بغداد- العراق اليوم: بجانب رجال الدولة المحبوبين والفلاسفة السياسيين العباقرة، كان في تاريخ الولايات المتحدة أحداث فساد، وكسب غير مشروع، وعلاقات غير شرعية وكان السلوك السيئ منتشراً بين موظفي القطاع العام، بدءاً من فضيحة جنسية قديمة إلى مؤامرة جماعية لسحب أموال الضرائب من الخزانة الفدرالية.
تعرف على 8 أحداث سياسية أثارت الجدل في القرن الـ 18 والقرن الـ 19 بحسب موقع History.
1- علاقة هاميلتون ورينولدز غير المشروعة
بدأت أول فضيحة جنسية كبيرة في البلاد في العام 1791، عندما دخل وزير المالية الكسندر هاملتون في علاقة غرامية مع سيدة متزوجة تدعى ماريا رينولدز.
وكان جيمس، زوج ماريا على دراية كاملة بتلك العلاقة؛ وفي النهاية تحدث هاملتون وطالب بألف دولار كرشوة حتى يتغاضى عن الأمر.
واستمرت العلاقة لعدة أشهر أخرى، ولكن في نهاية العام 1792 كشف جيمس رينولدز أخيراً عن العلاقة لمحققي الحكومة، بعد تورطه في فضيحة مالية أخرى، وادعى أيضاً أن هاملتون قد شارك في مضاربات مالية غير قانونية.
وعندما واجهته مجموعة من السياسيين قام هاملتون بالاعتراف بعلاقته الغرامية، وسلم رسائل الحب المتبادلة بينه وبين ماريا رينولدز لتبرئة نفسه من أي نشاط غير مشروع.
هدأ الأمر لعدة سنوات، لكنه ظهر مجدداً في العام 1797، عندما حصل صحافي فضائح يدعى جيمس كالندر على رسائل الحب ونشرها في كتيب.
اضطُر هاملتون للاختيار بين فضح نفسه أو ترك الاتهامات دون رد، فنشر هو الآخر كتيباً خاصاً به يعترف فيه بعلاقة حب مع ماريا، ودحض أيضاً كل الإشاعات الخاصة بالفساد المالي.
بينما ساعدت صراحة هاملتون في نفي كل الادعاءات المتعلقة بالفساد عنه، وكانت تقارير خيانته أصبحت وصمة عار لبقية حياته.
2- مؤامرة بلونت
كان ويليام بلونت عضواً بالكونغرس الأميركي وأحد الموقعين على الدستور، لكنه أيضاً كان أول سياسي يطرد من مجلس الشيوخ الأميركي.
ففي العام 1796، بينما كان يعمل كعضو بمجلس الشيوخ عن الولاية الجديدة تينيسي، وضع بلونت خطة لمساعدة البريطانيين في الاستيلاء على الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسبانية، تلك الأراضي هي لويزيانا وفلوريدا الآن.
كانت خطته الجريئة هي دعوة ساكني الحدود وقبيلة شيروكي من قبائل الهنود الحمر للتمرد على الإسبان وإبعادهم عن ساحل الخليج.
عندها ستصبح تلك المنطقة مستعمرة بريطانية، وسيتم فتحها للمستوطنين والسماح لبلونت، الذي يملك مساحات كبيرة من الأراضي الغربية، بجني الكثير من المال بسبب استثماراته.
ولسوء حظ بلونت، كُشفت خطته في العام 1797، بعد أن وجدت واحدة من رسائل المؤامرة الخاصة به طريقها إلى الرئيس جون آدامز.
في شهر يوليو/تموز من نفس العام، صوت مجلس الشيوخ لطرده من تلك المرتبة، لكن تم رفض محاكمة الاستئناف للنظر في عزله بسبب عدم وجود سلطة قضائية.
تسببت تلك الفضيحة في إبطاء مسيرة بلونت السياسية قليلاً، وبالرغم من أنه عُرف بـ "الوغد" في واشنطن فإنه ظل ذا شعبية في ولاية تينيسي، وانتخب في وقت لاحق للمجلس التشريعي للولاية وعُين رئيساً.
