بغداد- العراق اليوم: في موسم الشتاء، تنتشر الإنفلونزا وغيرها من الأمراض الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي، ويزيد احتمال الإصابة بها مع انخفاض درجات الحرارة. في المقابل، تختلف أنواع الجراثيم والفيروسات والأمراض التي يمكن التعرّض لها في موسم الصيف. فيما التي تصيب الجهاز الهضمي هي الأكثر شيوعاً، مع بعض الاستثناءات، وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا، في حديثه، مشيراً إلى أن الحرص على النظافة يُعتبر الإجراء الوقائي الأهم الذي يمكن الاعتماد عليه للحدّ من خطر الإصابة بالمرض.
ما اكثر الأمراض شيوعاً في موسم الحرّ والعطلات؟ مع انخفاض درجات الحرارة، على خلاف موسم الشتاء الذي يرتفع فيه احتمال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، يزيد خطر الإصابة بأمراض تصيب الجهاز الهضمي بشكل خاص صيفاً. ويُعتبر الإسهال مثلاً والتقيؤ من الأعراض الشائعة، وهي ناتجة تحديداً من الإصابة بفيروسات تصيب الجهاز الهضمي. من جهة أخرى، يشير أبي حنا إلى ارتفاع احتمال تكاثر البكتيريا في الأكل صيفاً، في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ففي مثل هذه الظروف، يزيد احتمال أن يفسد الأكل ويسبب التهاباً في الجهاز الهضمي كالإسهال والتقيؤ وارتفاع الحرارة. يحصل ذلك غالباً عندما لا يُحفظ الأكل في حرارة مناسبة وبالشكل المناسب. ومن الممكن التعرّض لمشاكل ناتجة من ذلك بشكل خاص في المسابح أو غيرها من الأماكن التي قد لا يُحفظ فيها الطعام بدرجة حرارة مناسبة. أما الأطعمة التي يزيد احتمال أن تفسد إذا لم تُحفظ على حرارة مناسبة فهي الألبان والأجبان والدجاج واللحوم والأيس كريم. هذا، ويُعتبر Norovirus من أكثر الفيروسات شيوعاً حالياً. إنما في الوقت نفسه، ليس من الفيروسات التي تُفحص بشكل روتيني، وإن كانت الأعراض الناتجة من الإصابة به معروفة، ويعرف الأطباء كيفية التعامل معها. فبشكل عام، يسبب هذا النوع من الفيروسات الغثيان والتقيؤ والإسهال. أما المشكلة الأساسية التي يحذّر منها أبي حنا، فهي أنه قابل للانتقال بالعدوى بدرجات عالية عبر الاحتكاك المباشر بشكل خاص، بما أنه لا ينتقل بالهواء. كما أنه من الممكن التقاط العدوى عبر لمس الأسطح الملوثة بالفيروس. أيضاً من الممكن التعرّض للفيروسات والجراثيم في أحواض السباحة. علماً أنه في المسابح التي تلتزم معايير النظافة، توضع معدلات معينة من الكلور تقضي على الفيروسات والبكتيريا. أما غير ذلك، فيمكن التعرّض لأي من الأمراض الفيروسية بسبب إصابة أحد الموجودين فيها، خصوصاً الأطفال. هذا ما يسبّب تلوث الماء وتعرّض كل من يتواجد في حوض السباحة لفيروسات. وينطبق ذلك على المسابح التي لا تحرص على تغيير دوري للمياه في أحواض السباحة. فهذا ما يزيد الخطر، نظراً لتواجد كثر في حوض السباحة. أما في ما يتعلق بشاطئ البحر، فمن الممكن أن تزيد فيه معدلات التلوث، ولكن الخطر المباشر يكون موجوداً في مواقع معينة بسبب مياه الصرف الصحي والسباحة على مقربة منها. أما في ما عدا ذلك، فالفيروسات والجراثيم تكون أقل تركيزاً في البحر. في المقابل، يشير أبي حنا إلى ارتفاع معدلات التلوث بالمواد البلاستيكية في البحر المتوسط، كما أثبتت الدراسات، إنما في ذلك يكون الخطر موجوداً للمدى البعيد لجهة ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان. فتكثر التحذيرات في هذا الإطار. ويُعتبر فيروس كورونا من التحدّيات الإضافية في موسم الصيف على المستوى الصحي. فكون الفيروس لم يصبح موسمياً بعد، لا يزال احتمال ارتفاع معدلات الإصابة به صيفاً عالياً، فيبدو واضحاً أن الفيروس قد عاد بقوة وقد سجّل ارتفاعاً في معدلات الإصابة في مختلف دول العالم. وفي لبنان ارتفعت نسبة الفحوص الإيجابية من 2 في المئة إلى 12 في المئة حالياً. ففي موسم الصيف ترتفع معدلات المخالطة الاجتماعية، خصوصاً مع المسافرين الذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة ولنشر العدوى. ما الإجراءات التي تساعد في الحدّ من خطر الإصابات بالأمراض صيفاً؟ -الحرص على النظافة وعلى معدلات الكلور في المسابح مع ضرورة عدم اختيار إلّا المسابح التي تحترم معايير النظافة. علماً أن الأطفال دون سن 4 سنوات والمسنين، هم الأكثر عرضةً للمضاعفات في حال الإصابة بأي من الأمراض في المسابح أو في مكان آخر. وهم يكونون أكثر عرضةً أيضاً لجفاف السوائل في الجسم ومضاعفاته. وينطبق ذلك على من يعانون مشكلات صحية. -حفظ الأطعمة على درجة حرارة مناسبة خصوصاً الألبان والأجبان واللحوم والدجاج والآيس كريم. ولا يمكن تناولها في حال تركها في الحرّ لمدة طويلة أي حوالى الساعتين، بسبب خطر تكاثر البكتيريا فيها. -الحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل متكرّر.
*
اضافة التعليق