بغداد- العراق اليوم:
عندما أطلقت الحكومة العراقية حملة تجنيد في صفوف قوات النخبة “جهاز مكافحة الارهاب” على الانترنت في شهر آيار مايو الماضي، سجّل عدد مذهل من الشباب، فبلغ عدد المتطوعين حوالي 300 الف متطوع. ومن بين هذا العدد، اجتاز الفحص الطبي، حوالي 3 آلاف شخص، وفقاً لمدرب عسكري امريكي، أضاف أيضا أن “ألفا فقط من المتوقع قبولهم في أكاديمية التدريب الخاصة العراقية الامريكية المشتركة”.
وزادت شعبية جهاز مكافحة الارهاب المعروفة باسم “الفرقة الذهبية” بسبب دورها البارز في استعادة الكثير من المدن العراقية التي كانت خاضعة لتنظيم داعش.
وتبدو عملية انتقاء المتطوعين في هذا الجهاز، صارمة وتبرز التحدي المتمثل في إعادة بناء هذه القوة النادرة في العراق، اذ تقول الولايات المتحدة، ان جهاز مكافحة الارهاب خسر ما نسبته 40 في المائة من موارده البشرية في الأشهر التسع الماضية عندما كان يخوض الحرب ضد تنظيم داعش.
وتجدر الإشارة الى ان قوات مكافحة الارهاب يبلغ عددها حوالي 10 آلاف مقاتل فقط، ومعروف عنها التميز بقدرتها العالية بين القوات الامنية على مكافحة الارهاب المتمثل بتنظيم داعش، بيد أن الجماعات المسلحة الشيعية، هي صاحبة الثقة الأكبر لدى العراقيين الآن.
ويرى العراقيون، أن جهاز مكافحة الارهاب والجماعات المسلحة الشيعية، هما القوتان اللتان اوقفتا مسيرة تنظيم داعش في العراق حين ظهر في عام 2014، بعد أن انسحبت القوات التقليدية من الجيش والشرطة.
ومع وجود عدة مدن مهمة في العراق خاضعة لتنظيم داعش، تمكّن جهاز مكافحة الارهاب من إعادة ترتيب أوراقه بسرعة وعلى المدى القصير. لكن هذه القوة لها آثار طويلة الأجل ومدى تمكّنها من منع اي تمرد آخر قد يظهر في العراق.
ومن المرجح ان يتم تكليف “الفرقة الذهبية” في الحرب القادمة ضد داعش لتحرير ما تبقى من مناطق ماتزال بيد التنظيم، مع محاولة هذه القوة منع اي فرصة لولادة تنظيم يخلف داعش في العراق.
وربما تقع مسؤولية تحرير هذه المدن المتبقية بيد داعش، على فصائل الحشد الشعبي التي اصبحت ذات كيان قانوني تعمل في الغالب “خارج سيطرة الحكومة المركزية في بغداد”.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن خيار إشراك الحشد الشعبي في تحرير ما تبقى من مدن خاضعة لتنظيم داعش، يبدو مستبعداً تماماً نظراً لعدم وجود روابط حميمية بين الجانبين. كما أن تدريب وتجهيز الكوماندوز العراقي، اصبح سريعاً وله تأثير داخل السياسة الامريكية في العراق.
البنتاغون وفي مقترحها المقدم في شهر آيار الماضي يوضح فيه تقديم ما يقرب من 1.3 مليار دولار للتدريب والتجهيز. واردف البيان “بدون التمويل، يمكن أن تكون الفرص لدول مثل روسيا وايران توسيع نفوذهما في العراق”.
وتشكّلت قوات مكافحة الارهاب، على يد القوات الخاصة الامريكية في عام 2004، لردع العنف والتمرد في العراق.
باتريك روبرسون، قائد قوات العمليات الخاصة الامريكية المشاركة في تدريب منتسبي قوات مكافحة الارهاب الجدد قال إن “100 من القوات الخاصة الامريكية تعمل مع نظرائهم العراقيين على تجنيد مقاتلين جدد ينضمون الى النخبة”.
روبرسون يقول، إن الضباط العراقيين كانت لهم الحصة الكبرى في التدريب، فتتراوح مدة التدريب للضباط ما بين 30 الى 40 شهراً، بيد أن الولايات المتحدة تحتفظ بشروط التقديم القائمة على مراقبة الحالة الصحية الجيدة والقدرة الذهبية وتحمّل التحديات اثناء الحرب.
وتعود عملية فتح باب التطوع، الى ارتفاع معدلات الاصابات التي لحقت بالمقاتلين اثناء حربهم ضد تنظيم داعش، لذلك هناك اعتماد على سرعة التدريب وتخريج الطلاب، لان برامج التدريب الطويلة لن تجدي نفعاً في ظل الحرب الجارية الآن، وعدم مواكبة الخسائر في ساحة المعركة.
ويتحدث روبسون عن تخريج ألفي مقاتل من الأكاديمية سنوياً. ويبدو هذا الحال، هو اقل مما كانت تطمح اليه البنتاغون المتمثل بزيادة القوة الى 20 الف جندي على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وقال روبرسون، إن التحدي هو الحفاظ على المستويات القتالية العالية التي تتطلب جهداً كبيراً لقبول المقاتل في جهاز مكافحة الارهاب. مضيفاً، ان فكرة تجنيد مقاتلين من عامة الناس، يأتي لمعرفة قدرات المتطوعين في صفوف القوات العراقية، فالجهاز يبحث عن “اشخاص ذوي جودة ومواصفات عالية”.
وأشار روبرسون الى أن “المحاولة الاولى في قبول المتطوعين اثمرت عن قبول 0.3 في المائة من الذين اجتازوا الاختبارات العسكرية”.
*
اضافة التعليق