بغداد- العراق اليوم:
عانى نادي برشلونة في السنوات الماضية بسبب الأزمات المالية، والتي زادت بشكل كبير مع أزمة انتشار فيروس كورونا وتأثيرها على الأندية في مختلف أنحاء العالم، وهو ما ساهم في رحيل ليونيل ميسي نجم النادي التاريخي عن الفريق.
لم يعد برشلونة الفريق القادر على مقارعة كبار القارة في السنوات الماضية، في مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث ظهرت الغلبة لأندية بحجم مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، التي تمتلك الأموال، بجانب ريال مدريد بقيادة فلورنتينو بيريز صاحب الوضع المالي الأكثر استقراراً في إسبانيا في السنوات الأخيرة.
ورغم معاناة برشلونة من المشاكل المالية وفقدان لقب الدوري الإسباني ورؤية المنافس اللدود ريال مدريد يحمل لقب دوري أبطال أوروبا للمرّة الـ15 في تاريخه، لكن جماهير النادي ما زالت تأمل في استعادة الأمجاد والصحوة، بل والفوز بكل الألقاب في الموسم المقبل.
وما زاد من الطين بلّة نجاح ريال مدريد في التعاقد مع كيليان مبابي في صفقة من العيار الثقيل، ستحول النادي الأبيض العاصمي إلى نادٍ مرعب هجومياً في الموسم، كما استطاع فلورنتينو بيريز ضمّ موهبة برازيلية شابة تتمثل في إندريك لاعب منتخب السيليساو والجوهرة القادمة في الملاعب اللاتينية.
الحل في DNA برشلونة طالبت جماهير برشلونة إدارة خوان لابورتا بالبحث عن حلول لتوفير الأموال من أجل القيام بصفقات من العيار الثقيل، على غرار التعاقد مع نيمار من سانتوس البرازيلي في الماضي، لكن ما حدث في يورو 2024 أكّد للجميع أن مشكلة النادي الكاتالوني حلّها عند "لا ماسيا" أو خريجي أكاديمية النادي وليست في أي مكان آخر.
ما قدّمه لامين يامال في يورو 2024 بسن صغيرة، يؤكّد أن برشلونة يمتلك الكثير من المواهب القادرة على إنتاج جواهر بقيمة تشافي هيرنانديز وليونيل ميسي وأندريس إنييستا وكارليس بويول وجيرارد بيكيه وسيسك فابريغاس من جديد.
نعم، برشلونة عليه أن يركّز على الشباب، مثلما فعل مع كوبارسي في خط الدفاع والظهير الأيسر أليخاندرو بالدي، ولذلك فإن أبرز صفقة يحتاجها النادي من خارج قوام الفريق تتمثل في وصول داني أولمو من لايبزيغ، وهو خريج "لا ماسيا" الذي كان أحد أبرز نجوم النسخة الماضية من كأس أمم أوروبا بجانب لامين يامال.
الحل في الشباب، هكذا بات يعلم المدرب الجديد لـ"البلوغرانا" هانسي فليك، الذي يجب أن يعلم أن غافي وبيدري ويامال وكوبارسي وبالدي هم الأمل في انتشال النادي من كبواته وأزماته المالية، والعودة كمنافس قوي على لقب دوري أبطال أوروبا في السنوات المقبلة.
الآن يجب على برشلونة أن يركّز على منح الفرصة للاعبين أمثال مارك كاسادو ومارك برنال وغيلي فيرنانديز وكذلك ميكائيل فاي، تلك المواهب يمكن في حال تصعيدها إلى الفريق الأول أن تمنحه لاعبين على غرار يامال وأولمو وبيدري وغافي.
لماذا داني أولمو ونيكو ويليامز؟ يركّز نادي برشلونة في الصيف الجاري على تعزيز صفوفه الهجومية وتحقيق مطالب المدرب فليك من دون صرف الكثير من الأموال.
ويعدّ داني أولمو الحلم الأبرز لعشاق النادي، وهدفاً رئيسياً لخوان لابورتا، لكونه لاعباً يمتلك حمض برشلونة النووي، فهو يعلم مبادئ النادي وأسلوب اللعب وأحلام وأهداف الجماهير، ويدرك جيداً أن عليه أن يقاتل للفوز بكل الألقاب، ويعرف كيف يتحمّل الضغوطات الجماهيرية لعشاق النادي.
أما بالنسبة إلى نيكو ويليامز، فهو انسجم جيداً مع أولمو في المنتخب الإسباني، ولاعب شاب يتمتع بجودة عالية ويعرف جيداً الدوري الإسباني، كما يلعب في مركز الجناح الأيسر، وهو المركز الذي يحتاج للدعم بالفعل في برشلونة.
المؤكّد أن برشلونة عليه أولاً أن يعمل للحفاظ على قوامه، والنادي تلقّى بالفعل خبراً جيداً من خلال انتقال ليني يورو إلى صفوف مانشستر يونايتد، وهو ما سيُبعد النادي الإنكليزي عن فكرة التعاقد مع رونالد آراوخو ليحافظ على ركيزة أساسية في صفوفه للموسم المقبل، ويجب على خوان لابورتا أن يسعى بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على رافينا والعناصر الهامّة في تشكيلة الفريق، بجانب وصول أصحاب الحمض النووي للنادي، سواء بالتصعيد من الأكاديمية أو من خلال التعاقدات.
*
اضافة التعليق