بغداد- العراق اليوم:
تُعد ناحية جرف النصر ( الصخر سابقاً) من المناطق الستراتيجية المهمة كونها ترتبط بمحافظة الانبار عبر صحراء النخيب من جهة وبمحافظة كربلاء من جهة اخرى ، لذا فهي تعد خاصرة كربلاء المقدسة .
كما تعتبر من المناطق الرخوة امنياً ، لوجود الحاضنات الارهابية وسهولة تسلل العناصر الارهابية واختبائهم في بساتينها الكثيفة ، كما يؤكد ذلك كثرة المحاولات التي يشنها عناصر داعش الإجرامي لإستهداف المقدسات والمدنيين في مدينة كربلاء ، متسللين عبر طريق عامرية الفلوجة وجرف النصر باتجاه صحراء النخيب.
ومعظم هذه المحاولات الإرهابية ينفذها عناصر داعش المتغلغلين بين جموع نازحي جرف الصخر ، ولعل آخر عملية إرهابية استهدفت مدينة كربلاء بسيارة مفخخة كانت في (10 حزيران 2017)، ونفذها أحد النازحين ، بحسب التحقيقات الأمنية.
في الوقت ذاته تتعالى أصوات سياسية في الآونة الأخيرة للمطالبة بعودة أولئك النازحين بحابلهم ونابلهم إلى جرف النصر ، ضمن مخطط معد سلفا لإعادة تنظيم صفوف عصابات داعش الإجرامية في تلك المنطقة والاستعداد لتنفيذ المرحلة الجديدة من المؤامرة بضرب عمق العراق ونسيجه الوطني عبر استهداف مقدساته في مدينة كربلاء.
وشبه مراقبون جرف النصر بمثلث "برمودا" من حيث إخفاء الضحايا وابتلاعهم من غير رجعة ، مؤكدين أن "أبناء قواتنا الامنية والحشد الشعبي الابطال اقتحموا الخطر، وكسروا شبح الخوف الذي كانت تمثله تلك المنطقة في مخيلة الناس".
وأضاف المراقبون أن " جرف النصر ورغم تحريرها لكنها مازالت تخفي الكثير من القضايا المرتبطة بها، والتي لم تحُل لحد الآن، كونها تحتضن في أرضها عشرات المقابر الجماعية، ومئات المغدورين"، مشيرين إلى "مواصلة البحث عن تلك المقابر".
كما تؤكد المصادر الامنية ان المنطقة لم يتم تطهيرها بالكامل فمازالت هناك آلاف العبوات الناسفة ، فضلا عن الكثير من المنازل الملغمة، مبينا أن ألغام داعش المتفرقة والمموهة ماتزال تشكل خطورة لغاية الأن.
وكشفت المصادر القضائية عن وجود أكثر من (4000) مذكرة قبض وفق المادة 4 إرهاب بحق الكثير من أهالي جرف النصر، مؤكدين أن عودة النازحين في ظل وجود آلاف الإرهابيين بين صفوفهم يشكل خطرا حقيقيا على العراق من شأنه أن يغير معادلة الانتصارات الميدانية التي بذلت القوات الأمنية والحشد الشعبي الغالي والنفيس في سبيلها طوال الفترات الماضية.
يشار الى رئیس مجلس قضاء المسیب قاسم المعموري، طالب قیادة عملیات بابل في شهر تموز الماضي بتعزیز القوى العسكریة في ناحیة جرف الصخر بقوات مدربة من الحشد الشعبي، عازيا ذلك للتأكيد على عدم عودة النازحين بسبب عدم تأمین المنطقة بشكل جید.
*
اضافة التعليق