بغداد- العراق اليوم:
تشهد المنطقة تصاعداً ملحوظاً في التوترات الإقليمية مع تعقيد المشهد السوري واستمرار الأزمات الداخلية هناك، حيث تتزايد المخاوف العراقية من تأثيرات الأوضاع في سوريا على الأمن والاستقرار داخل البلاد.
يواجه العراق تحديات جديدة مع إمكانية تحرك الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا نحو إقامة دولة معادية على الحدود الغربية، ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العراقي. تشير تقارير أمنية إلى أن التنظيمات المتطرفة، التي استغلت حالة الفوضى في سوريا خلال السنوات الماضية، تسعى لإعادة تنظيم صفوفها بالقرب من الحدود العراقية. تسعى هذه الجماعات لتأسيس كيان جغرافي مستقل يخدم أجنداتها الأيديولوجية المتطرفة، ما يعزز مخاوف بغداد من احتمال استخدام هذا الكيان كنقطة انطلاق لتهديد الداخل العراقي.
وفي هذا السياق، صرح مصدر أمني مطلع ، : "إن القوات الأمنية العراقية في حالة تأهب قصوى، وتقوم بعمليات استباقية لمراقبة التحركات على الحدود مع سوريا".
وأكد أن التنسيق مع التحالف الدولي يهدف إلى منع تسلل العناصر الإرهابية.
من جهة أخرى، تخشى الأوساط العراقية من أن تؤدي التطورات السورية إلى إعادة إشعال فتيل الطائفية داخل العراق. فالانقسامات الطائفية التي شهدتها البلاد في العقد الماضي كانت دائماً مرتبطة بالمتغيرات الإقليمية. ومع تصاعد الخطاب الطائفي في سوريا، يصبح العراق عرضة للتأثر، خصوصاً في المناطق المتعددة المذاهب مثل بغداد وديالى وصلاح الدين.
وفي هذا الصدد، حذر أحد شيوخ العشائر في محافظة الأنبار، من "محاولات دولية وإقليمية لاستغلال الأوضاع في سوريا لتأجيج الطائفية في العراق".
وأشار إلى أن الحفاظ على الوحدة الوطنية هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات.
تتطلب مواجهة هذه التحديات استراتيجية شاملة تجمع بين الحلول الأمنية والدبلوماسية والاجتماعية. فعلى الصعيد الأمني، ينبغي تعزيز المراقبة الحدودية والتنسيق مع الدول المجاورة لاحتواء تهديد الجماعات المتطرفة. أما على الصعيد الاجتماعي، فإن تعزيز خطاب الوحدة الوطنية وتجنب التصعيد الطائفي يمثلان أدوات أساسية لتجنب الانزلاق نحو النزاعات الداخلية.
*
اضافة التعليق