بغداد- العراق اليوم:
في تصعيد جديد للتوغل العسكري التركي داخل الأراضي العراقية، أطلق الجيش التركي يوم الثلاثاء 29 تموز الجاري عملية عسكرية واسعة في قضاء باتيفا التابع لقضاء زاخو بمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، بمشاركة أكثر من 250 جندياً تركياً وسط صمت حكومي رسمي من أربيل حتى اللحظة.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد تم إنزال القوات التركية عبر عدد من المروحيات على جبل سيارا ستاور، حيث أنشأت نقطة عسكرية ثابتة أعلى الجبل، لتكون منطلقاً لتحركاتها اللاحقة في عمق القرى العراقية.
وفي صباح يوم الأربعاء 30 تموز، بدأ الجنود الأتراك عملية تمشيط واسعة شملت قرى ديفري (غولي)، حيث فُرض حظر شامل على الدخول والخروج من القرى المستهدفة، مما أثار قلقاً واسعاً لدى الأهالي الذين حُرموا من الوصول إلى أراضيهم الزراعية ومنازلهم.
وأكدت مصادر محلية أن القوات التركية تقدمت بعد ذلك من قرية كشان باتجاه قرية بانكي، متجاوزة نقطة حرس الحدود العراقية، لتواصل عملياتها العسكرية في عدة قرى متجاورة، أبرزها: شلين، شيلاني، بانكي، ليفاني، أفلاهي، وبيربلا، في خطوة تعتبرها مصادر أمنية تجاوزاً خطيراً للسيادة العراقية.
ويبدو أن العملية العسكرية تهدف – وفق تقارير غير رسمية – إلى منع عودة السكان المحليين إلى قراهم الحدودية، وفرض أمر واقع جديد عبر تنفيذ مشروع تركي لإنشاء ما يُعرف بـ"منطقة عازلة" على طول الشريط الحدودي داخل الأراضي العراقية، ضمن ما يُعتقد أنها ترتيبات تهدف إلى فرض إدارة عسكرية تركية غير معلنة في عدد من المناطق الجبلية التابعة لزاخو.
ولا تزال هذه التطورات تجري دون تعليق رسمي من قبل حكومة إقليم كردستان، رغم ما تحمله من تداعيات أمنية وسياسية تمس سيادة العراق، وتعيد فتح ملف التوغلات المتكررة التي تنفذها أنقرة تحت ذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK)، لكنها تتوسع تدريجياً لتشمل مناطق مدنية مأهولة وتغيّر من طبيعة التواجد العسكري التركي في المنطقة.
*
اضافة التعليق