بغداد- العراق اليوم: أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين،إن انتخاب محمود المشهداني رئيساً لمجلس النواب العراقي ، ما كان ليحدث بدون وجود تفاهمات بين القوى السياسية الكردية والشيعية وجهات سنية. وقال حسين في تصريح صحفي ،إن"انتخاب محمود المشهداني رئيساً لمجلس النواب العراقي يوم الخميس الماضي، ما كان ليحدث بدون وجود تفاهمات حيث اتفق الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الإطار التنسيقي وجهات سُنية لتبلور إجماع مكوناتي لانتخاب المشهداني، مشيرا إلى انه يحظى بدعم كبير من قوى مختلفة، ونحن سعداء بوجوده على رأس البرلمان. وتطرق فؤاد حسين على تصريحات رئيس البرلمان السابق، رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، بالقول: "ما فعلناه في كردستان وكنت حينها رئيساً لديوان رئاسة الإقليم بفتح الأبواب أمام النازحين الهاربين من عنف وعدوان الإرهابيين كان واجبنا علينا، لكن يبدو أن الحلبوسي يطرح مواقف سياسية جديدة وهو حر في ذلك لكن آرائه غير صحيحة، ولا تؤدي إلى ما يريده، هذه آراء عجيبة وغريبة، فهو يتحدث باسم العروبة وكأنه صاحب العروبة في هذه الدولة"، مبيناً: "نحن كقوميين كرد نحترم من يؤمن بقوميته، والهوية القومية مهمة بالنسبة للعراقيين سواء العربية أم الكردية، لكن استعمال مفهوم القومية بالتوجه إلى الآخر بدونية غير صحيح، وإطلاق التصريحات ضد الكرد والمكون الكردي تتعارض مع كون الدولة الحديثة أسست على أساس وجود قوميتين، فبعد تغير النظام السياسي من ملكي إلى جمهوري، نص دستور عام 1958 في البند الثالث منه على أن العرب والكرد شركاء في هذا البلد".
وتابع: "أنا لا اعتبر حديث الأخ الحلبوسي يمثل المكون السني، لأن المكون السني وجميع القيادات وأكثر العشائر العربية في الأنبار يقفون ضد تصريحات السيد الحلبوسي الذي يعمل ضد الوحدة العراقية والعمل المكوناتي في المجتمع العراقي"، مضيفاً أن "ما يطرحه الحلبوسي غريب، ولن يرد عليه الكرد بل المكون السني وعشائر الأنبار الذين كانوا في بيوتهم في كردستان ولم يكونوا غرباء فيها، حيث سيردون على هذه التصريحات في الانتخابات القادمة، وإذا كان الحلبوسي بدأ هذه الحملة لكسب الدعم السني والإطار الشيعي ودول الجوار فهو خاطئ وكان من المفترض أن لا يهاجم المكون الكردي بهذا الشكل ويحاول الانتقاص منهم وكأن الكورد مواطنون من الدرجة الثالثة".
ورداً على توزيع المناصب السياسية، شدد فؤاد حسين على أن "المواقع لا يوزعها الحلبوسي لا الآن ولا في المستقبل، فهو لم ينجح في ملف رئاسة البرلمان، وعليه أن يفهم أنه واحد من اللاعبين وليس اللاعب الأساسي في الحراك السياسي، والمواقف السنية واضحة تجاه أحاديث الحلبوسي فهو يقود حزباً معيناً وكان لدينا علاقات جيدة مع الحزب ومعه أيضاً، ولا أفهم لماذا بدأ بهذا الهجوم، فإذا يريد الحصول على دعم دولة معينة أو خلق شرخ بين العرب والكرد أو السنة والكرد أو تسلم الزعامة السنية فلن ينجح في ذلك بهذه الطريقة، فالحصول على الزعامة تحتاج إلى تاريخ وعمل جاد ونضال، ولا يمكن حذف الجانب الكردي فالدستور ينص على التوافقية، وإقليم كردستان كيان معترف به دستورياً، ونحن لسنا من دعاة الحصول على المواقع، لكن مع الحقوق وترسيخ الديمقراطية ومحاربة الفساد". وأوضح أن "الحسابات السياسية تكون من خلال الاستراتيحية والتكتيك والتنازل أحياناً من أجل تقوية العمل الاستراتيجي والعلاقات المكوناتية والديمقراطية وترجمة الدستور إلى قوانين والعمل على الحفاظ على المسيرة السياسية التي بنيت بالتضحيات والدماء، وعلى الحلبوسي أن يرجع للتاريخ"، معرباً عن أسفه عما صدر من "الأخ الحلبوسي من طروحات خاطئة، ونحن لا نحبذ مناقشتها في الإعلام لكن هو من خرج للإعلام بطروحات خاطئة ولا تحقق حتى مصلحته وحزبه وتتعارض مع الديمقراطية والتعاون المكوناتي؛ أما إذا كان في حالة ارتباك فهذا شيء آخر، لكنه لن ينجح في المساس بالعلاقات بين المكون السني والكردي وخاصة العلاقات بين المجتمع الأنباري والمجتمع الكردستاني".
*
اضافة التعليق