نقلاً عن جريدة الحقيقة: كلمةُ حقٍ وإنصاف : هذا الوزير "شاغول"

بغداد- العراق اليوم:

في البدء، كصحافة وطنية مسؤولة، اعتدنا عبر هذه الافتتاحية أن نوجه رسائل متعددة؛ فمنها الناصح، ومنها اللائم، ومنها المنتقد، وهذه " لَعمري " مهمة الصحافة الحرة كما يُقال وكما يجب أيضاً.

فبدون النُصح واللوم والانتقاد، تصبح الصحافة بلا طعم ولا لون ولا رائحة، و"بلا توابل".

وأيّ مذاق هذا الذي يأتي بلا توابل؟!

لكن، هل هذا هو كل ما في الصحافة؟

بالطبع لا، فإضافة إلى هذه الوظيفة المهنية والوطنية التصحيحية، تتخذ الصحافة مساراً آخر لا يقل أهمية، يتمثل في الإشارة إلى علامات النجاح، وإضاءة مساحات العطاء، باعتبارها مهمة ضرورية لتوسيع دائرة الإنجاز، وتعميم حالة الإبداع والتميّز المؤسسي.

ومن هنا، وبهذه الروح، نكتب اليوم عن تجربة تُحسب لوزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، ممثلة بوزيرها الحالي  بنكين ريكاني، هذا الرجل الذي استلم حقيبة وزارة تُعد في نظرنا العمود الفقري للدولة وبنيتها التحتية، واستطاع في وقت قصير أن يضع بصمة مختلفة في الأداء.

لقد تحوّلت هذه الوزارة، بفضل الرجل وجهوده، ومساعديه، إلى ورشة عمل كبرى، لا تعرف التوقف، تمتد من أقصى الجنوب إلى شمال الوطن، ومن غربه إلى شرقه، وتنجز في قلب العاصمة بغداد ما يُشهد له علناً، لا عبر التصريحات، بل عبر الواقع المنفذ.

ولعلنا اليوم أمام تجربة تستحق أن تُروى وان تُدعم. فلأول مرة، يعاد الاعتبار لثقة المواطن بمؤسسات الدولة في قطاع حساس ومهم جداً مثل الإعمار.

في السابق، كنا كمواطنين نمر قرب لافتة تشير إلى مشروع إنشاء طريق أو جسر أو شبكة مجاري أو ماء، فنقول في سرّنا: "هذا المشروع ذاهب إلى البلاك لست"، إلى قائمة الإخفاقات التي لا تنتهي.

لكن، الأمر تغير مع بنكين ريكاني، تغيّرت النظرة.

وصرنا نرى الجسور تُنجز وتُفتتح في غضون تسعين يوماً أو ربما أقل !.

وصرنا نسمع عن مشاريع تُنجز وتدخل الخدمة فعلاً، وليس في نشرات الأخبار فحسب .. حتى صرنا نثق بتلك اللافتات التي كانت في الماضي تُثير الشك وتوقظ السخرية.

إنها بداية تغيير حقيقي.

ونحن من موقعنا الصحفي المسؤول، حيث نحرص على تسليط الضوء على كل نقاط ومفاصل التقصير، فإننا نحرص بالقدر ذاته على تسليط الضوء على أي بصيص أمل نراه امامنا مضيئاً.

وبنكين ريكاني اليوم يُمثل هذا البصيص، وهذه الشعلة الصغيرة التي نتمنى أن تتحول إلى وهج نار من العمل تضيء باقي مؤسسات الدولة.

لذلك، وجب القول علناً:

إن هذا الوزير "شاغول".

شاغول بمعناه العراقي الأصيل، أي "يشتغل"، ولا يتحدث فقط، بل يُنجز وينجز وينجز.

تحية لكل مسؤول يبرّ بقسمه، ويحترم منصبه، ويجعل من موقعه سبباً للبناء لا العجز.. علّنا نرى من خلال هذه التجربة، بارقة أمل تأخذنا إلى الوزارات الأخرى، لنشهد نهضة شاملة، ونعيد ثقة الناس بالدولة، وبأن هناك من "يشتغل" حقاً من أجل العراق.

علق هنا