بغداد- العراق اليوم: أثار منْع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، الطالبات من ارتداء "الكعب العالى"، والبنطلونات الضيقة، جدلاً واسعاً بين العراقيين بين من اعتبر ذلك "تضييقا" على الحريات الشخصية، فيما عدّه محافظون، التزاما تفرضه القيم "الدينية".
وحدّدت الوزارة طول "التنورة" ونوع القماش المصنوعة منه، وفق تعليمات محدّدة، عبر بيان صحفي، يتضمّن توجيهات وتوصيات خاصة بضرورة التزام الطلاب بالزي الموحد، و"الحشمة" في الجامعات والمعاهد.
وحسب البيان، يكون الزي الجامعي للطالبات كالآتي: "تنورة" تحت الركبة غير "ضيّقة"، بألوان ثلاث فقط هي الرصاصي، أو النيلي، أو الأسود، وبنفس هذه الألوان تكون السترة أو "البلوزة"، ويكون القميص باللون الأبيض.
وشملت التوصيات أيضاً، الطالبات اللواتي اعتدن ارتداء "الجبة الإسلامية"، والمحجبات بتحديد ألوان "النيلي" والأسود والرصاصي أيضاً لهن، مع إمكانية ارتداء الأسود في المناسبات الخاصة مثل الوفاة وطقوس خاصة بالشعائر الدينية.
وشدّدت الوزارة في بيانها، على منع الطالبات من ارتداء البنطلون منعا باتا، وكذلك "الكعب العالي" الذي يتجاوز ارتفاعه الـ 5 سم، أما زي الطلاب، فيكون بقميص أبيض أو "بلوزة" أو "سترة" بألوان أربعة هي الرصاصي، أو الأزرق، أو النيلي، أو الأسود، وعلى أن يكون البنطلون "غير ضيّق". واختتمت الوزارة بيانها، "يمنع المخالفين للزي من دخول الكلية أو المعهد".
وبين مؤيد ومعارض، اشبع العراقيون قرار "الزي الموحد" جدلا في المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي، فمن وجهة نظر الناشط كاظم البصري، فان العراق سيتحول بهذا القرار الى دولة لا تضمن الحقوق والحريات، التي كفلها الدستور.
وذهب البصري إلى ابعد من ذلك، معتبرا ان القرار عودة الى حقبة "ظلامية"، تسعى الى النيل من حرية المواطن العراقي.
وعلى النقيض من ذلك، عدّ احمد الشريفي، الالتزام بقرارات التعليم بمثابة الاستعداد لتربية جيل متحضر، قادر على تحمل المسؤولية واستيعاب ما يحصل من هجوم ثقافي غربي، على المجتمع، مضيفا إن "أخلاقنا وعاداتنا يجب ان تنعكس على أدق تفاصيل حياتنا اليومية".
وفي خضم هذا النقاش، تبرز دعوات الطالبات لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتسهيل إجراءات الزي الموحد، وحث عمادات الكليات للتركيز على قضايا اكثر أهمية، كترميم البنايات والصفوف.
وعلى هذا السياق، تظل قضية الزي الجامعي، إشكالية جدلية، خضعت طوال السنوات الماضية، للاجتهادات المختلفة، بحسب انحدار الشخص الثقافي والديني والمناطقي.