هل نعتمد على الفيتامين "د" فعلاً لتأمين الوقاية من السرطان؟

بغداد- العراق اليوم:

في السنوات الأخيرة، بدأ الفيتامين (د) يحتل أهمية متزايدة، وبدا أنه قد يكون من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، والمرتبط بعلاقة بين النقص فيها والإصابة بأمراض عديدة. حتى أن كثيرين يلجأون إلى تناول الفيتامين (د) تلقائياً، بشكل مكملات لتأمينه بمعدلات كافية، بغض النظر عمّا إذا كانوا يحتاجونه أم لا، خصوصاً في ظلّ ما يتردّد عن نقص في معدلات الفيتامين (د) لأسباب جينية لدى الشرق أوسطيين.

 

أما الأطباء، فيشدّدون على أن ليس من المفترض تناول أي مكملات من دون إجراء فحص، للتأكّد من مستويات الفيتامينات للجسم، وما إذا كانت هناك حاجة إليها، بغض النظر عن أهميتها. هذا الجدل الحاصل مؤخّراً حول الفيتامين (د) يستدعي تسليط الضوء عليه، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كان يستحق هذه المرتبة التي وضع فيها بين مختلف الفيتامينات.

 

ما هو الفيتامين (د)؟

يُعتبر الفيتامين (د) من أهم الفيتامينات التي تحافظ على صحة الهيكل العظمي والعضلات، بما أنه يلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على توازن الكالسيوم في الجسم، من خلال زيادة قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم وتحسين القدرة على امتصاص الفوسفور، اللذين يُعتبران من العناصر الأساسية في عملية تمعدن العظام لتكون صلبة وقوية. بشكل عام للفيتامين (د) أهمية كبرى في الحفاظ على كثافة العظام.

 

بحسب طبيب الصحة العامة الدكتور حسين الهواري، على المستوى الطبي يُعتبر الفيتامين (د) من الفيتامينات المهمّة والأساسية في الجسم، تماماً كما بالنسبة إلى الفيتامينات (ب) المركبة والفيتامين (سي). 

كيف يمكن تأمين الفيتامين (د)؟

صحيح أنه يمكن تأمين الفيتامين (د) من الغذاء، كما بالنسبة إلى باقي الفيتامينات، لكنه يختلف عن الفيتامينات الباقية، بكونه لا يتأمّن من الغذاء إلّا بنسبة 10%، وفق ما يوضحه الهواري، بما أنه يتكوّن في الجلد عبر التعرّض لأشعة الشمس، كما بات معروفاً. أما معدل التعرّض لأشعة الشمس فهو 10 إلى 15 دقيقة لا أكثر، أي أن المطلوب التعرّض للشمس باعتدال للاستفادة منها، خصوصاً أنها متوافرة في أشهر عديدة في السنة في بلادنا. ومن الممكن التعرّض لها في الصباح الباكر. بشكل عام، نتعرّض في بلادنا إلى حوالى ساعة إلى 3 ساعات في اليوم في الأيام المشمسة، ما يُعتبر كافياً للحصول على 10000IU إلى 20000 من الفيتامين (د)، وذلك يصبح كافياً لتأمين احتياجات الجسم.

ما المصادر الغذائية الفضلى للفيتامين (د)؟

-البيض

-الأسماك بأنواعها كالسلمون والسردين

-البقوليات كالحمص والفول

-عصير الليمون البرتقال

-الألبان والأجبان

-المكسرات كالكاجو واللوز.

ما الذي يحصل في حال حصول نقص في الفيتامين (د)؟

يؤدي النقص في الفيتامين (د) إلى مشكلات عديدة في الجسم:

-تعب وخمول

-وجع في العضلات والمفاصل، كونه يساعد في امتصاص الكالسيوم وتأمينه للعضلات 

-تساقط الشعر

-زيادة وزن أو صعوبة في خفض الوزن

-تأثير على المزاج والاكتئاب والحالة النفسية، خصوصاً أنه يمكن الحصول عليه عبر التعرّض لأشعة الشمس ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السيروتونين أو هرمون السعادة

-تقوّص القدمين لدى الأطفال

-القدرة على التركيز والذاكرة.

هل يجب تناول مكملات الفيتامين (د) تلقائياً لزيادة معدلاته؟

من المفترض أن تراوح مستويات الفيتامين (د) بين 30 نانوغراماً / ميلليلتراً 80. لكن لا توصف مكملات الفيتامين (د) أبداً من دون اللجوء إلى الفحص الذي يحدّد مستويات هذا الفيتامين، وما إذا كانت هناك حاجة للحصول على المكملات والجرعة والمدة التي من المفترض تناولها فيها. لكن من المهمّ أن تحصل الحوامل خلال الحمل على الفيتامين (د).

هل صحيح أن ثمة علاقة بين الإصابة بالسرطان والنقص في الفيتامين (د)؟

أظهرت دراسة صدرت في عام 2002 أن الفيتامين (د) يلعب دوراً في قتل الخلايا السرطانية في 19 نوعاً من انواع السرطان، وإن كان هذا الدور ليس جوهرياً. كما يساعد الفيتامين (د) مرضى السكري في إفراز الأنسولين وخفض السكر في الدم. كما يسهم في تنشيط العضلات والجسم وتحسين المزاج. لكن هذا لا يعني أن النقص في الفيتامين (د) يسبّب السرطان حكماً، بل تبين أن وجوده بمعدلات كافية في الجسم يساعد في قتل الخلايا السرطانية. لكن لا تقتصر أهمية الفيتامين (د) في مجال السرطان، بل إن النقص الحاد فيه يؤثر سلباً على صحة القلب والشرايين. كما يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم، وضبطها في حال كان بمستويات كافية في الجسم.

هل يجب على الكل تناول الفيتامين (د) بعد سن الأربعين؟

لا يرتبط تناول الفيتامين (د) بعمر معيّن. لكن من المفاجئ أن في لبنان تبين أنه على الرغم من أن لبنان من البلاد المشمسة في معظم أيام السنة ويتعرّض فيه المواطنون بكثرة إلى أشعة الشمس،  فثمة نقص واضح في معدلات الفيتامين (د) في الجسم، بسبب خلل جيني معيّن يعانونه، ما يمنع تكوينه بمعدلات كافية، ويسبب كل الأعراض الناتجة من هذا النقص، من تعب وإحباط ووجع في العضلات واضطرابات في النوم وتساقط شعر وزيادة وزن. من هنا أهمية إجراء الفحص كل 6 أشهر، خصوصاً بعد اللجوء خلال فترة إلى العلاج بالمكملات.

ما الفيتامينات التي توصف عادةً مع الفيتامين (د)؟

يوصف عادة كل من الفيتامين (ب) المركب والفيتامين (ب 12) لأن النقص فيه يسبب مشكلات عديدة في الجسم كالتعب والتنميل في الأطراف، خصوصاً بالنسبة لمرضى السكري الذين يكونون أكثر عرضة للمشكلات في الأطراف.

علق هنا