بغداد- العراق اليوم: حدد باحثون من جامعة بيتسبرغ الأمريكية طريقة جديدة محتملة لعلاج مرض السكري باستخدام عقار أُنتِج بالأساس لمرضى سرطان البنكرياس. وأجرى الدكتور فرزاد إسني والدكتور جينغ هو تجربة على الفئران في عام 2016، بهدف استكشاف دور إنزيم "كيناز الالتصاق البؤري FAK" في سرطان البنكرياس.
ومع ذلك، قادت النتائج التي توصل إليها الباحثان إلى اتجاه غير متوقع له آثار عميقة على علاج مرض السكري.
ويكشف البحث الجديد المنشور في دورية "نيتشر كومينيكيسشنز" أن عقاراً مثبطاً لهذا الإنزيم، دُرِس سابقاً في علاج السرطان، يمكنه تحويل الخلايا العنيبية "خلايا متخصصة توجد في غدد مختلفة في جميع أنحاء الجسم"، إلى خلايا منتجة للأنسولين.
ويُظهر هذا التحويل، الذي يُطلق عليه "الخلايا المنتجة للأنسولين المشتقة من العنيبية"، نتائج واعدة في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم لدى الفئران المصابة بداء السكري والرئيسيات غير البشرية.
وتوصل الدكتور فرزاد إسني، أستاذ الجراحة المساعد في جامعة بيتسبرغ، إلى هذا الاكتشاف بالصدفة.
ويقول في بيان نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: "تجربتنا الأولية التي تهدف إلى فهم سرطان البنكرياس كشفت بشكل غير متوقع عن قدرة الخلايا العنيبية على إنتاج الأنسولين، وهذا الاكتشاف يفتح إمكانيات جديدة لعلاج مرض السكري".
ويشكِّل مرض السكري، الذي يتميز بعدم كفاية إنتاج الأنسولين، مخاطر صحية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وتشير الدراسة إلى أن مثبطات إنزيم "كيناز الالتصاق البؤري FAK"، يمكن أن تقدِّم نهجاً جديداً لعلاج مرض السكري عن طريق تجديد الخلايا المنتجة للأنسولين.
وفي النماذج الحيوانية لمرض السكري، أدى العلاج باستخدام دواء مثبط للإنزيم إلى استعادة جزئية لكتلة خلايا بيتا وتحسين التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم.
هذه التأثيرات استمرت على مدار عدة أسابيع، مما يشير إلى إمكانية تحقيق فوائد طويلة المدى من خلال علاج واحد.
علاوة على ذلك، أظهرت النتائج التي توصلت إليها دراسة الرئيسيات غير البشرية انخفاضاً كبيراً في متطلبات الأنسولين بعد العلاج بمثبطات الإنزيم، مما يسلِّط الضوء على الإمكانات الترجمية لهذا النهج.
وشدد الدكتور إسني على مزايا مثبطات الإنزيم مقارنة بالتدخلات الجينية.
ويقول: "على عكس الأساليب الجينية، خضعت مثبطات الإنزيم بالفعل لتجارب المرحلة الأولى لعلاج السرطان ويمكن إعطاؤها عن طريق الفم، مما يبسِّط الترجمة إلى الاستخدام السريري".
ويركز الباحثون الآن على المزيد من الدراسات قبل السريرية لتقييم مدى استمرارية التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم وسلامة تثبيط الإنزيم في مرض السكري، ويخططون أيضاً لدراسة تأثيرات مثبطات الإنزيم على أنسجة البنكرياس البشرية.
مع الهدف النهائي المتمثل في إطلاق تجارب سريرية لتقييم مثبطات الإنزيم كعلاج لمرض السكري، فإن هذا البحث الرائد يحمل وعداً بإحداث تحول في رعاية مرضى السكري وتحسين حياة الملايين في جميع أنحاء العالم.
*
اضافة التعليق