بغداد- العراق اليوم:
من المسلّمات في مجتمعاتنا تلك التي تقول إن شهوة المرأة للجنس أقوى من شهوة الرجل، ومن الناس من يؤكد بأن شهوة المرأة أقوى من الرجل بسبعة أضعاف، ولكن، هل من الممكن أن تصل شهوتها للجنس حد الإفراط وعدم الإشباع، أو حتى عدم السيطرة؟
حول هذا الموضوع، أوضح استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور عبد الله أبو عدس لـ “فوشيا” أن علم النفس يُرجع شهوة المرأة المفرطة في الجِماع أو المرأة “الشهوانية” لأسباب عديدة، تتمثل بالقلق العام وعدم الراحة النفسية، ما ينجم عنه، وكردة فعل عكسية، إفراط عام في شهوتها الجنسية.
ومن الأسباب الأخرى التي أوضحها أبو عدس أن تكون المرأة عُرضة لمجموعة من المؤثرات التي تحرك الرغبة الجنسية لديها، كأن تكون بصريّة أو شمّيّة أو سمعيّة عبر حواسها الخمسة، ما يكوّن عندها الرغبة الكبيرة في الممارسة الجنسية وبكثرة.
كما بيّن أن الاضطرابات البيولوجية الهرمونية أو الخلل في الغدة الدرقية تؤدي بالإجمال العام إلى حالة من الشهوة الجنسية المفرطة عندها، مصرّحاً “هذه من أكثر الحالات التي تعاني منها السيدات”.
إن بعض الاضطرابات النفسية الذهانية كاضطراب المزاج ثنائي القطب، وبالذات حالة الهوَس، التي من أعراضها التشخيصية أن تصبح لدى السيدة رغبة مفرطة جداً في ممارسة الجنس، يؤدي إلى هيَجانها الجنسي المتواصل ورغبتها في إقامة العديد من العلاقات الجنسية، وهذه الحالة تحديداً لا يمكن اعتبارها إلا حالة مرَضيّة، يجب أن تُعالج حتى تعود إلى وضعها الصحيح من خلال العلاج الدوائي.
وبحسب أبو عدس، فإن الرجل يميل للمرأة التي لديها حدّ من الشهوة الجنسية، ضمن الحدود المقبولة، على أن لا تتجاوز حدّ اللامعقول، حينها يتطلب الأمر علاج الأسباب النفسية أو القلقية أو الذُّهانية، حتى لو وصلت إلى علاج الأسباب البيولوجية كالغدة الدرقية بالإجمال العام.
وأشار إلى أن العديد من الأمور التي نواجهها في عيادات الطب النفسي، تكمن في صعوبة تعبير المرأة عن فرط شهوتها الجنسية، ولكن هناك علامات معينة تساعدنا في فهم مشكلتها، كأن تتحدث في الموضوع، إما بالتلميح عنه، أو طرحه بكثرة، مترافقاً معه النظرات الخجولة أو الاحمرار في الوجه، بالمقابل، تلجأ بعض السيدات وبشكل عفوي، لإظهار الأعضاء الأنثوية عندها، كالثدي أو الأعضاء الجنسية، تعبيراً عن رغبتها في الحاجة الجنسية مع الطرف الآخر.
وعن كيفية تعامل الزوج مع زوجته الشهوانية للجنس، بيّن أبو عدس، أنه من المفترض أن تكون معاملته عادية، بمعنى إشباع حاجتها الجنسية قدر المستطاع لا أكثر ولا أقل، حتى لو زادت عدد المرات التي يمارسانها في اليوم، فهو أيضاً لديه حاجة جنسية مماثلة لحاجتها تماماً، فالاتصال الجنسي بينهما هو الوسيلة الوحيدة للتفريغ من الضغوطات والالتزامات التي يعيشانها.
وفي حال وجد الزوج أن زوجته الشهوانية أصبحت تؤثر عليه وعلى وقته وعمله، عليه أن يعلم الدوافع والاعتلالات التي أدت بها إلى ذلك، ثم معالجتها حتى تعود لوضعها الطبيعي، وتستوي حاجتها الجنسية. ولكن، إذا كانت شهوانيتها مجرد رغبة عادية دون أسباب بيولوجية عضوية أو نفسية أو سيكولوجية، يمكن اعتبارها صفة أو عادة، حينها يمكن للزوج أن يلبيها حسب قدرته ووقته وجهده.
وأنهى أبو عدس قوله: “إن للمرأة حدا طبيعيا في شهوتها الجنسية، على أن لا يزيد عن حدّه ويتحوّل إلى مصدر إزعاج وقلق للطرف الجنسي الآخر، أو أنه يتطلّب وقتاً طويلاً منهما ما يؤثر على عملهما والتزاماتهما، فهذا يستدعي التدخّل لعلاجها بهدف التقنين من حالتها”.