القوات التركية تقصف العمادية ومحافظ دهوك يحذر من كارثة إنسانية

بغداد- العراق اليوم:

أعلنت منظمة "CPT" الأمريكية أن القوات التركية نفذت ثماني عمليات قصف استهدفت مناطق مختلفة من قضاء العمادية شمال محافظة دهوك، وذلك بعد إعلان حزب العمال الكردستاني عن حل نفسه رسمياً والتخلي عن العمل المسلح في ختام مؤتمره الثاني عشر.

وأوضح كاميران عثمان، العضو في المنظمة، أن "قرى ومناطق تقع ضمن سفوح جبلي متين وكارة، تعرضت لقصف مدفعي وغارات شنتها طائرات مسيّرة تركية"، مشيرًا إلى أن هذه العمليات العسكرية جرت رغم إعلان الحزب إنهاء نشاطه المسلح.

وأضاف أن "الطائرات المسيّرة التركية لا تزال تحلّق بشكل مكثّف فوق أجواء عدة مناطق في إقليم كردستان، خصوصًا فوق جبال قنديل وخواكورك المعروفة بتواجد عناصر الحزب فيها".

من جانبه، أكد محافظ دهوك علي تتر أن نحو ثلث قرى المحافظة باتت مدمّرة وخالية من سكانها نتيجة الصراع المسلح بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، مشيرًا إلى أن دهوك تُعدّ أكثر مناطق الإقليم تضررًا من هذا الصراع.

وأوضح أن السبب الرئيسي وراء عدم عودة سكان هذه القرى إلى مناطقهم هو السياسات التي يتبعها حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا أن هناك مواطنين لم تطأ أقدامهم أراضي قراهم منذ أكثر من 38 عامًا بسبب استمرار التوترات الأمنية وانتشار المسلحين في المناطق الحدودية.

ودعا تتر مسلحي الحزب إلى إخلاء القرى والجبال لتمكين السكان من العودة إلى بيوتهم واستئناف حياتهم، معتبرًا ذلك "أولوية إنسانية وتنموية".

كما رحّب بأي خطوات نحو التهدئة ووقف إطلاق النار، مؤكدًا دعم إدارة محافظة دهوك لجهود السلام بين أنقرة والحزب، وداعيًا إلى استكمال العملية السلمية بما يضمن استقرار المنطقة وعودة الحياة الطبيعية إلى القرى الحدودية.

وأشار إلى أن حكومة إقليم كردستان بدأت فعليًا تنفيذ بعض مشاريع إعادة الإعمار في المناطق المتضررة، منها تعبيد طريق وادي بالند المؤدي إلى منطقة نيروه وريكان، إضافة إلى مشاريع أخرى في القرى الواقعة على سفوح جبلي كارة ومتين. لكنه أوضح أن إعادة إعمار مناطق مثل دوسكي زوري وريكان لا تزال مرهونة بتقدّم العملية السلمية بين الجانبين.

من جهته، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع التركية أن الجيش سيواصل عملياته في المناطق التي استخدمها حزب العمال الكوردستاني، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة التركية ستنسّق مع نظيراتها في دول المنطقة لإنشاء آلية مشتركة لتسليم أسلحة الحزب.

وأضاف أن جهاز الاستخبارات التركي (MIT) سيُنشئ آلية لمراقبة نزع السلاح بالتنسيق مع قوات الأمن في العراق وسوريا، مشددًا على أن القوات المسلحة التركية لن تتولى هذه المهمة بشكل مباشر كونها خارج الأراضي التركية.

وأكد أن بلاده ستقدّم الدعم اللازم عند الحاجة، لافتًا إلى استمرار وجود قواعد عسكرية تركية في العراق وسوريا "حتى ضمان الأمن بشكل كامل".

وكان حزب العمال الكردستاني قد أعلن في الثاني عشر من أيار/مايو الجاري حل نفسه رسميًا، استجابة لدعوة مؤسسه عبدالله أوجلان، المعتقل منذ عام 1999، والذي دعا في وقت سابق إلى إنهاء العمل المسلح وحل الحزب بشكل نهائي.

علق هنا