جسم غامض يقترب من الأرض ويُربك العلماء

بغداد- العراق اليوم:

رصد علماء الفلك إشارة راديوية غريبة مصدرها جسم غامض قادم من خارج المجموعة الشمسية، يُعرف باسم "3I/ATLAS"، أثناء مروره عبر النظام الشمسي متجهًا نحو الأرض. بحسب ما جاء في صحيفة "ديلي ميل".

وباستخدام تلسكوب "MeerKAT" الراديوي في جنوب أفريقيا، تمكن الباحثون، في 24 أكتوبر، من رصد جزيئات "الهيدروكسيل" (OH) المحيطة بالجسم، وهي جزيئات تترك بصمة راديوية مميزة يمكن التقاطها بواسطة التلسكوبات المتطورة.

وقال البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد، الذي يدرس الجسم منذ الصيف الماضي: "هذا أول اكتشاف راديوي موثق لـ 3I/ATLAS، ويمنحنا فرصة نادرة لدراسة جسم بين نجمي في الزمن الحقيقي."

ويشير تحليل الإشارات إلى أن درجة حرارة سطح الجسم تبلغ نحو 45 درجة فهرنهايت تحت الصفر (–45°F)، ويُقدّر قطره بما بين 3 إلى 6 أميال (نحو 10 كيلومترات)، ما يجعله أكبر بكثير من الزائر الشهير "أومواموا" (1I/‘Oumuamua) الذي اكتُشف، العام 2017، وكان لا يتجاوز طوله بضع مئات من الأقدام.

وأظهرت صور بصرية التقطت، في 9 نوفمبر، أن 3I/ATLAS يقذف نفاثات ضخمة من الغبار والغاز تمتد لمسافة 600 ألف ميل باتجاه الشمس، و1.8 مليون ميل في الاتجاه المعاكس، أي بطول يقارب قطر الشمس نفسه في المشهد السماوي.

ويبلغ بعد الجسم، حاليًا، نحو 203 ملايين ميل عن الأرض، وهو ما سمح بإجراء أول قياسات دقيقة لنشاطه الهائل.

لكن ما أثار دهشة العلماء هو السرعة والقوة المفرطة لتلك النفاثات، إذ قال لوب، إن "الأرقام صادمة إذا افترضنا أن الجسم مذنّب طبيعي"، مضيفًا أن الكتلة المفقودة، والسطوع المفاجئ قرب الحضيض الشمسي، يشيران إلى سلوك غير مألوف.

ومن المنتظر أن تتضح الطبيعة الحقيقية لـ 3I/ATLAS، في 19 ديسمبر المقبل، عندما يقترب أكثر من الأرض، حيث ستستخدم تلسكوبات الفضاء "هابل" و"جيمس ويب" لقياس سرعته، وتركيبه، وكثافة مادته، بدقة عالية.

ويتابع مرصد "MeerKAT" أيضًا إشارات الامتصاص الناتجة عن جزيئات الأوكسجين والهيدروجين، في حين تستعد مركبة "جونو" التابعة لـ"ناسا" للاقتراب من الجسم، في 16 مارس 2026، حين يمر على بعد 33 مليون ميل من كوكب المشتري، في محاولة لاكتشاف موجات راديوية منخفضة التردد قد تكشف عن طبيعة انبعاثاته.

اللافت أن مسار 3I/ATLAS يتقاطع ضمن 9 درجات فقط من الاتجاه الذي صدر منه الـ"واو سيغنال" (Wow! Signal) الشهير العام 1977، وهو ما أضاف عنصرًا جديدًا من الغموض إلى هذا الزائر الكوني.

وختم لوب تصريحه قائلاً: "يمنحنا 3I/ATLAS فرصة غير مسبوقة لدراسة جسم قادم من أعماق المجرة. إنه يتحرك بسرعات هائلة، ويطلق كميات هائلة من المادة، بطريقة تتحدى فهمنا للمذنبات الطبيعية."