بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
اتصل بي أمس صديق عزيز معزياً ومواسياً بفقد ابن أختي النقيب طيف شعبان الفريجي.. وقبل أن يختتم اتصاله، سألني قائلاً : هل لديك معلومات عن المرشح الذي سيختاره الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء ؟ قلت له: لا والله للأسف .. إلا أن صديقي العزيز هذا فاجأني بسؤاله حين قال : إشعجب؟! قلت له: شنو يعني إشعجب ؟! قال: إنت إعلامي، ويفترض بيك تعرف مثل هذي المعلومة قبل الجميع ؟ قلت: أولاً أنا لم أغادر اجواء العزاء، حيث مازلت أقضي أغلب يومي في بيت شقيقتي المكلومة، فهي وبناتها وأولادها بحاجة وجدانية و نفسية لي في مثل هذه الأيام. وثانياً أنا إعلامي ولست قيادياً في الإطار التنسيقي، يحضر اجتماعاتهم، ويعرف اسم مرشحهم لهذا المنصب !! لكن صديقي كما بدا لي لم يقتنع بجوابي، فقال معلقاً: لكن ثمة الكثير من زملائك الإعلاميين يعرفون، و ينقلون معلومات عن هذه القضية المهمة والساخنة، ويعرضون أسماءً مرشحة لمنصب رئاسة الوزراء، وهم مثلك أيضاً ليسوا قياديين بالإطار التنسيقي؟! قلت: هل تريد الحقيقة ؟ قال: نعم اريد الحقيقة .. قلت:الإعلاميون الحقيقيون أبرياء من هذه الفرية ولا أقول التهمة، فهم لم يدّعوا أن الإطار اتفق على المرشح الفلاني للمنصب، أو اختار ثلاثة من المرشحين لأجل اختيار واحد من بينهم، إنما قد يكون أحدهم أعطى رأياً وليس معلومة، وفي هذا فرق كبير، فالمعلومة كما تعلم، تأتي من حقيقة، أو من حدث، او ربما لقرار قد صدر، ولا يمكن الإختلاف حوله، أما الرأي فهو شيء آخر، هو اعتقاد يعتقده صاحب المنشور، او رغبة شخصية او حزبية، قد يختلف حولها الملايين من الناس، أو تصديقها ..! لكن صديقي قاطعني بقوله: لا أعتقد ان ما تقوله مضبوط، لأني قرأت في صفحات تابعة لإعلاميين معروفين يذكرون فيها ( معلومات ) وليس ( آراء ) حول أكثر من اسم تم تداوله في أروقة الإطار ! قلت له: نعم، أتفق معك في كلمة (تداول)، فالتداول ليس اختياراً يا صديقي .. قال: كيف؟ قلت: الإطار كما نعرف يضم عدداً غير قليل من الأحزاب والحركات، والكثير من القوى والشخصيات، ولكل منهم رأيه، ومرشحه الذي يعرض اسمه لمنصب رئاسة الوزراء، أو لجسّ النبض ومعرفة آراء الآخرين حوله قبل الترشيح، فلدولة القانون مثلاُ مرشح أو اكثر، ولإئتلاف الإعمار والتنمية مرشح، ولتيار الحكمة مرشح، ولمنظمة بدر مرشح أيضاً، وهكذا لبقية القوى الفاعلة في الإطار، ومن الطبيعي ان يتم تداول عدد غير قليل من المرشحين بين جدران الإطار التنسيقي .. إذاً فإن تداول الأسماء لا يعني بالضرورة اختيارها، او حتى بقبولها على قائمة المرشحين المتنافسين على المنصب.. قال: وهل تعرف كم وصل عدد المرشحين الذين تم اختيارهم للمنصب حسب ما نقلته وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي ؟! قلت : لا قال: أكثر من عشرين - وكلهم (وقع الإختيار) عليهم