بغداد - العراق اليوم إذا كانت الصدفة قد لعبت دورها في وصولنا الى اكتشاف هذه المعلومات الخطيرة من داخل اروقة وزارة النفط، فإن الصدفة بريئة هنا عن ما يخطط له أحد الأحزاب العراقية التي تأسست بعد سقوط النظام الصدامي، للوصول الى إدارة وزارة النفط اولا، ومن ثم السيطرة على مفاصلها، ومراكزها الدسمة. فكرسي هذه الوزارة حلم كان ولم يزل يراود أغلب القوى السياسية العراقية، والسبب واضح ومعروف !!وقبل ان نبدأ بعرض هذا المخطط الجهنمي، نود ان نذكر حقيقة قد تفوت على البعض رغم بداهتها، ومفادها: ان في وزارة النفط مسؤولين فاسدين جدآ، مشبعون بالمال الحرام من قمة رؤوسهم حتى أخماص أقدامهم، حيث يتحدث البعض عن مليارات الدولارات المتلئلئة في حسابات هؤلاء المسؤولين الفاسدين في البنوك الأجنبية .. وفي المقابل ثمة مسؤولون نزهاء وأمناء في ذات الوزارة حافظوا على شرف المسؤولية، وصانوا الأمانة الوطنية والشرعية والمهنية. لذلك يتعرض هؤلاء المسؤولون الى حملات التسقيط والتشهير، والإزاحة، والإبعاد، من قبل المسؤولين الفاسدين لتخلو الساحة، ويستقر لهم الامر. وامس حين اكتشفنا بالصدفة مخطط وتحركات لبعض العناصر الفاسدة، وهي في غمرة نشاطها التآمري المحموم، فإننا نضع مخططهم هذا، بالأسماء والعناوين امام معالي وزير النفط المهندس جبار علي اللعببي، لاننا نظن ان الوزير اللعيبي هو اول شخص مستهدف في مخطط هذه العصابة، لنجعل معاليه في وسط الصورة اولآ، ولكي ينتبه، ويفتح عينيه جيدآ، ويبادر الى معالجة الكارثة قبل حدوثها، فالمخطط كما يتضح كبير، وواسع، والهدف اكبر من موضوعة الحصول على مناصب في الوزارة.. كما نضع الأمر امام كل العراقيين. ليكونوا شهودآ على تحذيرنا هذا، ويساهموا في منع الجريمة قبل ان تقع. ولنبدأ من رأس العصابة المدعو كريم حطاب جعفر، فهذا الشخص الأخطبوطي الذي يشغل اليوم منصب مدير عام شركة الإستكشافات النفطية، كان حزب الفضيلة قد رشحه لمنصب وزير النفط في حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري، بل ان الحزب المذكور سعى جاهدآ لوضعه في هذا المنصب بكل السبل آنذاك، والهدف واضح لا يحتاج الى شرح ، أو تعليل. فهم يريدون وضع يدهم على الباب الوحيد لرزق العراق، ليكون الشعب العراقي برمته تحت رحمتهم، لكن الجعفري رفض قبول ترشيحه آنذاك، مبررآ ذلك بكون حطاب لايملك الكفاءة، ولا الخبرة التي تؤهله لإشغال مثل هذا المنصب الكبير. خاصة وأن الجعفري قد تلقى معلومات فنية من اصحاب الإختصاص تفيد بأن الرجل لا يصلح لمنصب مدير هيئة في النفط، فما بالك في منصب وزير؟ لذلك كان ابراهيم بحر العلوم خيار الجعفري لهذا المنصب، وهو إختيار موفق بلا شك. أما كريم حطاب فقد نجح حزب الفضيلة وقتها في منحه درجة مدير عام في وزارة النفط. وكان الفشل والفساد ملازمين لحطاب في جميع الشركات والمواقع التي أدارها، والكل يعرف ذلك. وهنا يجب ان نذكر بان كريم حطاب لم يتوقف عن السعي للوصول الى موقع المنصب الثاني في وزارة النفط، بإعتبار ان منصب الوزير خاضع لشروط المحاصصة، ولا يقدر الإقتراب منه، لذلك ظل الرجل يحوم حول منصب وكيل الوزارة طيلة السنوات الماضية دون جدوى، على الرغم من استخدامه لكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة، حتى جاءت اليه الفرصة على طبق من ذهب، حين اصبح جبار اللعيبي وزيرآ للنفط، حيث تربطه به معرفة سابقة، وهنا يتوجب على حطاب ان (يحفر) لأحد وكلاء الوزير كي يقفز الى موقعه، فشم بأنفه المتمرس، والخبير ان ثمة جفاء خفي غير معلن بين وكيل الوزير لشؤون الإستخراج فياض حسن نعمة ووزير النفط المهندس اللعيبي، فحشر أنفه في