بغداد- العراق اليوم:
أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، يوم الجمعة، عزمه ترك منصبه بعد أكثر من ستة أعوام ونصف قاد خلالها جهود المنظمة الدولية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وذلك عقب تقديمه إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك.
وقال بيدرسون إنه يتنحى "لأسباب شخصية"، وأنه كان يخطط لذلك منذ فترة، غير أن "التطورات الاستثنائية في سوريا وبدء مرحلة انتقالية جديدة" دفعته إلى الاستمرار عدة أشهر إضافية.
ووصف تلك المرحلة بأنها "شرف ومسؤولية"، مؤكداً التزامه بمهامه حتى آخر يوم من ولايته.
ودعا الدبلوماسي النرويجي المجتمع الدولي إلى دعم سوريا في عبورها المرحلة الانتقالية، ووقف التدخلات الأجنبية، مشدداً على أن نجاح المسار الجديد يتطلب أن تكون الدولة "دولة لكل مواطنيها".
وأضاف: "تجربتي علّمتني أن الظلام يشتد أحياناً قبل بزوغ الفجر. السوريون عانوا كثيراً وأظهروا صموداً نادراً، واليوم لديهم فجر جديد يجب أن نضمن أن يتحول إلى يوم مشرق".
وأشار بيدرسون إلى أن السلطات الانتقالية في دمشق تواجه "إرثاً ثقيلاً من الحرب والاستبداد" طال المجتمع والاقتصاد والمؤسسات، داعياً إلى تقديم دعم دولي واسع يشمل المساعدات المالية وتخفيف العقوبات وتحفيز الاستثمار وتسريع الإصلاحات.
وُلد بيدرسون عام 1955 في أوسلو، وبدأ عمله الدبلوماسي عام 1985، وشارك في مفاوضات أوسلو عام 1993، ثم شغل مناصب عدة بينها مبعوث أممي إلى جنوب لبنان، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في بيروت، ومندوب النرويج الدائم لدى الأمم المتحدة، وسفيرها في الصين.
وفي 2018 عيّنه الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثاً خاصاً إلى سوريا خلفاً لستيفان دي ميستورا.
وقاد خلال سنوات عمله الجهود الأممية لتفعيل القرار 2254 وبيان جنيف 2012، ورعى اجتماعات اللجنة الدستورية منذ 2019، وبقي على تواصل مع الحكومة والمعارضة والمجتمع الدولي سعياً لتسوية سياسية شاملة.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، دعا بيدرسون إلى فتح "فصل جديد للسلام والمصالحة" في سوريا، مؤكداً أهمية المحاسبة والعدالة الانتقالية.
*
اضافة التعليق