المجلس الأعلى: امريكا ستمنع إسرائيل من الهجوم على العراق

بغداد- العراق اليوم:

أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، علي الدفاعي، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بأن تأتي بعدوانها على العراق، نظراً لأن جميع قواعدها وتواجدها العسكري مكشوفٌ في البلاد، مؤكّداً أن إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان يتطلب موقفاً من الجميع.

وقال الدفاعي  في حديث صحفي ،إن "من يتابع الأحداث كلها منذ عام، وصولاً إلى اليوم حيث انتهى عام على طوفان الأقصى، يدرك أن سبب هذا التوتر والدمار في المنطقة هو السياسات العدوانية التي ينتهجها العدو الصهيوني من خلال الاستيطان والتوسع والإذلال للشعب الفلسطيني ومن ثم عمليات الاغتيال والقتل للأطفال والدمار لكل هذه البنى التحتية، بيوت ومستشفيات".

وأشار إلى تقرير وزارة الصحة بغزة اليوم الذي نوّه إلى "خروج 24 من أصل 38 مستشفى عن الخدمة"، كما أشار إلى ما ذكرته اليونيسف بأن "أكثر من 100 طفل قُتل خلال 10 أيام في هذه الحرب العدوانية في الضاحية الجنوبية، فضلاً عن أكثر من 700 طفل جريح ومصاب بإصابات بالغة".

الدفاعي رأى أن "هذه السياسات العدوانية كلها تؤكد أن سياسة هذا العدو لن تتوقف عند حد إذا ما لم يكن هناك ردع قوي يوقفه عند حده، ولذلك لاحظنا أنه كلما تمادى في هذا العدوان، كلما كان هناك ردٌ لوقفه، ويجب أن تكون هناك ضغوطات إقليمية ودولية لإيقافه".

وبيّن أن "هذا العدوان وهذا الجنون الذي تنتهجه سياسة حكومة نتنياهو لا يبدو أنها ستقف عند حد، ولكن كلما كان هناك ردٌ وضغط إقليمي ودولي، فسيجد هذا العدو أن الأبواب مقفلة أمام سياسته العدوانية. كما أننا نتوقع أن اتساع رقعة الحرب مرتبطٌ بالشعور بالمسؤولية لدول المنطقة".

ونوّه إلى أن الكل يعلم أن "مصادر الطاقة العالمية موجودة في هذه المنطقة، وأغلب طاقة العالم مصدرها من هنا، وبالتالي تعرضها للخطر بسبب السياسة العدوانية الصهيونية سيعرّض كل طاقة العالم للخطر".

"التواجد الأميركي العسكري مكشوف"

بالإضافة إلى ذلك، "هناك المصالح الحيوية، ولا ننسى أن كثيراً من القواعد العسكرية الأميركية موجودة هنا، وبالتالي كلها ستكون عرضةً للخطر والتهديد إذا ما اتسعت رقعة هذا التوتر"، أردف المتحدث باسم المجلس الأعلى، الذي ذكّر بأن "المنطقة مسؤولة، وحلفاء إسرائيل بالدرجة الأساس أيضاً تقع عليهم مسؤولية كبيرة".

الدفاعي رأى أن "اتساع رقعة التوتر والعدوان الصهيوني محتملٌ لأن سياسات حكومة نتنياهو مجنونة وحمقاء، ولا تقف عند استقرار المنطقة ودولها. لذلك يجب أن يكون هناك ضغطٌ إقليمي ودولي وردع لهذه الحكومة وعدوانها".

وأشار إلى أن "القواعد الأميركية والتواجد الأميركي العسكري مكشوفٌ في العراق، وليس من مصلحة أميركا السماح لإسرائيل بأن تأتي بعدوانها للداخل العراقي".

ولفت إلى أن "ما قام به الشعب العراقي من تضامنٍ واسع مع الشعب اللبناني الأعزل، ومن قبله مع الشعب في غزة، هو انعكاس لهذه الحالة التي يُعبَّر عنها في تضامنه مع هذه القضية ومع استنكاره للعدوان الصهيوني"، معتبراً أن "أي عمل أو جهد عسكري تقوم به فصائل المقاومة هو ترجمةٌ لهذا التضامن الشعبي".

