بغداد- العراق اليوم:
آثار طرح العراق لسندات بقيمة مليار دولار تساؤلات عن قدرة البلد الذي مزقته الحروب من إصدار تلك السندات دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، فقد تحدى العراق المنطق التقليدي بإصدار السندات الدولارية لمدة 5 سنوات ودون دعم واشنطن. مفسرة ذلك بتحسن ظروف البلد النفطي تزامنا مع هزيمة داعش في الموصل.
إلا أن محللون فسروا إصدار هكذا سندات بقيمة ضخمة يرجع إلى تغلب الشجع على الدراسة المتأنية اللازمة لإصدار السندات المذكورة دون غطاء أو دعم دولي من قبل بلد ذي اقتصاد مترنح.
وكان طلب المستثمرين كبيراً، إذ بلغ 7 أضعاف قيمة العرض؛ ما مكن المديرين من خفض العائد المشار إليه بمقدار 25 نقطة حتى 6.75%. وهي نسبة أقل مما تعرضه السندات الأوكرانية المماثلة، وأعلى بكثير من سندات اليونان الأخيرة، والتي تبلغ فائدتها 4.6% رغم تشابه باقي التفاصيل.
وطرحت الوكالة الأمريكية تساؤلا عن عامل الجذب في السندات المطروحة من قبل العراق عن مثيلتها في السوق العالمية مع تساوي نسبة الفائدة؟ وتجيب “بلومبيرغ”: “لقد أصبح لدى العراق القدرة على تصدير النفط مرة أخرى، وطالبو السندات هم مستثمرون في الأسواق الناشئة الرئيسة، ومن المرجح أن يؤثر إصدار مثل هذا على الأسواق الناشئة، ونظراً لكبر حجم الإقبال، فمن المرجح أن تنجح خطوة السندات، إذ أصبح الشراء ضرورة بين المستثمرين المتنافسين، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا مبدءاً استثمارياً”.
ووفقاً للتقارير، انخفض العائد على السندات الحالية للعراق التي تبلغ مدتها 10 سنوات؛ ما يخلق ظروفاً مثالية لإصدار سندات جديدة.
ويعد هذا مثالاً آخر على الطلب الذي لا يعرف نهاية على الفوائد التي تقلق البنوك المركزية، وخبراء الاقتصاد. ويبدو أن هذا يأتي وفقاً لمبدأ فقاعة الائتمان، وهي مكافأة غير كافية تماماً لما يجب أن ينظر إليه على أنه خطر كبير؛ لأن العراق لا يزال في خضم صراع مدني خطير في المنطقة الأقل استقراراً في العالم.
*
اضافة التعليق