بغداد- العراق اليوم:
كشف المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن، عن أساليب التعذيب التي يستخدمها تنظيم داعش في سجونه، مشيرا إلى الضغوط النفسية التي يفرضها التنظيم على المعتقلين في تلك السجون.
وبحسب ما أوردته مجلة "News week"، نقلا عن التقرير الذي اعده المركز، فإن سجون تنظيم داعش تديرها أجهزة عدة، منها الحسبة أو الشرطة الدينية والجهاز الأمني والشرطة العسكرية، ويشمل التعذيب الجسدي للسجناء على عدة أساليب يذكرها التقرير، وهي: الجلد وبساط الريح والشبح والكرسي الألماني والعجل.
ويشير التقرير إلى أنه يتم استخدام الكرسي الألماني والشبح والعجل لتعريض جسد المعتقل للضرب، أما أسلوب الوقود فهو نوع من التعذيب النفسي، يتم من خلاله تقييد المعتقل وصب الكاز عليه، ويهدد المعتقل بإشعال النار به إذا لم يقم بالاعتراف، أما من يعذب من خلال الشبح فيترك معلقا في إطار الباب أو السقف لعدة أيام.
ولفتت المجلة إلى تجربة معتقل سوري عمره 33 عاما، وكيف قام محقق تونسي، اعتقد أنه كان من عناصر الجيش السوري، برشه بالكاز وأشعل النار به، حيث يقول "أحضر غالون كاز وصبه علي، من صدري وحتى قدمي، وقال لي اعترف وإلا أحرقتك، وآخر شيء أتذكره هو أنني وجدت نفسي في المستشفى"، حيث ترك الحادث آثارا على عضوه التناسلي.
ويورد التقرير أن "بساط الريح" أسلوب يستخدمه التنظيم لتعذيب المعتقلين، ويتم وضع السجين بين لوحين، ويتم حنيهما والتسبب بالألم له، خاصة أنه لا يستطيع التحرك بسبب تقييد رجليه ويديه، ويظل الجلاد يحني اللوحين، بحيث يصبح وضع السجين على شكل نصف دائرة، وتقترب قدماه من رأسه، وعادة ما يتسبب هذا الأسلوب بإصابات خطيرة ودائمة للعمود الفقري، ويقوم السجانون بضرب السجناء وصعقهم بالكهرباء وهم مقيدون باللوح.
وتكشف المجلة عن أنه يتم استخدام أسلوب "القراصة" مع النساء، فتقوم السجانة بقرص السجينة بملقط في ثدييها، ما يتسبب لها بآلام مبرحة، مشيرة إلى أن امرأة عمرها 63 عاما قدمت تجربتها المؤلمة على يد نساء الحسبة في الرقة، وقالت "صرخت وتوسلت لهن العفو عني، وأمرتني واحدة منهن (سجانة) بالسكوت، وبعد ذلك نظرت إلى ثديي، وسألت ما حدث لي، وقلت لها عندي سرطان، وقالت إنها ستجعل الثدي الآخر يبدو مثله"، وأضافت: "سألتني هل سمعت عن الملقط، فبكيت، وعندما قرصتني به صرخت لدرجة أن الرقة كلها سمعت صوتي".
ويشير التقرير الى احد الأساليب البشعة الاخرى والتي وصفتها امرأة بالتفصيل، قائلة إنها شاهدت رأس رجل مشوه وضع على قفص سجينة، واتضح أنه رأس شقيقها، ويترك هذا الأسلوب أثره النفسي العميق، وقالت "نظرت للجهة الأخرى، ولم أكن أريد رؤية الرأس"، وأضافت "أفاقت السجينة، التي كانت غائبة عن الوعي، وجرت نفسها إلى آخر زاوية في القفص، ونظرت للرأس وحرفته نحوها حتى ترى الوجه، وعندما شاهدت الرأس بدأت تنوح، وظلت على هذه الحال لمدة طويلة، وكانت تصفع وجهها وهي تنوح، واعتقدت أنها كانت تعرفه، وفي اليوم التالي جاءت السجانات وأخذن الرأس، ولم تأكل أو تشرب المرأة لمدة يومين بعد هذا الحادث".
وتنوه المجلة إلى أن من التفاصيل التي يذكرها التقرير هي عن السجناء الذين يشتركون في زنزانة واحدة، وإجبارهم على حضور مساقات للشريعة وتعلم تعاليم التنظيم المتشددة، وتثقيف المعتقلين بأيديولوجية التنظيم قبل الإفراج عنهم، حيث كان المسؤولون الشرعيون في التنظيم هم من يلقون الدروس.
ويتحدث التقرير عن أن تجارة الرق لم تستهدف فقط النساء الأيزيديات، بل نساء وفتيات مقاتلي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، وكان من ينجو من السجناء أو السجينات من عمليات التعذيب يعطى خيار الخروج، لكن بشرط أن يدفع للتنظيم مبلغا من المال لقاء خروجه، وفي حال لم يستطع السجين فعل هذا فإنه "يكره على المشاركة في عمليات انتحارية".
وتذكر " News week" أن التقرير قام على شهادة 72 من السجناء السابقين والمنشقين عن التنظيم، وجمعت مادته على مدار 18 شهرا.
*
اضافة التعليق