3- مؤامرة بور
بعد مرور أكثر من عام منذ قتله لالكسندر هاملتون في مبارزة، تورط آرون بور - نائب الرئيس الأميركي السابق -، في مخطط غريب للاستيلاء على أراضٍ في الغرب الأميركي.
ما زالت تفاصيل تلك المؤامرة غامضة حتى يومنا هذا، لكن تشير الأدلة إلى أن بور قد خطط لغزو الأراضي الإسبانية على الحدود إقامة إمبراطورية غربية جديدة وتعيين نفسه زعيماً لها.
وربما يكون خطط أيضاً للتحريض على ثورة لفصل الأراضي الغربية عن صفقة شراء لويزيانا من الولايات المتحدة.
بدأت المؤامرة بشكلٍ جادٍ في العام 1805، عندما سافر بور إلى الغرب وقام بتجنيد اللواء جيمس ويلكينسون للمساعدة، وهو متآمر مشهور بسوء سمعته وأيضاً كان جاسوساً إسبانياً.
بحلول العام التالي، كان يملك مجموعة جنود ومعدات عسكرية على جزيرة بنهر أوهايو.
إن الخطط الحقيقية لبور لم تكن لديها أية فرصة في أن تُحقق. ففي نهاية العام 1806 فقد ويلكينسون أعصابه، وقام بخيانة المؤامرة لحساب الرئيس توماس جيفرسون.
اعتقل بور وقُدم للمحاكمة بعد بضعة أشهر بتهمة الخيانة، لكن تمت تبرئته في النهاية بسبب أن خططه كانت لا تشكل "دعوة صريحة" للحرب ضد الولايات المتحدة.
وتداعيات محاكمة المؤامرة تلك تركت حياة بور السياسية في حالة يرثى لها، إذ قضى عدة سنوات في منفى من اختياره في أوروبا، واستقر في النهاية في نيويورك في العام 1812 وفتح مكتب محاماة.
4- علاقة الـ "تنورة الداخلية"
على الرغم من أن هذا قد يبدو سخيفاً وفقاً للمعايير الحديثة، فإن ما تُسمى بعلاقة "التنورة الداخلية" غير المشروعة، ألقت بظلالها على أول سنتين من الفترة الرئاسية لآندرو جاكسون.
كان الخلاف يتمحور حول مارغريت ايتون، كانت جميلة وصريحة، وقد تزوجت جون ايتون وزير الحرب في عهد جاكسون بعد بضعة أشهر فقط من قيام زوجها بالانتحار.
كانت الأفراح المقامة سريعاً بمثابة صدمة للمشاعر في القرن الـ 19، وعندما اجتمع هذا بشخصية مارغريت المرحة أكسبها سمعة أنها امرأة بغي بين نخبة واشنطن.
وسرعان ما نبذتها زميلاتها زوجات مجلس الوزراء من دوائرهم الاجتماعية، ونشروا الشائعات حول عشاقها المزعومين، وعلاقاتها العاطفية القديمة.
وكانوا أيضاً يتهامسون عن أن زوج مارغريت الأول قد قتل نفسه بعد معرفته بخيانتها له مع جون ايتون.
تعاطف الرئيس آندرو جاكسون مع مارغريت ايتون، التي كانت تذكره بزوجته المتوفاة، ولم يمر الكثير من الوقت قبل أن ينغمس بتهور في الخلاف.
لقد قام باستجواب نقاد ايتون، واستدعى شهود سلوك لتبرئة اسمها، حتى إنه قد دعا لعقد اجتماع خاص لمجلس الوزراء وأطلق عليها "عفيفة كالعذراء".
وعندما لم تتوقف الشائعات عن إيتون أصبح جاكسون مقتنعاً أنهم كانوا جزءا من مؤامرة أكبر لبث الفتنة داخل إدارته.
في العام 1831، لجأ إلى أساليب متطرفة، فكان يقوم بطرد أو قبول استقالة كل أعضاء مجلس الوزراء تقريباً.
أدت تلك الفضيحة إلى قطع علاقته نهائياً بنائبه جون كالدويل كالهون، الذي تم استبداله بمارتن فان بورين لفترة جاكسون الرئاسية الثانية.