المتحدث باسم المجلس الأعلى شدد على أن "ستكون وصمة عار في جبين كل من لا يقف اليوم في وجه العدو الصهيوني ولا يكون له كلمةٌ وموقفٌ أمام آلة القتل التي تقتل الأطفال وتدمّر المنطقة".

"موقف الحكومة العراقية واضح"

بشأن موقف الحكومة العراقية، أكد أنه "واضح ومشرّف، فقد كانت سباقةً إلى دعم النازحين من أخواتنا في جنوب لبنان ومن الضاحية، وقبلهم في غزة، وتقديم كل الخدمات والتسهيلات في هذا المجال. كما أنها أرسلت رسائل واضحة بأنها لن تسمح بأي عدوان أو هجوم على العراق تحت أي حجة كانت، لأنه يجب أن نبحث عن المسبب الأساس والرئيسي لكل هذا التوتر".

وأكد أن "إسرائيل بسياستها العدوانية هي سبب كل هذا التوتر وكل هذا العدوان، وأي ردة فعل، سواء كانت شعبية أو من فصائل مقاومة، هي مشروعةٌ للدفاع عن حقوق هؤلاء المستضعفين وحماية الأبرياء الذين تجاوزت أعدادهم أكثر من أربعين ألف خلال هذا العام".

وأشار إلى أن "موقف الحكومة مشرّف وجاء كانعكاسٍ وترجمة لموقف المرجعية الدينية العليا التي أعلنت أعلى مستوى التضامن مع الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني، وعبر الشعب العراقي عن هذا التضامن".

وجدد الدفاعي التأكيد على أن "مصالح جميع القواعد الموجودة في العراق لن تكون في أمان إذا ما تعرض العراق لأي خطر"، مشيراً إلى أن "أي خبر عن مقتل جنود إسرائيليين، فهو مبعث سرور للشعب العراقي عامة، ولكل من يساهم في قتل الجنود العدوانيين للجيش الإسرائيلي الذين قتلوا الأطفال".

ولفت إلى أن "الشعب العراقي سيعبر عن موقفه من قتل الأطفال والتدمير، بالتضامن الذي وقف فيه بمساعدة النازحين وبرد هذا العدوان".

الدفاعي أردف قائلاً: "لا نحتاج إلى أن تتهم إسرائيل مجموعات مسلحة أو فصائل بهذا العمل، لأن المقاومة موجودة وحاضرة في نصرة المستضعفين والشعب الأعزل في لبنان، وليس من مصلحتهم إلا بحل وحيد أمام الجميع، وهو أن هذه الحرب يجب أن تقف"، لافتاً إلى أن "الحرب لن تتوقف إلا بضغط، سواء من فصائل المقاومة أو من شعوب المنطقة، وأن يكون موقفٌ مشرّف لحكومات المنطقة وبموقفٍ دولي".

واستدرك بأن "موقف الرئيس الفرنسي بالأمس كان جيداً رغم تأخره، عندما قال إنه يجب أن نمنع إسرائيل من السلاح. لماذا؟ لأن هذا الموقف، وإن كان متأخراً، يعني أنهم أدركوا أن هذا القتل الذي يتم هو بآلةٍ عسكرية غربية، وبالتالي إلى متى نريد أن تستمر هذه العملية وهذا الإجرام؟"

وشدد الدفاعي على أنه "يجب تكاتف الجميع في المنطقة وألا يُسلّط الضوء فقط على أمن العراق بأن فيه فصائل مقاومة أو هناك من يقوم بقتل الجنود الإسرائيليين، لأن بالمقابل هناك عملية إبادة للشعب الأعزل في لبنان والشعب الأعزل في غزة".

وبيّن أنه "يجب أن يكون هناك موقف، لأن من لم يكن له موقف اليوم سيلاحقه العار أبد الدهر".

علق هنا