حلمت بك اللّيلة: فهل يجب أن أخبرك؟

بغداد- العراق اليوم:

الأحلام جزء غامض وساحر من حياتنا النفسية، تنقلنا إلى عوالم غير متوقعة وتقدم لنا لمحات عن عقولنا الباطنة، وغالباً ما نجد أنفسنا نرغب في مشاركة أحلامنا مع الآخرين، خاصة إذا كانوا جزءاً منها. لكن هل يجب دائماً إخبار شخص ما أنك رأيته في حلمك؟ يخبرنا هذا التقرير من موقع The Guardian متى يكون من المناسب إفشاء الأحلام ومتى يكون من الأفضل الاحتفاظ بها لنفسك.

قد يكون من الصعب مقاومة الرغبة في إفشاء أن شخصاً ما كان يجول في عقلك الباطن، فالتحدث عن أحلامك يشبه الإفشاء عن مكنونات قلبك، وهو حميمي وشخصي ولكن في الغالب ممل. ومع ذلك، فإن الرغبة في إخبار شخص ما أنه لعب دور البطولة في حلمك دائماً ما تكون مغرية للغاية، خاصة إذا لم تر الشخص منذ فترة طويلة.

أما السيناريو الأكثر تعقيداً فهو عندما تحلم حلماً قوياً خاصةً عن شخص ما ثم تصادفه في الخارج، بين أدخنة السيارات وعلب العصير الفارغة في العالم الحقيقي. في كتاب تفسير الأحلام، يميّز فرويد بين المضمون الظاهر والكامن للحلم؛ فهناك التفاصيل التي تتذكرها والمعنى النفسي الأعمق لتلك التفاصيل، ويرى أن نفسيتنا تحجب بالضرورة بعض عناصر أحلامنا أو تغيرها لحمايتنا من الحقائق القاسية التي يصارعها عقلنا اللاواعي.

إلا أن يونغ أوضح بعد ذلك أن الأحلام كانت في الواقع ليست كذلك، بل كانت الأحلام فرصة للعمل على حل المشكلات الأكبر، بل حتى المشكلات النموذجية، وعلينا أن نأخذ التفاصيل كما هي.

إذا لم تكن الأشخاص، الأشياء، والأماكن في الأحلام ببساطة تمثيلات لشعور ما، فإنها ليست من شأن أحد سوى شؤونك الخاصة. بينما قد تحلم بفتى من المدرسة، فإن الحلم ليس عنه بل عنك. ربما يمثل الشباب، أو النجاح الأكاديمي، أو المتعة. فلماذا تخبره؟

ومع ذلك، يمكن أن يكون من الممتع إخبار شخص ما بأنه زارك في حلمك، فقد يجلب لك ذلك صديقاً مقرباً، أو يعيد صديقاً قديماً إلى حياتك، أو يصلح علاقة مهترئة. وإذا كنت في وضع يسمح لك بالاستفادة من ذلك، فإن إخبار شخص ما بأنك حلمت به حلماً رومانسياً قد يكون الدفعة التي تحتاجها لمناقشة مشاعر دفينة.

إذا كنت تحلم بشخص معين كثيراً، قد يكون لهذا الأمر تفسيرات محتملة عدة، فإذا كنت تفكر في هذا الشخص كثيراً خلال اليوم، فقد يظهر في أحلامك. العقل الباطن غالباً ما يعكس ما يشغل ذهنك في الحياة اليومية، وقد تكون لديك مشاعر قوية تجاه هذا الشخص، سواء كانت إيجابية أم سلبية. الأحلام يمكن أن تكون وسيلة لعقلك للتعامل مع هذه المشاعر.

وفي النهاية، قد تعكس الأحلام مشاعر دفينة أو تجارب عاطفية لم تحل بعد. فعندما تشعر بالرغبة في إخبار شخص ما أنك حلمت به، من المفيد أن تسأل نفسك عن السبب الحقيقي وراء تلك الرغبة. إذا كنت تشعر بأن الحلم يحمل رسالة أو يمكن أن يسهم في تحسين العلاقة، فقد يكون من المفيد مشاركته. تذكر دائماً أن تكون حساساً ومراعياً لمشاعر الآخرين، فالقرار بيدك: هل يستحق الأمر إفشاء الحلم أم الأفضل الاحتفاظ به كجزء من عالمك الخاص؟

علق هنا