منصب رئاسة الوزراء - !! قلت مازحاً : يعني هسه عدنا 20 رئيس وزراء ؟! قال: نعم .. وإليك أسماءهم: محمد شياع السوداني، نوري المالكي، هادي العامري، حيدر العبادي، مصطفى الكاظمي أيضاً، قاسم الأعرجي، عبد الأمير الشمري، عثمان الغانمي، عبد الأمير يارالله، حميد الشطري، نعيم العبودي، عبد الحسين عبطان، أسعد العيداني، عبد الاله النائلي، محمد توفيق علاوي، عدنان الزرفي، فالح الفياض عامر عبد الجبار، أمير المعموري.. وهناك حتماً أسماء اخرى لا نعرفها .. قلت له: اللهم زد وبارك في هذه النعمة الكريمة ..! لم يقتنع صديقي بتعليقي هذا كما يبدو، وقال لي: وأنت من تظن الأوفر حظاً فيهم ؟ قلت: أنا وكما قلت لك، لا أملك أية معلومة، أو حتى إشارة، لكن ثمة معطيات وعوامل يمكن أن تؤثر في قرار الإطار، ومن بين هذه المعطيات والعوامل : العامل الأمريكي - وهو مهم جداً - خاصة بعد تغريدة المبعوث الأمريكي للعراق مارك ساڤايا، التي نشرها قبل أيام قليلة، وهي تغريدة تحذيرية حاسمة.. وهناك العامل الإيراني - وهو مهم جداً أيضاً - والعامل العربي، خصوصاً السعودية وقطر والامارات، وهم -بأموالهم ونفوذهم- لهم تأثير كبير على تشكيل المزاج الأمريكي والأوربي،.. وثمة العامل الداخلي، لاسيما موقف السيد مقتدى الصدر، وأنا اعتبر موقف السيد الصدر والتيار الصدري أهم جداً من الموقف الأمريكي والإيراني، فمن لا يحظى بقبول ( السيد ) لن يضع رأسه على وسادة الحكم والمنصب سعيداً وهانئاً .. ولا يمكن عبور المرشح دون موافقة مرجعية النجف، وطبعاً فإن موقف الكرد والسنة والتيار المدني ضروري جداً جداً .. لذا فإن موافقة هذه الجهات، أو عدم اعتراضها على الأقل، أمر ضروري ومهم في قرار اختيار رئيس الوزراء، وكل من يقول لك غير ذلك، شخص غير مدرك لطبيعة الوضع العراقي، وما يعتريه في الداخل من مشاكل، أو ما يحيط به في الخارج من ألغام وقنابل موقوتة .. قاطعني صديقي قائلاً : إذاً، قل لي أنت ، مَنْ مِنْ بين هؤلاء المرشحين تراه يحظى بأكثر نقاط القبول الداخلي والخارجي؟ قلت: هو سؤال صعب جداً لكني سأقول لك دون النظر إلى الأوزان الانتخابية ولا المواصفات الشخصية بما في ذلك الكاريزما، والخبرة، والثقافة، والنزاهة، والتاريخ إنما أعطيك رأياً تأسس على ضوء المعطيات الدولية والمحلية التي ذكرتها، مفاده أن المنصب سيمضي إلى السوداني أو ربما العبادي فهما يملكان نقاطاً داخلية وخارجية أكثر من غيرهم .. وهذا مجرد اعتقاد شخصي وليس معلومة خرجت من خلف أبواب الإطار التنسيقي.
*
اضافة التعليق
ليلة اغتيال ابن شقيقتي النقيب طيف شعبان ..!
الشيوعيون لم يخسروا .. إنما العراق خسر ..!
رسالة أُمٍّ ( عمارية ) .. !
لا تنتخب المرشح الطائفي حتى لو كان أخاك ..!
من عاصمة الرأسمالية .. ( الشيوعي) زهران ممداني يقود قطار الثورة والتغيير
قبل الصمت الإنتخابي بدقيقتين: إعطِ صوتك لمن يستحقه حتى لو كنت الوحيد الذي يصوّت له !