بغداد- العراق اليوم:
الفريق الركن احمد الساعدي
زيارة مدير المخابرات العراقي إلى سوريا، ولقائه مع أحمد الشرع، تحمل أبعادًا استراتيجية مهمة، تتجاوز الظاهر السياسي إلى أبعاد أمنية واقتصادية مستترة. يمكن تحليل هذه الزيارة من خلال النقاط التالية: 1. الهدف الأساسي: الملف الأمني ..
الزيارة ركزت على الملف الأمني، وهو أكثر الملفات إلحاحًا للعراق في ظل التحديات المرتبطة بالحدود المشتركة مع سوريا، واستمرار خطر الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية. وقد تم تأجيل الملفات السياسية والاقتصادية، مما يعكس سياسة عراقية حذرة وانتظارًا لتغيرات مستقبلية في المشهد السوري، خصوصًا مع احتمالية تشكيل حكومة سورية جديدة منتخبة ومعترف بها دوليًا.
2. واقع الحكومة السورية الحالية : توصيف الحكومة السورية الحالية بأنها انتقالية وذات مضمون تركي يعكس قراءة عميقة للدور التركي في إدارة المرحلة الراهنة داخل سوريا. الانتظار السوري لزيارة المسؤولين العراقيين بفارغ الصبر يؤكد أهمية العلاقة العراقية لسوريا، خاصة أن العراق يتميز بموقف مختلف عن باقي الدول العربية التي زارت سوريا مؤخرًا.
3. قراءة أمنية استراتيجية : الزيارة تأتي كخطوة ذكية لجس نبض الجانب السوري وفهم توجهاته مباشرة دون وسطاء. فهذه الخطوة تحمل أبعادًا استراتيجية، إذ تتيح للعراق الحصول على صورة أوضح للتوجهات السورية تجاه القضايا المشتركة، وهو ما يعزز إمكانية صياغة تفاهمات مستقبلية دقيقة.
4. المرحلة المقبلة: ضرورة التنسيق المشترك فالمرحلة المقبلة تتطلب مزيدًا من التنسيق بين الطرفين في الملفات الأمنية والسياسية، تمهيدًا لفتح الملفات الاقتصادية. العلاقة بين العراق وسوريا قد تشهد تطورًا إيجابيًا إذا تم الاتفاق على صياغة تفاهمات مشتركة مبنية على المصالح المتبادلة والتحديات المشتركة. ختامًا الزيارة، رغم تركيزها الظاهري على الجانب الأمني، قد تكون مفتاحًا لمعادلة جديدة في العلاقات العراقية-السورية، لأ نجاح هذه المعادلة يعتمد على قدرة الطرفين على بناء جسور الثقة والعمل المشترك، بعيدًا عن تأثيرات الأطراف الإقليمية والدولية.
*
اضافة التعليق