بغداد- العراق اليوم:
مرت قبل يومين فقط، الذكرى الحادية والعشرون لجريمة كبرى اقترفها مسعود برزاني ، وراح ضحيتها المئات من المعارضين العراقيين النظام البعثي، الذين اخذوا على حين غرة من مقارهم في اربيل الى المقاصل والزنازين الرهيبة.
حيث قام وقتها برزاني باستدعاء قوات جيش صدام لدعمه، بعد ان تمكنت قوات البيشمرگة التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني من طرد مسعود من اربيل، وبسط نفوذها على ثلثي مساحة الاقليم، واقتربت بالفعل من بيت برزاني، واثر ذلك استعان مسعود بالحرس الجمهوري الصدامي، الذي اندفع الى عمق الاقليم، واستطاع ابعاد قوات الاتحاد، كما قام بمحاصرة واعتقال المئات من المعارضين العراقيين الذين افتتحوا مقرات لهم في اربيل .
يقول الناشط السياسي التركماني فالح جوبان في شهادته على تلك الفاجعة الكبرى، " صبيحة يوم 31 /8 /1996م اجتاحت القوات العراقية من قوات الحرس الجمهوري، والمخابرات الصدامية، مدينة اربيل، تساندها قوة كبيرة، وترافقها الدبابات والمدرعات والفرق الألية. حيث قصفت الاحياء السكنية، ومواقع الاحزاب المعارضة المتواجدة في اربيل آنذاك. وبعد اتمام السيطرة على اربيل اخذت قوات الامن والمخابرات بالبحث عن المواطنين المعارضين لنظام صدام، من(العرب والتركمان والاشورين) في مقرات الاحزاب المعارضة، وتم اعتقالهم واختطافهم ونقلهم الى بغداد، وبعد ان مارسوا معهم شتى اساليب التعذيب الوحشي، تم احالتهم الى المحاكم الصورية (المحكمة الخاصة) داخل بناية جهاز المخابرات العامة، وكان رئيسها الصوري المجرم سهيل نجم".
وبالعودة الى الارشيف سنجد التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية العراقية السابق طارق عزيز لوكالة الانباء العراقية، بتاريخ 31 آب 1996م عندما كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ، آذ قال عزيز " السيد مسعود البارزاني أرسل في 22 أب 1996 رسالة الى الرئيس العراقي صدام حسين جاء فيها أن منطقة جومان وسيدكان تتعرضان منذ 17 أب 1996م لعدوان غاشم مشترك لزمرة جلال الطالباني وايران مما أسفر عن استشهاد وجرح العديد من المواطنين العزل وتدمير ممتلكاتهم. وقال السيد مسعود البارزاني في رسالته السيد الرئيس: أن المؤامرة أكبر من طاقتنا لذا نرجوا من سيادتكم الامر الى القوات المسلحة بالتدخل لمساندتنا لدفع الخطر الاجنبي وانهاء تآمر وخيانة جلال الطالباني ) .
هذا التصريح للنظام عضده تصريح مماثل صدر عن الناطق الرسمي باسم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني حول الاستيلاء على مدينة اربيل بتاريخ 31 آب 1996م ، وقد اذيع البيان من راديو الحزب الديمقراطي الكردستاني يوم 31 آب 1996م ، كما وزع مطبوع البيان في مدينة أربيل. حيث جاء في البيان " وقد استجابت الحكومة العراقية مشكورة لندائنا هذا بأسنادنا،وهكذا بعون الله تعالى وبالاعتماد على القدرات الخلاقة للبيشمركة والشعب الكردي فقد تم اقتحام مدينة أربيل من عدة محاور ) .
تفاصيل العملية
وبحسب تقرير سري من ارشيف المخابرات العراقية السابقة، فأن التقرير يشير الى ما يلي:
(توجهت قطعات الحرس الجمهوري بموجب أمر القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية من معسكراتها في كركوك و تكريت و الموصل و أكتسحت مواقع حزب جلال طالباني في أربيل في يوم 31 اغسطس / اب 1996 وفتحت الطريق نحو السليمانية وكان بإمكانها التقدم و إنتزاع السليمانية من سيطرة جماعة جلال لولا الخوف من تدخل الطيران الأمريكي و إنعدام الغطاء الجوي العراقي )!
ويضيف التقرير "
في يوم 2/9/1996 إقتحمت عناصر من المخابرات العراقية برفقة البيشمركة الكردية مقرات أحزاب الإتحاد الإسلامي الكردي و الجبهة التركمانية والمؤتمر الوطني الموحد ( أحمد الجلبي ) وأعتقلت العديد من العناصر وقتلت عناصر أخرى بمساعدة أدلاء من بيشمركة مسعود بارزاني، وكانت نتائج إجتياح أربيل على النحو التالي:
الإستيلاء على جميع مكاتب ومقرات المعارضة العراقية ( الجبهة التركمانية/ الإتحاد الوطني الكردستاني/ المؤتمر الوطني/ المجلس الأعلى/ الحركة الملكية الدستورية/ منظمة العمل الإسلامي/ الحركة الآشورية/ الحزب الشيوعي الكردستاني/ الإتحاد الإسلامي الكردستاني
أعدام أعضاء من حزب جلال طالباني أمام عيون عوائلهم في ( تانجارو) جنوب شرق السليمانية.
