مبارك للعراقيين خسارة الأردن !

بغداد- العراق اليوم:

افتتاحية جريدة الحقيقة

فالح حسون الدراجي 

لم أرَ طيلة حياتي فرحاً مطرزاً بخيوط ( الشماتة ) كما رأيته لدى العراقيين بعد خسارة منتخب الأردن في نهائي كأس العرب أمام منتخب المغرب .. ورغم أن العراقيين طيبون كما هو معروف عنهم، ولم تكن سجية الشماتة بالمكسور، أو  التشفي بالمهزوم، من سجاياهم، لكنهم كسروا هذه القاعدة الشعبية، وأعلنوا انحيازهم لمنتخب المغرب، و فرحهم الكبير بل و ( تشفيهم ) أيضاً بعد خسارة المنتخب الأردني.. وطبعاً فإن دعمهم الكبير لمنتخب المغرب لم يأت حباً بسواد عيون ( أسود الأطلس) بل بغضاً وكرهاً بالمنتخب الأردني!!

نعم العراقيون يبغضون الأردن - حكومة وشعباً ومنتخباً وجمهوراً رياضياً، وكل ما يخص الأردن.. وقطعاً فإن هذا البغض لمنتخب الأردن لم يأت جزافاً، ولا مزاجاً، ولا حسداً بخاصة وأن الله كره الأردن قبلنا، فجعله صحراء قاحلة لا ماء فيه ولا عرق أخضر واحد، كما حرمه من جميع الخيرات والمعادن، فلا نفط فيه، ولا غاز ، ولا رزق منه يسترزقون، وكأن الله أراد أن يرينا بغضه وكرهه لهذا البلد فجعله مفلساً، يشحذ ملوكه من أهل الخير العرب وغير العرب، فالعراق مثلاً يتصدق عليه  بالنفط -المدعوم - وأمريكا تتصدق عليه بمنحة مالية سنوية ثمينة، و بريطانيا والإمارات والسعودية وغيرها تعطي عطاياها لهذا البلد الذي أدمن ( الگدية ) دون أي شعور بالحياء ..!

وهنا أود أن أوضح حقيقة مفادها أن العراقيين لم يحقدوا على المنتخب الأردني بسبب فوزه على منتخبنا في مباراة ربع النهائي ومغادرتنا البطولة، كما يشيع جمهور منتخبهم إنما هو كره ناتج عن ألف سبب وسبب، كره يزداد ويتراكم يوماً بعد يوم، بعضه رياضي استفزازي مارسه جمهور الأردن ضد لاعبينا وجمهورنا وعلمنا ونشيدنا الوطني مرات عديدة، وأعتقد أن هتافهم السيء، الشهير، المثبت بالصوت والصورة من مدرجات ملعبهم في عمان ونصه : "يا عراقي يا گـ** يلا روح ع بغداد" شاهد على نذالتهم، وجحودهم .. بربكم، أيستحق العراق الكريم هذا الهتاف ؟!! 

إن هذا الهتاف لم يزل طرياً في ذاكراتنا رغم مرور أكثر تسعة أشهر على (جيفته) الكريهة،.. 

ثمة أسباب عدائية أخرى حفرت نهراً من الأسى في صدور العراقيين، حفرت بخناجر الأذى والغيرة والحقد على العراق رغم مواقف العراق والعراقيين تجاه هذا البلد الجاحد، ولا أعرف كيف يجرؤ هؤلاء الأردنيون على شتم ولي نعمتهم ( العراق ) الذي لم يبخل عليهم بالمال والنفط والعطايا، و ( كل شي ) .. !

فالأردنيون ومعهم أشباههم الفلسطينيون، وكل ناكري جميل العراق يتعمدون بمناسبة وغير مناسبة استفزاز العراقيين، وقد ذقنا شخصيا ومعي آلاف العراقيين الذين أجبرتهم الظروف الاقتصادية او السياسية قبل سقوط النظام الدكتاتوري، على الإقامة والعمل في هذه المملكة البائسة، وتجرع مرارة التعامل مع هؤلاء الأجلاف، لاسيما في موضوع الأجور ، والاستحقاقات المالية ..

 لذلك فإني واثق من أن في صدر أي عراقي كماً كبيراً من الذكريات المؤلمة التي اختزنتها قلوبهم عن هؤلاء الأردنيين.. وحتى اليوم، فإن الأردنيين و الفلسطينيين يصرون على الإساءة لنا، واستفزاز  مشاعرنا بشتى الأنواع والحوادث، سواء أكانت رياضية في مدرجات الملاعب من خلال هتافهم المنحرف مثلهم، أو سياسية من خلال رفع صور  المقبور صدام وتمجيده، ناهيك من معاناة العراقيين عند المنافذ الحدودية الأردنية، وأسئلة ضباط المنافذ التي تحمل سموماً طائفية وسياسية، واهانات جمة لا يمكن لأي عراقي هضمها !

لذلك تجد الجمهور العراقي الذي تابع مباراة المغرب والأردن متحمساً بتشجيعه لأسود الأطلسي،  سواء أكان الجمهور العراقي حاضراً المباراة في ملعب لوسيل بالدوحة، أو تابعها عبر شاشات التلفاز في البيوت والكازينوهات، او عبر شاشات التواصل ..

وكي أكون صادقاً فإننا لم نشجع منتخب المغرب حباً به،  رغم احترامنا له، إنما كرهاً ب ( النشامى ) - بالمناسبة، من أطلق لقب النشامى على لاعبي الأردن وهم جميعاً يفتقدون لقيم وفروسية وكرم وأخلاق ومواصفات النشامى؟ ولعمري، فهم أبعد الأقوام عن صفة النشامى..  إن تسمية لاعبي منتخب الأردن بالنشامى، جريمة تستحق العقاب دون شك .

ختاماً أهنئ فريق المغرب بفوزه بكأس العرب، وأهنئ الجمهور العراقي بخسارة منتخب الأردن ..فهذا الفريق الفاقد لقيم العرب وشيمهم الكريمة، لا يستحق كأس ( العرب) قطعاً ..