بغداد- العراق اليوم:
في تصريح حصري مع رئيس تحرير صحيفة "الحقيقة"، الشاعر والكاتب فالح حسون الدراجي، تحدث الفنان العراقي الكبير فاروق هلال عن دور المثقف العراقي والعربي بشكل عام، والفنان بشكل خاص إزاء ما يجري في لبنان وغزة وعموم منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً على ضرورة أن يكون لقادة الرأي والمفكرين والفنانين موقف واضح وحاسم تجاه الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وشدد هلال على أن الفنان والأديب والمثقف لا يجب أن ينحصر في خانة معينة، بل عليه أن يأخذ دوره كاملاً في تنوير الناس والدفاع عن قضاياهم العادلة.
وقال هلال في حديثه مع الدراجي: "العالم اليوم يشهد أزمة أخلاقية قبل أي شيء آخر.. ومعاناة ملايين الناس حول العالم مؤلمة للغاية، وحتماً فإن مشهد نزوح اللبنانيين والفلسطينيين وما يقاسونه من الألم شيء يبعث على الغضب وليس الأسى والحزن فقط، بل ويثير العديد من الأسئلة، ومنها: إذا كان المواطن العادي لايتخلى اليوم عن موقفه المتحيز للحق والعدل والانسان، لاسيما في مثل هذه الظروف الاستثنائية، كيف يمكن للمثقف الطليعي، المؤمن بحرية وكرامة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو هويته الثقافية، أن يتخلى عن دوره وموقفه، فيكون محايداً، أو صامتاً أزاء ذبح الاطفال والنساء؟
وأضاف هلال: أن المثقف يجب أن يكون دائماً في مقدمة الصفوف للدفاع عن حقوق الناس والمساهمة في البحث عن حلول لأزماتهم، مشيراً إلى أن التزام المثقفين بمواقف واضحة هو السبيل الوحيد للتأثير الحقيقي في المجتمع. وأوضح أنه من غير المقبول أن يظل الفنان أو المثقف حبيس أفكاره دون أن يكون له دور ملموس في توجيه الناس نحو قيم إنسانية أسمى وأروع ..
وفي سياق حديثه، أشار هلال إلى أنه بالرغم من معاناته مع المرض، إلا أنه لا يزال يتواصل مع أجيال الشباب ويدفع بهم إلى خوض غمار الأفكار الإنسانية المنتجة، مؤملاً أن يسمو صوت الضمير الحر من خلالهم.
وقال: "النصوص والألحان والكلمات يجب أن تكون أدوات لتحرير الإنسان والدفاع عن ماضيه وحاضره ومستقبله. إن التواصل مع الأجيال الجديدة هو الأساس في نقل رسالة الفن والثقافة الحقيقية".
كما دعا هلال في ختام حديثه جميع المثقفين والفنانين العرب إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة ولبنان، وما يتعرض له الشعبان الفلسطيني واللبناني على يد قوات الاحتلال الصهيوني الفاشي، مؤكداً أن مثل هذه الأحداث وهذه الأزمات، تتطلب أصواتاً صادقة ومواقف جريئة قادرة على توجيه الرأي العام نحو إيجاد حلول فعالة ومستدامة.
يأتي هذا الحوار في وقت تتصاعد فيه الأزمات السياسية والاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط، وسط دعوات متزايدة للمثقفين والفنانين للعب دور أكبر في توعية الناس والدفاع عن حقوقهم الأساسية في الحرية والكرامة.. واختتم الفنان هلال اتصاله التلفوني بالدرامي قائلاً: يسعدني اللقاء بالشباب رغم ظروفي الصحية، وإشعر بالفخر والسعادة أيضاً، وأنا أرى هؤلاء الشباب يبحثون عن رأي يساعدهم، او مشورة تنفعهم، أو من يوجّههم من أجل أن يقدموا اعمالاً فنية إنسانية مميزة تخدم صمود وبسالة الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة الصهاينة.. وكم هي سعادتي حين أكون الشخص الذي يقدم لهم العون والرأي والمشورة. لأني مؤمن بأن الوقوف إلى صف قضايا الإنسان، وأمنه وحريته وسعادته، سواء أكان في غزة أو بيروت، أو في أي بلد في العالم، هي قضية المثقف قبل السياسي، وقضية الفنان قبل غيره.. فهو مطالب بترجمة موقفه بعمل إبداعي، يدعم فيه قضايا الإنسان.. ختاماً أقول: أنا الفنان والإنسان فاروق هلال، أعلن بإيمان قاطع عن وقوفي مع أشقائنا في غزة ولبنان، واستعدادي التام لتقديم ما يمكن أن أقدمه فنياً ومادياً ومعنوياً، وكل ما يسهم في إسناد صمود الشعبين الشقيقين بوجه العدو الصهيوني.. مثلما كنت ولم أزل أقف مع قضايا الإنسان في كل مكان في العالم..
*
اضافة التعليق