يا مسيحيي العراق :  بدونكم لن يكون العراق عراقا أبدا

بغداد- العراق اليوم:

افتتاحية جريدة الحقيقة

فالح حسون الدراجي

غداً " الخميس" تبدأ أعياد الميلاد المجيد في العراق وفي مختلف بقاع الدنيا.. 

ومن محطات المسرات ينطلق ( بابا نوئيل) بعربته الذهبية مكتنزاً بالثلج والحب والأماني، والهدايا، والنوايا البيض .. وغداً في ليلة الكريسماس ستنطلق الأفراح والأغاني والچوبي المتلهف والمنتظر لأذرع وأقدام الصبايا والشبان الحلوين، وتضاء شموعها الملونة في جميع الكنائس والأديرة والقاعات والبيوت المسيحية المنتشرة في كل مدن وقرى تلكيف والقوش وبرطلة وباقوفا وقره قوش، ومنطقة عرفة بكركوك وفي دهوك والبصرة وغيرها .. وستعزف سمفونية الفرح والميلاد المجيد في البيوت المسيحية العراقية الأخرى المنتشرة في مختلف دول العالم مثل أمريكا وأستراليا وكندا وبريطانيا واليونان والأردن وتركيا واوربا، ودول أخرى لايسع حتماً المجال لذكرها هنا، كما يشم في هذه البيوت عبير الورد العراقي وأريجه المنبعث من أرواح ونفوس هؤلاء المحتفلين، سواء أكان هذا الورد كلدانياً أم سريانياً أم آشورياً ام أرمينياً، فالعطر العراقي المسيحي، مميز أيما كان نوعه، وبيئته، وبستانه.. كما ستشعر حتماً بالدفء العراقي، وحميمية الروح المسيحية العراقية، حتى لو دخلت أبرد كنيسة من كنائس سيبيريا الثلجية الروسية..

 غداً في ليلة الميلاد تتوهج شمعدانات الكريسماس بشموع العيد المجيد، وتسطع القاعات والبيوت بالوجوه الحلوة القمرية، فلا تسمع غير جملة واحدة " هابي كريسماس " ولا ترى غير الجمال والحب والعناق والابتسامات التي تملأ الوجوه وتنير النفوس رغم كل الأحزان والمتاعب.

وإذا كان يوم الغد هو يوم ميلاد السيد المسيح، الذي يعني عيد المسيحيين، فنحن حباً بكم يا مسيحيي العراق الجميل، وتضامناً معكم، ووفاءً لعراقيتكم الكبيرة، الشاهقة التي طرزتموها بخيوط النضال والإبداع والمنجزات عبر العديد من الأجيال العراقية وسقيتم زهورها بدماء شهدائكم الأحرار، وتكريماً للأثر الفذ الذي وضعتموه على صفحات تاريخنا العراقي الباهر، واعتزازاً بكم وبسمو عراقيتنا المشتركة، سنكون معكم غداً في كل مكان، وسنحتفل معكم في بيوتنا ومحلاتنا، وسنرفع بصحتكم أنخاب المحبة والأخوة والشراكة الوطنية، مرددين بكل ما في القلب من حب وعرفان ومودة لكم: بصحتكم أيها المسيحيون العراقيون، بصحة وجوهكم وقلوبكم وأرواحكم النقية.. وكل عام وأنتم بألف خير .. كل عام ونحن-المسلمين والصابئة والأيزيديين وكل طوائف العراق ومذاهبه - نردد ، وننشد لكم بصدق وفرح : هابي كريسماس أيها المسيحيون العراقيون أينما كنتم وأينما تكونون ..

عفواً، لقد فاتني أن أقول :

نحن لا نحبكم فقط أيها المسيحيون، إنما لا نستطيع العيش بدونكم..

لذلك اسمحوا لي أن أقول، وأقسم على كل كلمة :

 " بدونكم لن يكون العراق عراقاً .. أيها المسيحيون "!