هذا الخلاف الحساس، ونجح في توسيعه، وكانت ثمرة نفاقه قرارآ صدر بنقل الوكيل فياض الى موقع هزيل من مواقع الوزارة، على الرغم من ان فياض يعد واحدآ من العقول النفطية الكبيرة في العراق، وهذا أمر معروف للقاصي والداني. المهم في الموضوع ان كريم حطاب ومعه العصابة التي تضم كاظم مسير (معاون مدير عام تعبئة الغاز) ، ومحمود البدر الذي كان يعمل ضابطآ في المخابرات الصدامية، حيث تم وقتها تنسيبه للعمل موظفآ في وزارة النفط، بعد ما قام النظام بدس ضباط المخابرات في الدوائر الحكومية، وبقي البدر يعمل في دوائر النفط حتى يومنا هذا، وهو الان تابع لجماعة حزب الفضيلة! ويشغل وظيفة مدير هيئة في وزارة النفط. وللبدر هذا مع رفيقه وزميله كاظم مسير سجل مهني غير مشرف بالمرة. وربما يسالنا احد القراء الكرام، ويقول : ( شجاب الشامي على المغربي)؟ فنجيب ونقول: انها المصلحة، والحقد، والطمع، واهداف الشر، التي جمعت هذا الخليط على مائدة شريرة واحدة، فراحوا ينشطون بأحقادهم وعدوانيتهم على كل عراقي وطني نزيه وشريف، ويشتغلون بكراهيتهم لكل مسؤول ناجح في وزارة النفط، فتارة يعملون على تمزيق العلاقة الأخوية التي كانت تربط بين الوزير (سيد) جبار اللعيبي، وبين (سيد) فياض حسن، وقد نجحوا للأسف في ذلك، وتارة يعملون على تلميع صورة الفاشل كريم حطاب، من اجل تعيينه وكيلآ للوزير، وتارة يشتغلون بجد ونشاط محموم على تشويه وتسقيط وتدمير سمعة المسؤولين الشرفاء في الوزارة، من خلال كتابة البلاغات الكاذبة بأسماء مستعارة، او بأسماء موظفين تابعين لهم ، وإرسالها الى هيئة النزاهة مباشرة، دون المرور على المفتش العام لوزارة النفط، وتارة عبر نشر الأكاذيب والإفتراءات في صفحات الفيسبوك الوهمية، بحق كل من لا يسير معهم على طريق الفساد والرذيلة. وكذلك إستهداف المسؤولين النزهاء الذين وقفوا بوجوههم، ومنعوهم من تنفيذ مخططاتهم، وبرامجهم السيئة. وبطبيعة الحال فإن هذا النشاط التسقيطي، اللا وطني، بحاجة الى تغطية نيابية، وحماية سياسية قوية وعالية، وهنا يأتي دور حزب الفضيلة في حماية مرشحيهم - حتى لو كانوا حرامية - فكان النائب عن كتلة الفضيلة جمال المحمداوي جاهزآ لهذه المهمة التي لا تشرف أحدآ بالقيام فيها.. ختاما نود أن نشير الى ان الحديث عن هذه العصابة، وبقية الاذناب التابعين لها، وعن نشاطها الواسع داخل الوزارة وخارجه بات يطغي على كل قول في اروقة وزارة النفط، والسؤال الذي لابد من طرحه : أيعقل ان لا يسمع معالي وزير النفط بكل هذه الضجة، أم يكون معاليه قد سمع بها، لكنه لا يريد الوقوف عندها، بإعتبارها جعجعة بلا طحين.
او لأن النار لا تمس موقعه؟ لكننا نقول للأمانة ان وزير النفط شخص مهني ووطني ومضحي، ومن المستحيل ان يسمح لأفراد عصابة ( لملوم) ، فاسدة تجمعت على مائدة الشر أن تنال من الأسماء الوطنية والجهادية النزيهة.. وعلى الوزير اولا ان يقف بحزم ضد وصول الفاسد كريم حطاب لمنصب وكيل الوزير، وأن لا يسمح للعلاقات الشخصية ان تلعب دورها في هذا الموضوع الخطير، فيكون جسرآ لأكبر جريمة تحدث في تاريخ القطاع النفطي، وقطعآ فإن اللعيبي سيتحمل هنا كامل المسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية، لو حصل فعلآ لا سمح الله وحقق احلام وآمال الأشرار، بتعيين حطاب في منصب الوكيل !! وعلى الوزير ايضآ حماية العناصر النزيهة في الوزارة، وان يكون شجاعا في التصدي لهذه العصابة، وإلا فلن يرحمه التاريخ، ولا يرحمه المظلومون ، وأول المنتقدين سيكون الأعلام العراقي الشريف ،وفي كل الاحوال فنحن نعرض الموضوع امامه كي لا يقول مثلما يقول دائمآ ذلك السياسي: (والله ما أدري)!