى العراق !! واذا كان الحمامي فرحاً بنقل 25 الف حاج الى بيت الله فإن الخطوط الإيرانية كانت قد نقلت 88 ألف حاج ايراني، وأعادتهم الى البلاد بصمت وهدوء، رغم ان ايران تعاني من حصار ثقيل وطويل لقد قارنا اداء الخطوط العراقية بأداء الخطوط الإيرانية المتعبة، ولم نقارنه بأداء الخطوط الأماراتية او القطرية، لأن هذه الخطوط خطوط عملاقة ولن يصل الحمامي الى مستوى ادائها حتى بعد مائة عام!!،
أما نحن فلا نقول لمن كتب هذا البيان سوى سطر واحد: ان ماجاء في بيانكم كذب في كذب في كذب، ولا يمثل اكثر مما هو معروف عن وزير فاشل، ومتهور وكاذب، فهو يكذب ويكذب حتى يكذبه الجميع، وليس (حتى يصدقه الجميع)!
*
اضافة التعليق