بغداد- العراق اليوم:
كشف الكاتب العراقي المعروف عامر بدر حسون، عن منع رئيس ديوان الوقف السني وكالةً عبد اللطيف الهميم توزيع كتاب فكري يناقش افكار تنظيم داعش الارهابي، وينشر اهم الاراء الصادرة من مرجعيات اسلامية سنية وحتى سلفية التي فضحت هذا التنظيم الارهابي، واصدرت فتاوى بضرورة التصدي له، وعلى الرغم من ادعاء الهميم انه ضد داعش الا ان موقفه هذا يكشف عما يبطنه الهميم من احتضان لداعش وافكارها.
العراق اليوم ينشر ما كتبه الزميل حسون على صفحته في الفيس بوك:
خابت كل محاولاتي في الوقف السني لأخذ موافقتهم على توزيع الكتيب في الجوامع وفي المدارس الدينية التابعة لهم. وهي مراكز انتاج او إعداد "أولية" للفكر الداعشي.. فالفقه السائد هناك ما زال كما هو عند بعض المدارس الشيعية: فقه داعشي!
(راجع اقوال رئيس الوقف الشيعي عن المسيحيين والايزيديين والصابئة وضرورة قتلهم ان رفضوا الاسلام أو دفع الجزية!)
وفي النهاية اقترحت نائبة محترمة ان تأخذني الى بيت رئيس الوقف السني الدكتور عبد اللطيف الهميم في المنطقة الخضراء لحسم الامر مباشرة معه.
استقبلني الدكتور الهميم استقبالاً حسنا وشرحت له باختصار مشروعي الذي لن يكلفه شيئا فأعجب به وأحاله فورا الى مجموعة من "المختصين" ليطلعوا عليه.
وأمام حماسته ولطفه اقترحت عليه ان يكتب مقدمة قصيرة للكتيب لان هذا سيكون اكثر ثقة عند الجمهور الذي يستهدفه الكتاب، فوافق بحماسة ايضا والتقطنا بعض الصور "التذكارية" قبل مغادرتي!
وبعد اسابيع من الاتصالات غير المجدية اخبرتني النائبة ان اصرف النظر عن اي دور للوقف السني، والهميم في الموضوع لانشغالهم بأشياء اكثر اهمية!
اود ان اقول هنا شيئا:
هكذا كتاب او عمل لا قيمة له إن اتى من الدولة او من طائفة أخرى. أهميته وتأثيره وقبوله تكون عندما يأتي من داخل "البيت السني".
وقد راعيت في تأليفه هذا الجانب.. ففي الجانب "الديني او الفقهي" اعتمدت على ما صدر من "علماء الازهر" عن داعش.. بل انني اعتمدت اكثر على ما صدر من "مشايخ وهابيين" وقفوا ضد داعش وأصدروا بيانات وحجج تدعو الى الحذر منهم!
وعموما فان هذا الجانب اخذ حيزا محدودا من الكتيب لانني ركزت على سايكولوجية الشباب والتربية الخاطئة التي تجعل الواحد منهم (ومهما فعل) يشعر بالذنب والخطيئة! فلا يجد وسيلة للتخلص من الذنب إلا بقبول صفقة مع الشيطان (تعرضها عليه داعش فتتحول سيئاته الى حسنات بل ويستطيع ممارستها دون شعور بالذنب ان انتمى اليها)!
وزارة التربية والتعليم راجعتها عدة شهور ودون جدوى ايضا.
كان طلبي منهم محددا:
- "السماح" بتوزيع الكتاب على طلبة المتوسطات والثانويات مجانا من قبلي او قبلهم، ودون ان يكلفهم هذا فلسا واحداً.
في البداية اعجبهم الكتاب والفكرة.. لكن وكلما مضى الوقت كنت اشعر ان الشيطان شاطر!
وفي النهاية اخبرني احدهم ان لجنة ما رفضت المشروع بأكمله، ولم يسمح لي بمقابلة اللجنة لمناقشتها وحتى التعديل على الكتيب ان ارادوا ذلك، فهدف الكتيب عاجل وأريده ان يصل للشباب ولو على عكازة!
اعتقد جازماً ان اللجنة التي رفضته هي ذات اللجنة التي الفت الكتب المدرسية وكتبت فيها ان "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" هم اليهود والنصارى!
وكانت محطتي الثالثة هيئة المصالحة الوطنية المرتبطة مباشرة برئيس الوزراء وهم اعجبوا ورحبوا بالكتاب والمشروع وقالوا انه يكمل عملهم،
واقترحوا ان يحمل الكتيب اسمهم ايضا كي يسجل كنشاط لهم فوافقت.
ماذا كنت اريد مقابل ذلك كله؟
فقط المساهمة في امور المراسلة باسمهم واسمي او باسمهم فقط وان يشرفوا على توزيع الكتاب وقد وافقوا على ذلك!
لكن "مثقفا" و"محللا سياسيا" يعمل معهم ويستعمل الكثير من "الجِلْ" لشعره.. ولم افهم من احاديثي معه ان كان اسلامياً ام علمانياً.. ولا اظن انني سأعرف، توقف للحظة وتساءل:
- كم سيجعل مني هذا الكتيب شخصاً مشهورا؟ بل ربما غنياً ان توفرت فرصة للمال في المشروع؟
ثم انه وعدني بكل خير وتعاون..
ومضت الايام والأسابيع والشهور وأنا بانتظار تزويدي بكتاب الى وزارة التربية والتعليم يعلمونهم فيه انه صدر بالتعاون معهم. لكن الكتاب لم يصل!
(اراني هذا المثقف كتيباً بائساً قام بتأليفه وطبع منه الف نسخة على نفقة يونامي "وهو نتاج صفقات فاسدين في دوائر الدولة ويونامي ايضا" اذ ان طباعة الف نسخة لتنوير ملايين الشباب مهزلة مبكية)!
وبالصدفة التقيت برئيس هيئة المصالحة وعرفت انه من اصدقاء المنفى وقد اخجلني بلطفه ودماثته وحسن استقباله، وعندما عرف بمشروعي، تحمس له وقال سنفعل هذا معاً فوراً، فهو في صميم عملنا.
وعندما عرف بالقصة واتصالاتي قال انه سيحقق في الموضوع وقد فعل واتصل بي ليخبرني ان "المثقف" المعني يقول انه فعل كل ما هو مطلوب وانه زودني بالكتب والمراسلات المطلوبة.
قلت لصديقي:
- واضح ان احدنا يكذب!
قال:
- اعرف انك لا تكذب ولا سبب يدعوك للكذب في هذا الامر.
وانتهت القصة عند هذا الحد فرئيس الهيئة (ولاعتبارات خاصة) لا يستطيع ان يفعل شيئا للمثقف الكذاب والقاتل للمشروع.
وتلك قضية اخرى..
لكن اليست هذه هي بالضبط وظيفة "المثقف" في حياتنا؟
*
اضافة التعليق