وخسائر أخرى كبرى.
وبحسب تقارير عسكرية فان القوات المشاركة كانت كما الاتي :
45 ألف عنصر من الحرس الجمهوري العراقي.
400 دبابة و مصفحة.
طائرات هليوكوبتر هجومية
مدفعية ميدان.
فرق إسناد من الجيش / الفرق الرابعة و السابعة و الثامنة.
قوات البشمركة الكردية التابعة لحزب مسعود البرزاني .
صدام يكشف سر المعركة
وبحسب تقارير صحافية تابعت تفاصيل هذه العملية، فأن صدام حسين استقبل بعد ذلك عدداً من القادة العسكريين المشاركين لغرض تكريمهم وشكرهم علىى انجاز المهمة بنجاح ساحق حيث قال لهم هل تعلمون لماذا اخترت لكم ساعة الصفر فجر ليلة السبت لان السبت والاحد موعد العطلة الاسبوعية في امريكا، وسوف يكون الرئيس الامريكي متمتعاً باجازته حتما وسوف لن يعود الى البيت الابيض قبل يوم الاثنين لدراسة الوضع مع مستشاريه واتخاذ القرار في الوقت الذي تكون قواتنا قد انهت مهمتها وانسحبت من المنطقة وهذا ما تم فعلا. حيث لم يقطع الرئيس كلينتون عطلته الاسبوعية، واجتمع يوم الاثنين فعلاً مع مجلس الامن القومي في البيت الابيض واصدرت الادارة الامريكية انذارا شديد اللهجة الى العراق لسحب قواته من اربيل فوراً. حيث ظهر طارق عزيز في مؤتمر صحفي واشار بان الحكومة العراقية ارسلت قواتها الى اربيل بناءاً علىى رسالة خطية من السيد مسعود البرزاني الى الرئيس صدام حسين يطلب فيها تدخل الجيش العراقي بسبب خطورة التدخل الايراني وتواجد عناصر من الحرس الثوري في بعض مناطق كردستان وان القوات العراقية قامت بالانسحاب الكامل ولم يعد لها اي تواجد في اربيل.
ضحايا عملية الغدر
وحسب جوبان الذي استطاع احصاء عدد الناشطين السياسيين من التركمان فقط، فأن النظام تمكن من اعتقال المئات من المعارضين له، والذين يتبعون حسب توجهاتهم السياسية والفكرية الى المؤتمر الوطني العراقي بزعامة الجلبي، والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية، وجماعة منظمة العمل الاسلامي التي فقدت اكثر من ٨٠٠ من عناصرها، فيما وثق جوبان قائمة باسماء التركمان الذين اعتقلوا واعدموا لاحقاً ، وكانت كالاتي : 1. محمد رشيد مهدي طوزلي – قيادي في حزب توركمن ايلي 2. أحمد نورالدين قياجي – عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 3. أياد أحمد -عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 4. أياد وحيد سعد الله – عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 5. أيدن شاكر عراقي – عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 6. خالد ابراهيم أحمد 7. خالد عبد الله 8. الرائد سيروان أحمد عبد القادر 9. شاكر شكر زين العابدين 10. شاهين يونس محمود 11. شيرزاد يوسف عزيز 12. طارق فائق نورالدين 13. عبدالرحمن عمر قادر بقال اوغلوا – عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 14. عبدالرحمن قادر محمود 15. عبدالرحمن قلعالي 16. علي افضل عبدالله يايجلي – عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 17. علي حسن حسين ( عجم اوغلوا) – عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 18. فرهاد قاسم كركوكلي– عضو في قيادة الحزب الوطني التركماني 19. مازن فاروق 20. ابراهيم عبدالرحمن 21 . عبد المنعم محمد أمين 22. ميكائيل شاهباز صمد 23. نجم الدين نورالدين 24. نشأت فيصل عبدالله 25. نصرت خالد عبد الله 26. هاجر عبد الغني شهاب 27. يلماز خالد محي الدين 28. ايدن وليد اربيللي 29. فارس هادي 30. يلماز يوسف 31. شاهوان شاهباز صمد 32. شيوان شهباز صمد 33. مراد اربيللي 34- فريدون كركوكلي / استشهد 10/ تموز/2000 في اربيل 35-عبد الله كركوكلي /
اسماء شهداء آخرين من مناضلي التركمان الذين كانوا في قسم الاحكام الخاصة ابوغريب :
1- الشهيد محمد رشيد طوزلو/ سكرتير حزب القومي التركماني
2-الشهيد اياد شاكر شكور / عضو في الدائرة العسكرية الحماية
3-الشهيد ايدن شاكر العراقي / مسؤول الاعلام في الحزب القومي التركماني
4-الشهيد افضل يايجلي / حماية في الحزب التركماني
5-الشهيد علي عجم اوغلو /
6-الشهيد خالد ابراهيم اربيلي / مضمد في الحزب التركماني
7-الشهيد ميكائيل شهباز اربيلي / حماية
8-الشهيد احمد نورالدين كركوكلي
9-الشهيد شاهوان شهباز اربيلي
10-الشهيد فرهاد قاسم كركوكلي
*
اضافة التعليق