البرزاني : نريد ان نكون جيراناً لبغداد كدولة مستقلة بعد ان فشلنا في التعايش معها !

بغداد- العراق اليوم:

قال رئيس إقليم كردستان العراق المنتهية ولايته ، مسعود البرزاني، إن الإقليم لا يحتاج الى نيل رخصة من الحكومة الاتحادية العراقية لإجراء استفتاء فصل الإقليم عن العراق، مبيناً أن "إعلان الدولة الكردية آن أوانه".

وقال البرزاني، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، ونشرها اليوم الإعلان الكردي، إن "الوقت قد حان بالفعل لاستقلال الكرد عن العراق، وأولى الخطوات نحو ذلك الهدف تتطلب إجراء استفتاء شعبي. وهذا لن يحدث خلال أيام قليلة، ولن يطلب الكرد إذناً من أحد لكي يجروا استفتاءهم".

وأضاف منتقداً السياسيين العراقيين والسلطات في بغداد "بعد عام 2003 كنا نعتقد أنه بالإمكان فتح صفحة جديدة والحصول على حقوقنا من خلال الدستور الجديد، لكن بغداد قطعت الموازنة المالية عنا وتنصلت عن التزاماتها إزاء كردستان، وطالما رفضت بغداد أن نكون شركاء حقيقيين، فنحن ننوي أن نكون جيراناً جيدين، وهذا ما أريد أن أقوله لأولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء استقلال كردستان".

وتابع قائلاً "منذ قرن من الزمان محاولات الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وشراكة الكرد مع بغداد متواصلة، لكن نتيجة ذلك كانت تدمير 4500 قرية بكردستان والهجوم على الكرد بالأسلحة الكميائية".

وأوضح البرزاني "نريد الانفصال عن العراق بصورة سلمية وعبر الحوار والمفاوضات. نحن بحاجة إلى تفويض من الشعب لكي نبدأ مفاوضاتنا الطويلة مع بغداد".

وأجاب رئيس إقليم كردستان العراق عن سؤال للصحيفة، عن الموقف إذا لم تعترف أي دولة باستقلال كردستان، وقال "القرار بيد الكرد وإذا ما انتظرنا المجتمع الدولي لتحسين وضعنا فإن الدولة لن تتأسس أبداً".

وتمسك البرزاني بإجراء استفتاء الانفصال في كركوك والمناطق المتنازع عليها مع بغداد، لكنه أشار الى أن الكرد "لا يريدون احتكار كركوك قومياً لهم"، مبيناً "لم نحتل أراضي أحد هي أراض كردية وفقاً لجميع المعايير التاريخية والجغرافية ولا شك في ذلك، وكركوك ليست مدينة للكرد فقط، بل هي لجميع المكونات الكرد والعرب والتركمان والمسيحيين، لكن الاستفتاء هو سيحدد مصير المدينة ويجب على جميع الأطراف احترام نتيجة الاستفتاء" حسب قوله.

وتبدي أطراف في بغداد اعتراضها على انفصال الإقليم عن العراق، وتتخوف من أن يؤدي الاستفتاء الى الانفصال بالفعل، فيما تتحفظ بعض الأطراف في إقليم كردستان العراق نفسه من إجراء الاستفتاء خوفاً من أن يثير ذلك المزيد من المشاكل والأزمات للإقليم الذي يواجه أساساً أزمات سياسية ومالية منذ فترة.

وتقدر مساحة إقليم كردستان الحالية بـ 40 ألف كيلومتر مربع ويتألف من ثلاث مدن كبرى، ويصل عدد سكان الإقليم الى 5.5 ملايين نسمة ويتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد منذ الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003.

علق هنا