بغداد- العراق اليوم: اصدر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، الاربعاء، بيانا يرد على "الادعاءات الباطلة للغزو" التركي لبعشيقة، وفيما بين ان الحكومة لم تمنح اية موافقة رسمية او شفهية لدخول تلك القوات، اشار الى ان كل "ادعاءات" الاتراك بشان تواجد قواتهم لا اساس لها من الصحة.
وقال المكتب في بيان انه "ردا على الادعاءات والتصريحات المتناقضة للجانب التركي التي تحاول تبرير التواجد المرفوض لقواته على الارض العراقية، وماتضمنه المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ونظيره التركي احمد داوود اوغلو في انقرة نهاية عام 2014، هناك حقائق نبينها للشعب العراقي"، مبينا ان "ما طرح في اللقاءات بين رئيسي وزراء البلدين يتعلق بتدريب بعضا من الشرطة العراقية داخل تركيا (وليس لدخول قوات تركية) حسب البروتوكول الموقع بين البلدين في العام 2009 والذي ينص صراحة في المادة (7) على الضيوف الانصياع للاوامر والتوجيهات". واضاف المكتب ان "التدريب في تركيا لا يستدعي ولا يعني قطعا الموافقة على دخول قوات برية تركية مع مدافع ودبابات من دون اخبار ولا موافقة الحكومة العراقية"، مشيرا الى انه "اذا كان طلب التدريب حسب مفهوم القيادة التركية يستدعي حرية دخول قوات عسكرية مع معداتها من دون موافقة الدولة المضيفة فان هذا يعني ان تركيا مستباحة من قبل الجيش الاسرائيلي لوجود اتفاقية تدريب على الارض التركية بين تركيا واسرائيل". وتابع المكتب ان "عرض الجانب التركي في ذلك اللقاء ارسال قوات للعراق، الا ان العرض رفض رفضا باتا لعدم حاجة العراق للاستعانة بقوات دول الجوار حيث ان ذلك يمكن ان يفتح آفاق صراع اقليمي، والعراق ليس طرفا فيه"، لافتا الى ان "القوات التركية ليست جزءا من التحالف الدولي الداعم للعراق في محاربة ارهاب داعش، كما انه لا توجد اية قوات اجنبية مقاتلة تملك دبابات ودروع على الارض العراقية غير قوات التوغل التركي". واكد ان "القوات العراقية هي الوحيدة التي تقاتل على الارض العراقية ولم يطلب العراق من اية دولة ارسال قوات عسكرية مقاتلة الى العراق"، موضحا ان "الحكومة العراقية لم تعط اية موافقة رسمية او شفهية لدخول القوات التركية الى العراق لا في بعشيقة ولا في غيرها ولم تخضع القوات التركية التي دخلت خلسة للاجراءات التي تخضع لها قوات التحالف الدولي التي تدخل العراق من حيث اعطاء التاشيرات والموافقات الاصولية". واشار المكتب الى انه "لا توجد في مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين ولا في اية وثيقة اخرى ما يشير من قريب او بعيد الى السماح او الموافقة او طلب تواجد قوات تركية في العراق"، موضحا ان "كل الادعاءات والتصريحات التي يطلقها الجانب التركي حول تواجد قواتهم مختلقة لا أساس لها من الصحة". ودعا المكتب الجانب التركي الى "احترام الجيرة وسحب قواتهم من العراق واحترام سيادته الوطنية". ويدور خلاف بين تركيا والعراق على وجود نحو 2000 جندي تركي في قاعدة في شمال العراق في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لشن هجوم على مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" منذ حزيران 2014. وشهد، الموقف بين بغداد وانقرة، امس الثلاثاء، (12 تشرين الاول 2016)، تصعيدا بالتصريحات ابتدأها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي خاطب العبادي قائلا "لست ندي ولست بمستواي"، وأشار إلى "أننا سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وتلزم حدك أولا"، فيما رد العبادي، على ذلك التصريح بالقول "بالتأكيد لسنا نداً لك .. سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب". في وقت أعلنت الولايات المتحدة الامريكية، اليوم الاربعاء، موقفها بشأن تواجد "القوى الأجنبية" في العراق، مشددة أن تلك القوى يجب أن تكون بموافقة بغداد، فيما دعت "جميع الأطراف" الى التنسيق لضمان هزيمة تنظيم "داعش". كما طالب البرلمان العربي، اليوم الأربعاء، تركيا بسحب قواتها من العراق "فوراً"، مؤكداً حق العراق في استخدام كافة الطرق لدفع تلك القوات على الانسحاب "السريع". وطلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن يخرج قواته من قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى بـ"كرامته"، مهددا بـ"طردها" من العراق، في حين أبدى استعداده لحماية أهالي الموصل بالتنسيق مع الحكومة العراقية.