5- علاقة "سمنر - بروكس" غير المشروعة
إن مناقشات مجلس النواب ومجلس الشيوخ دائماً ما تكون حادة، ولكن العام 1856 شهد واحدة من الأحداث التي أسفرت عن إراقة الدم.
أثناء مناقشة قانون كنساس ونبراسكا، القانون الذي يسمح للمواطنين من تلك الأراضي بالتصويت على ما إذا كانوا يسمحون بالعبودية، ألقى السناتور تشارلز سمنر الإبطالي "مؤيد لإبطال الاسترقاق" خطاباً ملهباً للمشاعر، الذي وصف فيه "آندرو باتلر" من كارولينا الشمالية بالمتعصب والمُتيَّم بالعبودية.
وكانت هذه التصريحات بمثابة إهانة لبريستون بروكس، عضو الكونغرس الموالي للعبودية، الذي كان أيضاً ابن شقيق باتلر.
بعد ثلاثة أيام فقط، قام بروكس بمواجهة سمنر في غرفة مجلس الشيوخ، واعتدى عليه بعصا ذات رأس معدنية، وكرر ضربه بالهراوة مراراً وتكراراً على رأسه حتى انشقت العصا إلى قطع.
ترك هذا الهجوم بالعصا سمنر مصاباً بشدة، لدرجة أنه اضطر أن يمكث أكثر من ثلاث سنوات في الإنعاش.
وفي الوقت نفسه تم تغريم بروكس بسبب الاعتداء، ووُضع تحت قيد التحقيق، لكن إجراء طرده من مجلس النواب فشل في أن يجمع موافقة بأغلبية الثلثين الموجودة.
لكنه استقال طواعية في يوليو/تموز 1856، فقط ليغير مكانه من قبل ناخبيه بعد أيام قليلة.
من خلال عرض الانقسامات التي من شأنها أن تؤدي إلى حرب أهلية، كانت فضيحة بروكس تلقى استنكاراً في الشمال، بينما كان يشاد به كبطل في الجنوب، حتى إن أنصاره قدموا له عصيا بديلة، وكان من بينها واحدة كتب عليها "اضربه مرة أخرى".
6- قضية قتل سيكلز
في بدايات العام 1859، هزت الأمة فضيحة القتل المروعة التي حدثت لعضو الكونغرس دانيال سيكلز من نيويورك.
طوال عدة أشهر، كانت تيريسا - زوجة سيكلز -، تقيم علاقة عاطفية مع صديقه المقرب فيليب بارتون كي الثاني، وهو محامي المنطقة الشهير، وابن مؤلف النشيد الوطني الأميركي فرانسيس سكوت كي.
كان مكان لقاء العاشقين واحداً من أسوأ الأماكن لحفظ الأسرار بواشنطن، كان معروفاً أن كي يضع وشاح العنق خارج نافذة منزله عندما كان يريد رفقة تيريسا، لكن ظل سيكلز غافلاً عن هذا حتى حصل على رسالة من مجهول ذُكرت فيها كل التفاصيل الرهيبة.
إن كشف المستور قد أدخله في نوبة غضب. وبعد بضعة أيام كان هناك عدة شهود رأوه يقترب من كي خارج البيت الأبيض، ثم أطلق عليه النار فقتله.
عقب إطلاق النار، نُشرت تفاصيل جريمة القتل وعلاقة كي العاطفية في الصفحات الأولى للجرائد في جميع أنحاء البلاد.
ازداد تدخل وسائل الإعلام خلال محاكمة سيكلز لجريمة القتل في أبريل/نيسان 1859 وادعى المحامون أنه كان مصاباً بجنون مؤقت أثناء ارتكابه للجريمة.
كانت هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها مثل هذا الدفاع في محكمة أميركية، لكنه أثبت فاعليته، فبعد سبعين دقيقة فقط من المداولات برأت هيئة المحلفين سيكلز من جميع التهم.
بعدها ذهب ليخدم برتبة لواء أعلى للاتحاد خلال الحرب الأهلية، ولاحقاً فقد رجله اليمنى بسبب قذيفة مدفع في معركة جيتسبيرغ.
