بغداد- العراق اليوم:
لربما لا تخلو صورة الواقع السياسي القاتمة للغاية، من كوميديا، حتى لو كانت كوميديا سوداء، فهي ورغم كل شيء لم تزل تثير في العراقيين ضحكاً كالبكاء، أنها كوميديا لا يكتب فصولها كُتاب متخصصون كما هي العادة، بل ينبري لها سياسيون، ووزراء قذفتهم امواج البحار مصادفة على دست الوزارات الأسود، ليحولوها الى سيرك للإستعراض، واطلاق النكات من العيار الثقيل التي لا تضحك بمضامينها، قدر ما تحول مطلقها الى قراقوز، نظراً لفجاجتها وهزالتها !
لن نعد انطلوجيا لسياسي السيرك او هواة التهرج في المشهد العراقي المكتظ بهم، لكننا سنكتفي، بنموذج فاق نظرائه، وتجاوز اقرانه، وانفرد بكونه اول وزير عراقي يدعي في محضر رسمي ان افيالاً كانت تطير وفضائيين يهبطون بالقرب من (المگير) وهي مدينة نائية غرب الناصرية!
الوزير التك -نوقراطي، كاظم فنجان، يختزل مشهد (الهبل السياسي) برمته، ووحده ينفرد راقصاً على سيرك التهريج ، واطلاق الدعابات التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة!
لعل قصة الحمامي مع هذا الفن، باتت علامة مسجلة، بعد ان حجز مقعده مع اشهر نجوم الكوميديا السوداء في عالمنا العربي!
الا إن ثمة من رصد موهبة اخرى، يبدو ان السيد فنجان شغوف بها حد اللعنة، فهو يعشق المقص، فما من صورة تنشرها مواقع وصفحات الوزارة الإ والسيد الوزير يحمل مقصاً بيده، والعنوان دوماً ( افتتح السيد فنجان)، فهو يفتتح كل شيء، مطار وهمي في الناصرية، بوابة صغيرة في مطار ما، مصعد صغير في دائرة منزوية في قرية، باب غرفته ايضاً، كل شيء خاضع لمنطق المكص والشريط الأحمر، الذي يمسك اطرافه موظفون لا حول لهم ولا قوة، ومقص موضوع في إناء تحمله فتاة، وثمة مصور فوتوغرافي، يتعلم للتو لقطات (الكلوز) يمنح فيها الحمامي دفقاً من فلاشات متتالية، وثمة كومبارس مسخرون للتصفيق، وهكذا يمارس الوزير موهبته بالقص والافتتاح، ولكن مع مشاريع لا وجود لها على الأرض!
حتى ان معلقين كتبوا بسخرية، ان رئيس اي حكومة مقبلة في العراق، عليه ان يفكر جدياً باستحداث منصب وزاري بعنوان ( وزير الكص) يمنحه للسيد الحمامي ليكون قد طبق اول خطوات الإصلاح المنشود في وضع المقص المناسب في يد الرجل المناسب، وجيب ليل واخذ افتتاحات !!!
*
اضافة التعليق