بغداد- العراق اليوم: أكد نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، بهاء الأعرجي، أن وجهة الفصائل العراقية "لم تكن سوريا" وأنها "لن تقبل على نفسها أن تقاتل سوريين"، إلا "إذا حدث اعتداء مباشر على الوضع العراقي"، وهو "ما لم يحدث". بهاء الأعرجي، لفت خلال لقاء تلفزيوني ،إلى أن التطورات في سوريا تلقي بظلالها على العراق والمنطقة بأسرها، قائلاً إن "ما يحدث في سوريا يؤثر على العراق وعلى المنطقة بأجمعها، لكن علينا كعراقيين أن نجعل هذا التأثير أقل وطأة أو نحوله إلى تأثير إيجابي". وأشار الأعرجي إلى أن الإجراءات الأمنية المتخذة على الحدود بين العراق وسوريا، الممتدة من إقليم كوردستان إلى الأنبار، هي "تدابير احتياطية فقط"، مضيفاً: "نبشر جميع العراقيين بأن الشر لن يصل إلى الأراضي العراقية، ولن تكون هناك أي عمليات أمنية أو عسكرية، لكن هذه الإجراءات اتخذت كخطوة احترازية". المبادرة العراقية الأعرجي تحدث عن المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتعاون مع ملك الأردن عبد الله الثاني، مشيراً إلى أنها جاءت بعد جولات واتصالات مكثفة، وتمخضت عن اجتماع وزراء خارجية العراق، الأردن، مصر، الإمارات، وقطر، بالإضافة إلى تركيا والولايات المتحدة، لمناقشة مستقبل سوريا. في هذا السياق، أوضح أن "الورقة التي نوقشت تهدف إلى طمأنة دول المنطقة، وتشمل دعوة لإلقاء السلاح، وتشكيل حكومة انتقالية لفترة محدودة تُجرى خلالها انتخابات حرة". تطمينات بلينكن بشأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للعراق، بيّن أنها ركزت على محورين رئيسيين: "الأول هو الاطلاع على المبادرة العراقية، والثاني تقديم تطمينات بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستقف مع العراق، ولن تسمح بحدوث تصعيد في المنطقة". وأردف أن "بلينكن أكد التزام الولايات المتحدة بالاتفاقية الأمنية مع العراق، وأنها ستدعم جهود تحقيق الاستقرار في سوريا"، مبيّناً أن القرار العراقي تجاه الأزمة السورية ينبع من "رؤية وطنية مستقلة، بعيداً عن أي ضغوط خارجية". وتابع أن القرار العراقي "نابع من إرادة وطنية قبل أن يكون استجابة لأي مطلب أمريكي. خلال الشهرين الماضيين، ورغم وجود خلافات كثيرة بين القادة العراقيين، إلا أن هذه الأزمة ساهمت في توحيد صفوفهم، بغض النظر عن انتماءاتهم، سواء كانوا كورداً أو عرباً، سنة أو شيعة"، معرباً عن اعتقاده في أن "الوضع الداخلي أصبح أفضل مما كان عليه، وسيكون القرار العراقي موحداً بعدما أسند هذا الملف إلى القائد العام للقوات المسلحة". ورأى أن "استمرار القرار العراقي في المحافظة على استقلاليته، والتزام الفصائل والجبهة الداخلية بهذا النهج، سيمكّن من إبعاد الشر عن العراق". في السياق، رأى أن المبادرة عندما تكون صادرة عن أطراف عراقية متعددة، تتمتع معظمها بعلاقات متميزة مع الولايات المتحدة بشكل عام، ومع إدارة ترامب بشكل خاص، إلى جانب دول مثل السعودية، الإمارات، وقطر، فإن ذلك "سيساهم بالتأكيد في إبعاد شبح الأزمات عن المنطقة بأسرها". وجهة الفصائل "هذه الفصائل، التي نعتبرها إخوتنا، لم تكن وجهتها أو جبهتها سوريا، بل كانت تقدم الدعم لإخوتنا في حزب الله. ولكن اليوم، أصبحت الأوضاع في سوريا مختلفة، وتشكل مانعاً"، أكد الأعرجي، الذي شدد على أن الفصائل العراقية "لن تقبل على نفسها القتال ضد سوريين". حتى إذا تغيرت الأوضاع والنظام في سوريا، فإن هناك، وفق الأعرجي، "خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، إلا في حال حدوث اعتداء مباشر على الوضع العراقي، وهو أمر لم يحدث". إضعاف محور المقاومة واعتبر الأعرجي أن الغرض الأساسي مما يحدث حالياً هو "إضعاف محور المقاومة بعد السعي لإنهاء محور الهلال الشيعي، وهذا ما حدث"، مشيراً إلى "ضعف كبير في هذا المحور". في هذا السياق، قال إن "المحور يشهد اليوم ضعفاً كبيراً، وأتمنى أن لا يصل الأمر إلى نهايته، فقد نحتاج إليه مستقبلاً. لذلك، من الضروري أن يبقى الجميع بعيداً عن ردود الأفعال أو العمليات، حفاظاً على ما تبقى منه. لا يمكننا التنبؤ بما سيحمله المستقبل، ولهذا فإن رأيي، وهو موجه لإخوتي، أن نلتزم برأي الدولة، فهي الحامية لجميع العراقيين. كما يجب أن نوكل الأمر إلى القائد العام للقوات المسلحة، الذي بدأ مشروعاً مهماً يستحق دعمنا جميعاً لضمان حفظ العراق وشعبه في هذه الظروف الدقيقة". الأسد لا يمثل سوريا بأكملها الأعرجي نوّه إلى أن بشار الأسد "لا يمثل سوريا بأكملها، ولا يمكن اختزال سوريا في شخصه. نحن اليوم أمام حركة لم تتضح ملامحها بشكل كامل؛ فهناك من يصفهم بالثوار، وآخرون يصفونهم بالإرهابيين أو حتى بداعش. لكن في النهاية، رأي الشعب السوري هو الذي سيحدد المسار". هناك نقطتان بارزتان يجب الالتفات إليهما فيما يتعلق بالوضع السوري، حسب نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، هما "انتشار السلاح المنفلت الذي يثير الخوف وعدم الاستقرار"، و"عدم إشراك القوى الوطنية السورية الأخرى، سواء كانت من المكونات المختلفة أو الأحزاب"، في العملية السياسية. ترك السلاح للحفاظ على العراق ووصف الوضع الحالي بـ "المؤقت" في انتظار أن يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني المقبل، خاصة أن التصريحات الأخيرة "غير مطمئنة". وأوضح: "علينا أن ننتظر حتى تاريخ 20 كانون الثاني لمعرفة ما يريده ترامب تحديداً. بحسب معلوماتي، فإن ترامب لديه حالياً نظرة إيجابية تجاه العراق وحكومته، لكن هناك مؤشرات مقلقة تتعلق بالفصائل وتبعيتها" لذلك، من الضروري، شدد الأعرجي، أن يتكاتف الجميع، ويتركوا السلاح، ويسلّموا مسؤولية أمن الدولة بالكامل للقائد العام للقوات المسلحة، حفاظاً على أمن واستقرار العراق". وحذر من أن روسيا اليوم "تركت التركيز على الشرق الأوسط ووجهت اهتمامها نحو جعل أوكرانيا جائزتها الأساسية، مما يجعل الولايات المتحدة اللاعب الوحيد في المنطقة، لذلك ستكون واشنطن "طرفاً قوياً" في المرحلة المقبلة، خاصة بعد أن "انتهى أو ضعف محور المقاومة".
*
اضافة التعليق