خطابنا الإعلامي الخارجي

 في فضاء الصحافة والاعلام تسعى العديد من القنوات والوسائل الاخرى المختلفة الى تسويق خطابها الى مديات ابعد من امكنة نطاق عملها ،بغية التأثير في المتلقين والمشاهدين ولتمرر من خلال ذلك ما تأمل ايصاله وفقا لمنطلقاتها وتوجهاتها ومرتكزاتها السياسية والاعلامية ورؤية وقصدية مالكيها ومموليها وتبعيتها وولائها لهذه الجهة او تلك ومنها دول ورجال اعمال ومؤسسات ،لم تتقيد بمحدودية نفقاتها وتكاليف بثها واستمرار انطلاقها فضلا عن استعانتها بكفاءات صحفية واعلامية مهنية وحرفية لبلوغ غاياتها واهدافها . وعند ذلك يتجاوز الخطاب دائرة الاستهلاك المحلي بتناوله لقضايا واحداث ووقائع مثيرة ،تستند الى ستراتيجيات وبرامج تتمكن من استقطاب وسحب جمهور واسع من المتابعين والمعنيين وبحكم فاعلية ذلك الخطاب بالتأثير في الرأي العام ،فان الاهتمام يأتي ايضا من سياسيين وشخصيات مهمة ودول ومنظمات ،تصل حد عقد صفقات واتفاقات لتبادل المنافع وتولي مهمة الترويج والقيام بالحملات الاعلامية المبرمجة، لقاء ضمانات داعمة ولم يعد ذلك سرا في واقع الاعلام حاليا ولطالما نشرت وكشفت كبريات صحف عالمية عن ذلك وليس اخرها، اتفاق الرئيس الاميركي رونالد ترامب ،قبل فوزه بابرامه عقدا مع صحيفة لدعم حملته الدعائية الانتخابية وابلاغ رسائل برامجه ولم يجد البعض ،ان في ذلك التوجه تجاوز للمعايير المهنية واخلاقيات العمل الصحفي والاعلامي، بقدر ماهو نافذة وطريق لايصال صوت ومعلومات ،في عالم يشهد معارك اعلامية وسياسية وعسكرية. وبانحسار وجود الصحافة المستقلة الحقة وتكاثر الاعداء واتساع دوائر الصراع والنزاعات ،اثر تأجيج النعرات والاحقاد التاريخية وسعار حمى المصالح وظهور قوى عنصرية وشوفينية وطائفية دينية متشددة ،جلبت معها خطابها الاعلامي، التي تبغي من بثه استهداف خصومها المتصدين لها والنيل منهم اعلاميا والعراق ليس ببعيد عما يدور في العالم من معارك اعلامية معلنة او خفية لاسيما انه يخوض حروبا على جبهات عدة ،من اهمها القضاء على داعش ومواجهة التدخلات الاقليمية السياسية والمجتمعية، لذلك نحن  بحاجة ماسة الى تسويق خطابنا الوطني الى الخارج لعكس حقيقية مايجري في الداخل ودحض كل الافتراءات والصور المشوشة وادعاءات التزييف وتصحيح الانطباعات المغلوطة التي تسببت في تكوينها بعض قنواتنا المحلية ووسائل اعلامنا الاخرى التى اخذت منحى الاستهلاك الاعلامي الداخلي فيما بينها وبتبني خطابات طائفية ضيقة واثارة الخلافات السياسية وتزوير الحقائق والعمل على ابتزاز قوى وشخصيات معروفة، بدوافع تحقيق مآرب وغايات نفعية مما ولد انطباعا مغايرا ومختلفا ومشوشا عن واقع الحال، حيث ترسخ ذلك في عقول البعض خارج العراق ولم يعد ينظر اليه الا بمنظار السوداوية والاحتراب والانقسام والفشل والاقصاء. وازاء ذلك ،هل نستطيع انتاج وتسويق خطاب اعلامي وطني عراقي يقنع الاخرين ويؤثر فيهم بعد ان عجزت وتخلفت مراكزنا وملحقياتنا  الثقافية ،عن النهوض بدورها؟ ثم أليس بمقدورنا ان نصدر مطبوعا او طبعة صحيفة دولية لايصال الصوت العراقي والفعاليات والانشطة المختلفة ،التي تؤكد استمرار حياة الانجاز والابداع وبيان الحقائق والمواقف الوطنية ومن خلال الاستعانة بالخبرات والكفاءات الصحفية والاعلامية والثقافية المخلصة والغيورة على البلد وسمعته في المحافل الدولية .

علق هنا