7- فضيحة "كريدي موبيلي"
عشية موسم الانتخابات العام 1872، نشرت صحيفة "ذا نيويورك صن" قصة عن المناصب الشائنة التي يعين أصحابها بالواسطة والمحسوبية، وتضمنت العديد من كبار رجال الأعمال وأعضاء مجلس النواب الأميركي وحتى نائب الرئيس.
سُميت الفضيحة هكذا بسبب "كريدي موبيلي" الأميركية، وهي شركة بناء تعاقدت معها شركة اتحاد المحيط الهادئ للسكك الحديدية في ستينيات القرن الـ 19 خلال بناء السكك الحديدية العابرة للقارات.
وبينما كانت الشركة تتخفى في الأعمال التجارية المشروعة، كانت "كريدي موبيلي" في الواقع شركة وهمية تديرها عصبة من المديرين التنفيذيين لشركة الاتحاد المحيط الهادئ.
وعن طريق منحها عقوداً مربحة باهظة، كان الرجال قادرين على تعبئة جيوبهم بأموال دُفعت إلى اتحاد المحيط الهادئ من قبل المساهمين الصغار والحكومة الاتحادية.
ولإبقاء أعين المسؤولين بعيدة عنهم كان أوكس أميس، عضو الكونغرس من ماساتشوستس، يوزع رشاوى من أسهم الشركة لزملائه المشرعين في الكابيتول هيل.
وبعد مرور الوقت، وشى مستثمر ساخط أخيراً بهذا المخطط إلى وسائل الإعلام في العام 1872، لقد حصلت شركة "كريدي موبيلي" على رأس مال يبلغ 23 مليون دولار.
إن كشف تلك الفضيحة نتج عنه تحقيق في الكونغرس، لكن رغم وجود أدلة على أن الفساد امتد لأكثر من 12 سياسياً بما فيهم نائب الرئيس شويلر كولفاكس، إلا أنه أُلقي اللوم رسمياً على اثنين من النواب فقط وهما أميس وجيمس بروكس.
ومع ذلك لم يتم طرد أي رجل من الكونغرس أو حفظ أي تهمة جنائية.
8- حلقة الويسكي
هذه واحدة من أشهر فضائح العصر الذهبي، إذ شاركت فيها مجموعة من المسؤولين ومقطري الكحول، الذين تآمروا للاحتيال على الحكومة في ضريبة السبعين سنتاً للغالون على الخمور.
كان هذا المخطط بسيطاً جداً ومربحاً.
فمن خلال نظام الرشوة والابتزاز كان العملاء الفيدراليون الملتوون ومقطرو الويسكي يقومون بكتابة تقارير ناقصة عن مبيعات الويسكي، مما يسمح لهم بالتهرب من دفع الضرائب وجني الأرباح.
أول مرة أجري فيها هذا الأمر كان العام 1871 من قبل مسؤولي الحزب الجمهوري الفاسدين في سانت لويس، لكنها امتدت في النهاية إلى العديد من المدن الأخرى مثل شيكاغو ونيو أورلينز وميلووكي.
بحلول العام 1875، كان يُقدر الربح بحوالي مليون ونصف المليون دولار في السنة من خلال الكسب غير المشروع.
كان يمكن لحلقة الويسكي أن تستمر دون انقطاع لولا تعيين بنجامين بريستو في العام 1874 وزيراً للمالية.
بعد الكشف عن هذا المخطط، قام بتنظيم تحقيق سري لكشف النصب، الذي قاد إلى اتهام عدة مئات من باعة الخمور والمسؤولين الحكوميين.
وصلت تلك الفضيحة إلى أماكن عديدة غير متوقعة مثل إدارة الرئيس يوليوس غرانت، بعدما وقع سكرتيره الشخصي أورفيل بابكوك في المصيدة.
تم إطلاق سراح بابكوك فقط بعدما شهد غرانت -الذي لم يكن متورطاً في تلك الحلقة- على براءة بابكوك وقام بأداء اليمين.
مصدر: هافينغتون بوست عربي