بغداد- العراق اليوم:
شهد العراق في 14 تموز 1958 حدثاً تاريخياً مفصلياً قاده مجموعة من الضباط الأحرار بزعامة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم، حيث أنهت هذه الثورة هيمنة الاستعمار، وأحدثت تغييرات جذرية في النظام السياسي والاجتماعي في البلاد.
تحرير الطبقات الفلاحية والكادحة
كانت الثورة بدايةً لتحرير الطبقات الفلاحية والكادحة من قيود الاستبداد الاجتماعي والاقتصادي.. فقد تم توزيع الأراضي على الفلاحين وأُلغيت الامتيازات الإقطاعية التي كانت تعيق تقدمهم، مما أدى إلى تحسين ظروفهم المعيشية وإعطائهم فرصاً جديدة للنمو والازدهار.
إطلاق الحريات العامة
كما عملت الثورة على إطلاق الحريات العامة وتعزيز حقوق الإنسان، مما أتاح للمواطنين التعبير عن آرائهم بحرية والمشاركة في الحياة السياسية.
وقد شهد العراق فترةً من الانفتاح الديمقراطي، حيث تم تأسيس الجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية، مما عزز من المشاركة الشعبية في صنع القرار.
إعادة الاعتبار للعراق كدولة
وللحق، فقد أعادت الثورة تعريف الهوية العراقية وأعطت البلاد مكانة جديدة على الساحة الدولية كدولة مستقلة وقوية.. حيث تم التخلص من الحكم الملكي الذي كان يسيطر عليه النفوذ الأجنبي، وأُسِّست جمهورية العراق بقيادة عبد الكريم قاسم، مما عزز من سيادة العراق واستقلاله.
تعزيز المواطنة والمساواة الاجتماعية
أعادت الثورة أيضاً تعريف مفهوم المواطنة العراقية، حيث أسست لمفهوم المساواة الاجتماعية بين جميع فئات الشعب بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو العرقية أو ما شابه ذلك.
إذ عملت الحكومة الجديدة على دمج الشيعة في الحياة السياسية بشكل واضح، مما أدى إلى تقليص الطائفية السياسية وتعزيز الوحدة الوطنية.
نهاية حقبة الحكم العائلي
أسدلت الثورة الستار على حقبة من الحكم العائلي والاستئثار بالسلطة، وبدأت فترة جديدة من الحكم الجمهوري القائم على مبادئ العدالة والمساواة.. كما أصبح النظام السياسي في العراق أكثر تمثيلاً لمختلف فئات الشعب، مما ساهم في تحقيق استقرار سياسي أكبر.
نهضة عمرانية شاملة
أسست الثورة لنهضة عمرانية شاملة، حيث تم إطلاق العديد من المشاريع التنموية في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة.
وقد ساهمت هذه المشاريع في تحسين مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل، مما دفع بالعراق نحو التقدم والازدهار.
وفي الختام، فقد كانت ثورة 14 تموز 1958 حدثاً مفصلياً في تاريخ العراق، أسست بصدق ووضوح لمفاهيم جديدة في الحكم والمواطنة والمساواة، ووضعت البلاد على مسار جديد نحو التقدم والتنمية. وهناك امثلة لا تعد ولا تحصى حول هذا التقدم وهذه التنمية الفريدة. وللحديث بقية حول تأثيرات هذه الثورة العميقة على المجتمع العراقي ومستقبله.
اضافة التعليق