بغداد- العراق اليوم:
أكدت القيادية في ائتلاف الإعمار والتنمية الدكتورة حنان الفتلاوي، أن الجدل الذي أُثير حول تصريحات البطريرك ساكو بشأن التطبيع، فتح بابًا واسعًا للنقاش السياسي والإعلامي، مشددة على أن الحديث عن التطبيع لا ينسجم مع الثقافة الوطنية العراقية ولا مع ثوابت المجتمع.
وقالت الفتلاوي، في حديثها لبرنامج المسافة صفر الذي يُبث على قناة الرابعة، إن “ساكو رجل دين يتحدث بلغة السلام، لكن لا يجوز له الدخول في الشأن السياسي”، مؤكدة أن حديثه عن التطبيع لم يكن موفقا، بل “واجه يكحلها عماها”، على حد تعبيرها، بعدما أدخل نفسه في قضية لا علاقة له بها، ما تسبب بإثارة الرأي العام وزيادة الجدل.
وأضافت أن “الأطفال في العراق يتربون منذ الصغر على أن فلسطين أرض محتلة، ولا وجود لمصطلح التطبيع في ثقافتنا الوطنية”، مشيرة إلى أن “العراق يمتلك قانونًا يجرّم التطبيع بشكل واضح”، وأن استخدام هذه المفردة في الخطاب العام كان سببا رئيسياً في تصاعد الأزمة.
وأوضحت الفتلاوي أن القضاء هو الجهة الوحيدة المخولة بتحديد ما إذا كان الحديث عن التطبيع مقصوداً أم لا، مؤكدة في الوقت ذاته أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني “رد بشكل مباشر وواضح على تصريحات ساكو، وأشفى غليل العراقيين”، على حد وصفها.
وفي سياق متصل، اعتبرت الفتلاوي أن نشر بيان العقوبات الاقتصادية العراقية لم يكن أمرا عفويا، بل جاء “متعمدا لخلط الأوراق وإرباك المشهد السياسي”، مشيرة إلى أن التنافس السياسي في العراق بات قائماً على “التسقيط والتكسير”، وأن استهداف السوداني جزء من هذا النهج.
وأكدت أن مواقف رئيس الوزراء الخارجية واضحة ولا تقبل المزايدة، وأن خصومه يسعون للنيل منه بأي وسيلة، لا سيما مع اقتراب الاستحقاقات السياسية، لافتة إلى أن “كل دورة حكومية تشهد محاولات إسقاط مسبقة قبل التشكيل”.
وفي ما يتعلق بملف تشكيل الحكومة، شددت الفتلاوي على أن اجتماعات الإطار التنسيقي لم تُفضِ حتى الآن إلى نتيجة حاسمة بشأن تسمية رئيس الوزراء، ولا توجد آلية واضحة للاختيار، محذرة من تكرار أخطاء الماضي عبر جلب “رئيس وزراء بلا كتلة سياسية تتبناه”.
وبيّنت أن المرشحين التسعة المطروحين لرئاسة الوزراء غير معروفين سياسيا، وأن المرحلة الحالية تحتاج إلى شخصية تمتلك الخبرة والتجربة، مؤكدة أن ائتلاف الإعمار والتنمية ودولة القانون هما الأكثر وضوحًا في طرح المرشحين.
وأشارت إلى أن السوداني وصل إلى رئاسة الوزراء بإجماع قوى الإطار التنسيقي، وأن من غير المنطقي استبداله بشخصية غير معروفة الخلفية، مذكّرة بأن تجربة عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي لم تنجح بسبب غياب الكتلة الداعمة.
كما كشفت الفتلاوي أن ائتلاف الإعمار والتنمية يمتلك 51 مقعداً برلمانيا، وهو الأكبر داخل الإطار، مؤكدة أن الائتلاف يتمتع بتماسك داخلي وانسجام سياسي واضح، خلافًا لغيره من الكتل.
وفي ملف الاقتصاد، أوضحت أن الحكومة لم تتجاوز أي نص قانوني في الإنفاق، وأن مبلغ 33 تريليون دينار خُصص لإعمار البلاد، معتبرة أن النجاح الحكومي لا يُقاس بتوزيع الحصة التموينية فقط، بل بالإعمار والتنمية وتحسين الواقع الخدمي.
وفي الشأن الأمني، شددت الفتلاوي على أن حصر السلاح بيد الدولة بات ضرورة واقعية تفرضها المتغيرات الإقليمية، مؤكدة أن الفتوى والفصائل كان لها دور حاسم في مرحلة محاربة الإرهاب، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب قراءة مختلفة للواقع.
وحول الاستحقاقات الدستورية، أشارت إلى أن القضاء وجه بانتخاب رئيس البرلمان ونائبيه في الجلسة الأولى، مبينة أن الإطار التنسيقي سيدعم مرشح القوى السنية في حال اتفقت على اسم واحد، في حين لم يتوصل الكرد حتى الآن إلى اتفاق بشأن مرشح رئاسة الجمهورية.
وختمت الفتلاوي حديثها بالتأكيد على أن العراق “ليس بلد تجارب”، وأن المرحلة المقبلة تتطلب قرارات ناضجة، ورئيس وزراء يمتلك الخبرة والقدرة على إدارة الدولة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.
*
اضافة التعليق
قيادي في الاعمار والتنمية: السوداني الأقرب لتشكيل الحكومة و الأمر سيحسم خلال الأيام المقبلة
إلى بعض قادة الإطار بلا تحية.. الضعيف لا يصلح رئيساً للوزراء حتماً
السوداني: التنوع مصدر قوتنا ضد الفتن
القوى السنية تقترب من حسم مارثون رئاسة البرلمان
بهاء الاعرجي يكشف تفاصيل الساعات الأخيرة من ترشيح رئيس الوزراء الجديد: الإطار اتفق على شخصيتين فقط
النزاهة تعلن استرداد قرابة 17 مليون دولار وتوقيع 20 مذكرة تعاون دولية