بغداد- العراق اليوم:
يبدو ان المشهد السياسي في الانبار، فيه من التعقيدات والتداخلات ما يعجز عن تصديقه، لأن فيه من التدني، والتردي السياسي، ما يجعل الامر اشبه بان يكون مسرحية تجارية هابطة، لكنها تواصل فصولها على مسرح الاحداث دون كوابح قانونية، توقفها عند حافة الهاوية، وتمنعها من الانزلاق الى ابعد الأعماق في منحدر الفوضى السياسية.
وفي التفاصيل، فأن مصادر مطلعة في الانبار، تكشف لـ (العراق اليوم)، عن مهزلة تشريعية بحق يشهدها مجلس المحافظة، بطلها هذه المرة عضو لائحة (متحدون) لصاحبها اسامة النجيفي واخوته، والذي قفز لمنصب رئيس مجلس المحافظة بعد استقالة صباح كرحوت من المنصب، ونعني به احمد حميد شرقي الملقب شعبياً في الانبار بـ (ابو جدوم).
وفي السيرة الذاتية لـ (ابو جدوم) تكشف المصادر، ان الاخير كان يعمل مهرباً للأغنام في الرمادي، وهو امي بكل ما للكلمة من معنى، حيث ان ابو جدوم كان ولا يزال غير قادر على فك الخط، لكنه قادر على فك اكبر شباك التزوير والتلاعب، فقد تمكن بشطارته وهو (القچقچي) المحترف من الحصول على شهادة اعدادية مزورة، والترشح لعضوية مجلس الانبار، وقد استطاع الفوز بعضوية المجلس، وبقي كأحد اهم الاعضاء الباحثين عن فرصة الانقضاض على الغنائم، وتحت مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائدُ، نجح أبو جدوم بعد اجبار كرحوت من قبل الحزب الاسلامي على الاستقالة، في الحصول على منصب، كان لا يجرؤ على الحلم به طيلة سنين عمره !
وبعد ان تسلم ابو جدوم الرياسة! كما يحب ان يسميها، وجد الفضاء الذي يتسع لأحلامه بالثراء الفاحش، والانتفاع من مكاسب محافظة عريقة وغنية مثل الانبار، فعقد اتفاقية مشتركة له مع صهيب الراوي زميله السابق في المجلس، والمحافظ الحالي المحكوم بالسجن لمدة عام بجريمة تتعلق بالمال العام على المضي سوية بنهب كل ما يمكن، او لا يمكن نهبه!
ويبدو ان حلف ابو جدوم -الراوي، لا يزال الأقوى حتى مع توجه كتل سياسية لإقالة الراوي من منصبه، ولذا اتخذ صاحبنا " ابو جدوم"كل ما يمكن فعله لحماية شريكه، حتى لو ادى ذلك الى شل المؤسسة التشريعية في المحافظة، فهو يرفض عقد جلسة لمجلس المحافظة، والتي سيكون على رأس مقرراتها اقالة صهيب الراوي من المنصب بعد فضيحة الحكم القضائي والادانة التي لم يتمكن برغم كل ما أنفقه من اتقائها!
ويأخذ موقف (ابو جدوم) الرافض لإقالة شريكه أساليب واشكال متعددة، منها التملص من عقد أي اجتماع للمجلس، لاسيما وهو الرئيس المتنفذ!!
ويشير مصدر مطلع في مجلس الانبار الى ان اعضاء المجلس سئموا هذا الوضع الشاذ، والتأجيل غير القانوني للجلسات، لذا فأن التوجه الآن هو بتكليف امين سر المجلس، او أحد الاعضاء، بإدارة جلسة طارئة يتخذ فيها اقالة الراوي ومعه كفيله ابو جدوم، وحينئذ سينشد ابو جدوم بصوت عال: "لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي"!
*
اضافة التعليق