بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة فالح حسون الدراجي
سألني أحد الزملاء الشباب ونحن نستعد لإصدار آخر عدد ( انتخابي) من جريدة الحقيقة قبل بدء الصمت الانتخابي الذي يعلن يوم السبت ( بعد غد )، قائلاً : مَن مِن المرشحين ستنتخب ؟ قلت: سأنتخب النزيه والطاهر الذي لم تتلوث يده بالمال الحرام، حتى لو كنت الناخب الوحيد الذي يمنحه صوته؟ قال: العفو شتقصد بجملة (حتى لو كنت الناخب الوحيد الذي يمنحه صوته؟) قلت: أعرض لك هذا الكلام مسبقاً، لأن هناك الكثير من الناخبين الأصدقاء الذين لا يمنحون أصواتهم لمن يستحقها.. وحين تسأل كل واحد منهم عن السبب، يقول لك : أخشى أن أمنح صوتي للمرشح النزيه الفلاني، ولا يحصل على أصوات كافية، فيضيع صوتي في سلة المهملات ! قاطعني زميلي قائلاً : نعم فهي والله مشكلة فعلاً .. ولا أخفي عليك، أنا واحد من هؤلاء الذين يخشون التصويت للمرشح النزيه، خوفاً على صوتي من الضياع.. إذ ماذا سينفع صوتك لو أعطيته لمرشح قد لا يحصل على الف صوت، حتى لوكان هذا المرشح نزيهاً وقديساً ؟! ثم اكمل زميلي كلامه قائلاً: أنا وأنت نعرف أن النزهاء وأصحاب الحق، لا يحظون عادة بتأييد العامة وأصواتهم.. ألم يقل سيد البلغاء الإمام علي عليه السلام إن طريق الحق موحش لقلة سالكيه ؟! قلت له: نعم، قالها الإمام علي، لكنه قالها بلغة آمرة وناصحة لنا، حين قال : " لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه". وهو يعني أن طريق الحق قد يكون شاقًا وغير مُسَلَّك من الكثيرين، لكن يجب عدم الخوف أو الشعور بالوحدة في سلكه رغم قلة من يسيرون فيه. إن هذه المقولة تؤكد على أهمية الثبات على المبدأ والتمسك بموقف الحق مهما كانت الصعوبات وقلة المؤيدين، وليس العكس كما تعتقد يا صاحبي، فالأشخاص الذين يؤمنون بالحق ويتمسكون به كما يقول أبو الحسن، قد يكونون قليلين جداً، وقد يميل الكثير من الناس صوب الباطل، ويمنحون أصواتهم للفاسدين، لذا ينبغي عدم الانبهار بكثرة أتباع الباطل وانصار الفساد، وعلينا ان نقول كلمتنا ونمضي، ونعطي صوتنا لمن نؤمن به دون التفكير بالفشل او اليأس مهما تكون النتائج، إذ لو أعطيت الشريف والنزيه وصاحب الحق صوتك، تكون قد شجعت غيرك على منح صوته لمرشحك أيضاً، وبهذا ستكبر كرة الثلج الناصعة بأصوات الطيبين النزهاء دون أي شك، أما الإصرار على قناعتك - وهي خطأ طبعاً - فإن الفوز سيكون حليف الفاسدين، والهزيمة لمشروع الحق والنزاهة والمساواة والعدل والجمال، والوطنية الحقة.. فلا تمنح صوتك لمن لا يستحقه لمجرد أنه شخص مؤثر، وله أنصار وأمصار ! فإياك أن تستوحش طريق الحق مهما قلّ ( ناخبوه ).. ولعل أعظم ما قاله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه القضية، قوله: كن وحيداً في طريق الحق ولاتكن قائداً في طريق الباطل ..! وبعد لحظات، قال زميلي: سأبحث عن مرشح نزيه، وطني، له تجربة غنية وسجل حافل بالمنجزات الباهرة وهم كثر طبعاً، وسأعطيه صوتي حتماً، ثم قهقه قائلاً : وعلى ذمتك إن خسرت صوتي !! قلت له: لن تخسر صوتك قطعاً حين تمنحه لمن يستحقه، إنما ستخسره حين تمنحه لفاسد يمتص دمك ودماء شعبك بعلمك وتأييدك، وبصوتك نفسه الذي منحته له، فتكون بذلك شاهداً على الجريمة، وسبباً من أسباب الدمار والتدمير لبلادك .. قال زميلي: كيف يميز الناخب البسيط بين المرشح النزيه والمرشح الفاسد، وكلهم يتحدثون بالنزاهة والعفة؟ قلت: مرشح يعطيك الف دولار مقابل صوته، ومرشح يعطيك برنامجاً مكتملاً، وما عليك سوى ان تسأل نفسك، لماذا يرشيك هذا المرشح بالف دولار إذا كان شريفاً ونزيهاً ومخلصاً. فضحك وقال: أنا شخصياً أعرفهم واحداً واحداً .. فالشريف أعرفه، وأبو الدولار أعرفه أيضاً، والدّيك الفصيح من البيضة يصيح .. كما تقول الأمثال.. اليس كذلك يا صاحبي ؟!.
*
اضافة التعليق
ويگلك الحزب الشيوعي العراقي ليش ما يفوز ؟!
شكراً دولة الرئيس .. شكراً لكل الأصدقاء ..
جريدة ( الحقيقة ) منين لها فلوس ؟!
العلوية و ( الشوعية ) وحملة رائد فهمي الإنتخابية ..!
الكلاسيكو لم ينتهِ حتى إشعار آخر ..!
مرشحون نص ردن .. ومرشحات بلا ردن ..!