بغداد- العراق اليوم: يصبح النسيان العرضي مع تقدم الأفراد في السن، رفيقًا مألوفًا، حيث غالبًا ما يتم تجاهل تجارب مثل وضع المفاتيح في غير مكانها أو نسيان الأسماء، كجزء طبيعي من مرحلة الشيخوخة.
وفي حين أن مثل هذه الهفوات في الذاكرة تكون حميدة بشكل عام، إلا أن هناك حالات يشير فيها النسيان إلى مشكلة أكثر إثارة للقلق.
وبحسب تقرير نشره موقع "huffpost"، يعد التمييز بين انخفاض الذاكرة الطبيعي، والتغيرات المعرفية غير الطبيعية، أمرًا بالغ الأهمية لضمان التدخل في الوقت المناسب والإدارة المناسبة.
ووفقًا لخبراء علم النفس العصبي، فإن فقدان الذاكرة الخفيف أمر شائع مع تقدم العمر، وعادةً لا يسبب القلق.
ومع ذلك، هناك علامات واضحة تستحق الاهتمام، ومزيد من التقييم، وفيما يلي 6 مؤشرات تشير إلى أن فقدان الذاكرة قد يكون أمرًا غير طبيعي:
صعوبة تعلّم أشياء جديدة
في حين أنه من المتوقع حدوث فترة من التكيف عند مواجهة تقنيات أو مفاهيم جديدة، إلا أن الصراعات المستمرة في استيعاب المعلومات الجديدة قد تشير إلى انخفاض غير طبيعي في الذاكرة.
وينصح أطباء الأعصاب وصحة الدماغ بطلب المشورة الطبية إذا أصبح تعلم مهام جديدة أمرًا صعبًا للغاية.
ضعف الأداء في المهام الروتينية
قد تصبح المهام التي يتم تنفيذها دون عناء شاقة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من فقدان غير طبيعي للذاكرة. ويمكن أن يشير النسيان في إدارة الشؤون المالية أو تنفيذ الأعمال اليومية إلى مشاكل معرفية أساسية، مما يدفع إلى الحاجة للتقييم المهني.
النسيان السريع للمحادثات
النسيان الفوري بعد المحادثات، وعدم القدرة على تذكر المناقشات بحلول نهاية اليوم، قد يشيران إلى انخفاض غير طبيعي في الذاكرة.
ويؤكد الخبراء على أهمية هذا العرض، حاثين الأفراد على الانتباه لمثل هذه العلامات الحمراء.
الارتباك في الأماكن المألوفة
إن الضياع في البيئات المألوفة، مثل مسقط رأس الشخص أو الطرق الروتينية، يشير إلى فقدان غير طبيعي للذاكرة.
وبحسب هذه التجارب، يؤكد علماء الأعصاب على أهمية التعرف على الارتباك المكاني كمؤشر محتمل للضعف الإدراكي.
تكرار القصص
في حين أن التكرار العرضي للحكايات أمر طبيعي، إلا أن الأسئلة المتكررة، أو رواية القصص خلال فترات زمنية قصيرة، قد تشير إلى فقدان غير طبيعي للذاكرة. ويسلّط الباحثون الضوء على هذا السلوك باعتباره علامة حمراء ملحوظة تتطلب مزيدًا من التقييم.
ملاحظات الناس من حوله
لا ينبغي تجاهل الملاحظات الخارجية من أفراد العائلة أو الأصدقاء فيما يتعلق بفقدان الذاكرة. ورغم الخوف الذي يثيره فقدان الذاكرة في كثير من الأحيان، إلا أن كافة الحالات لا تنذر بانتكاسات عصبية خطيرة مثل مرض الزهايمر أو الخرف.
ويؤكد الخبراء على أهمية مراعاة عوامل مثل تأثيرات الدواء وفقدان السمع، والتي يمكن أن تساهم في التدهور المعرفي.
وبهذا، فإن معالجة هذه العوامل الأساسية، إلى جانب الحفاظ على الصحة العامة من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي جيد، يمكن أن يعزز المعرفة، ويخفف من مشاكل الذاكرة المحتملة.
ويعد الاكتشاف المبكر لفقدان الذاكرة غير الطبيعي أمرًا محوريًا في تسهيل التدخل في الوقت المناسب، وتحسين إستراتيجيات الإدارة.
ويؤكد الخبراء أهمية طلب التوجيه المهني عند ظهور مخاوف تتعلق بالذاكرة، ويدعون إلى المشاركة الاستباقية في الرعاية الصحية لمعالجة التغيرات المعرفية بشكل فعال.
ومن خلال اليقظة والاستجابة للتغيرات المعرفية، يمكن للأفراد التغلب على الشيخوخة بفعالية، والحفاظ على صحة الدماغ المثالية.
*
اضافة التعليق