بغداد- العراق اليوم:
ذكرت مجلة "كومنتري Commentary" الامريكية إن الادعاءات بأن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق بعد غزوه الكويت عام 1990 قد تسببت بوفاة 500,000 طفل عراقي , لم تكن سوى "خيال" إبتدعه نظام الدكتاتور المخلوع صدام حسين وساهمت المنظمة الأممية للطفولة "اليونيسيف" في ترويجه.
وقالت المجلة إن البحث المنشور مؤخراً عن "المنظمة البريطانية للصحة العالمية" , أكد بإن "نظام صدام استغل بيانات إحصائية أجرتها وزارة الصحة التابعة له من أجل خداع المجتمع الدولي" ، واصفةً صدور تقرير يفيد بوقوع 500 ألف حالة وفاة بأنه "عملية احتيال واسعة النطاق" نجح النظام السابق في نشرها بالتعاون مع اليونيسيف ، الى درجة حصولها على اهتمام كبير والاعتقاد بصحتها على نطاق واسع حول العالم.
وأضافت المجلة إن اليونيسف لعبت دور الناشر لأكاذيب نظام صدام , وسط رفض سلطات هذا النظام محاولات الامم المتحدة لإجراء إحصاءاتها الخاصة داخل العراق ، مما جعل من التقارير الوحيدة الواردة من العراق هي تلك الصادرة عن اليونيسف والمقتبسة من وزارة الصحة العراقية انذاك , والتي أشارت الى أن العقوبات الاقتصادية أدت إلى وفاة 1.2 مليون عراقي جراء العقوبات الاقتصادية , مشيرةً الى وجود العديد من الادلة على أن تقارير اليونيسيف كانت منفصلة عن الواقع انذاك , منها إعلانها عن إن معدل وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات والأطفال الرضع إزداد بمقدار الضعف بعد إقرار برنامج "النفط مقابل الغذاء" الذي أقر أصلاً لتسهيل دخول الغذاء والدواء للعراق , وهو ما نفاه المراقبون المستقلون في العراق والعديد من العراقيين المهاجرين إلى خارج البلاد.
ونوهت مجلة "كومنتري Commentary" الى أن تقرير اليونيسف لعام 1999 كان قد إحتل العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم انذاك ، وسط تجاهل الإعلام الدولي إلى حد كبير لتقرير "منظمة الأغذية والزراعة" في أيلول 2000 ، الذي كتب بالتعاون مع "منظمة الصحة العالمية" ، والذي صدر بأرقام مختلفة تماماً , مشيرةً الى أن الوقت قد حان لجعل تمويل منظمة اليونيسيف مرهوناً بإجرائها تحقيقاً داخلياً لليونيسيف حول كيفية نشر تلك التقارير الخاطئة بصورة متعمدة ، وإعتذار علني للشعب العراقي عن قيامها بلعب دور البوق الاعلامي لنظام صدام.
*
اضافة التعليق