“حسن الجوار”.. حملة إسرائيلية لكسب أصدقاء في سوريا

بغداد- العراق اليوم:

انتقلت إسرائيل من تقديم المساعدات الإنسانية البسيطة لضحايا الحرب الأهلية السورية إلى حملة لكسب الود وصفت بأنها محاولة لتكوين أصدقاء جدد على الجانب الآخر من الحدود التي يسودها العداء منذ عقود.

وفي إطار مشروع إغاثة امتد على مدى عام، ولم تكشف وسائل الإعلام النقاب عنه سوى هذا الأسبوع، تستقبل إسرائيل سوريين لتلقي العلاج في حين ترسل إمدادات الغذاء والوقود ومواد البناء بانتظام إلى الجانب الآخر من الحدود الإسرائيلية السورية في منطقة هضبة الجولان.

ويتضاءل حجم المساعدات بالمقارنة مثلاً بأعداد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا والأردن، لكنه يمثل تحولاً كبيرًا بالنسبة لإسرائيل التي كانت في بادئ الأمر تفضل إغلاق الحدود مع سوريا في حين لم تقدم الرعاية الطبية سوى لجرحى الحرب الذين شقوا طريقهم بأنفسهم إلى خط الهدنة في هضبة الجولان.

 

ويقول الجيش الإسرائيلي، إنه سعى لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية في مواجهة الموقف المحايد الذي أعلنته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الحرب الدائرة منذ 6 سنوات في سوريا الخصم القديم لإسرائيل.

 

وفي تسجيل فيديو دعائي عن المشروع يحمل اسم “حسن الجوار” قال اللفتنانت جنرال جادي ايزنكوت قائد القوات المسلحة “أعتقد أن هذا واجبنا الأساسي كجيران وكيهود”.

 

ولكن هناك حسابات أكثر عملية من ذلك. فتحقيق الاستقرار على الحدود السورية التي تمتد لمسافة 70 كيلومترا، والتي تقول إسرائيل إن ثلث المقيمين فيها من النازحين من الداخل يساعد في تفادي أي محاولة لتدفق النازحين عبر سياج الجولان.

 

ومع تشرذم سوريا يأمل الجيش الإسرائيلي أن يكون من يتلقون المساعدات أقل ميلًا لمعاداتها في المستقبل.

 

وفي خطوة ربما تسلط الضوء على هذا الهدف طويل الأجل جرى نقل نحو 600 طفل يعانون من الإعاقة أوالأمراض مثل السرطان والسكري للعلاج ضمن البرنامج إلى جانب نحو ثلاثة آلاف من جرحى الحرب السوريين منذ مارس/ آذار العام 2013.

 

ويقول قادة عسكريون، إن طفلاً يعاني من مرض عضال ظل في إسرائيل لستة أشهر لكن أغلبهم عادوا بعد يوم واحد. وتتحمل إسرائيل التكاليف. وتقدم نحو ستة منظمات أهلية التبرعات وطواقم العمل لعيادتين عند خط الهدنة. ويجري التخطيط لإقامة مستشفى في الجوار.

 

ورد قائد إسرائيلي كبير على سؤال عن موازنة برنامج “حسن الجوار” قائلا إنها “كبيرة” دون أن يفصح عن تفاصيل. ورد العاملون في المشروع على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تقدم كذلك السلاح والتمويل لمعارضين تعتبرهم أصدقاء بأن المشروع “إنساني بحت”.

 

وسرت شائعات عن مساعدة إسرائيل لجهاديين سوريين مثل الجماعة التي كانت تعرف سابقًا بجبهة النصرة. ونفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجود أي صلة من هذا النوع. وقال قادة قاعدة الجولان العسكرية إنهم لا يقدمون أي مساعدة، بما في ذلك المساعدات الطبية، لأعضاء جبهة النصرة سابقًا أو تنظيم داعش.

علق هنا