بغداد- العراق اليوم:
قالت صحيفة "الديلي بيست" الأمريكية إن معركة تنظيم داعش المقبلة في العراق ستكون بمدينة تكريت شمالي العاصمة بغداد، مشيرة إلى أن التنظيم ومنذ أن فقد سيطرته على المدينة في يونيو/حزيران من العام الماضي، وهو يسعى لاستعادة السيطرة عليها من خلال العديد من العمليات والهجمات التي استهدفت القوات العراقية.
التقارير الواردة من بغداد حول تكريت (مسقط رأس الرئيس المقبور صدام حسين) متضاربة؛ ففي حين قالت مصادر، الجمعة الماضي، إن التنظيم حاول استعادة السيطرة على قاعدة سبايكر العسكرية الحيوية خارج تكريت.
لكن مصادر عراقية أخرى نفت تلك الأنباء وأشارت إلى أن إحدى قواعد الجيش العراقي شمالي تكريت تعرضت لهجوم فعلاً، لكن قوات العراقية نجحت في صدّه.
وبحسب مصدر عراقي، فإن عشرة انتحاريين حاولوا اقتحام القاعدة عبر البوابة الرئيسية، في حين كان هناك قرابة 15 آخرين يقدمون لهم الدعم من خارج القاعدة، لكن قوات الجيش العراقي تمكنت من قتل جميع المهاجمين.
وفي اتصال هاتفي مع جندي عراقي داخل القاعدة التي تعرضت للهجوم، وهو عنصر في الفرقة الذهبية (واحدة من أهم تشكيلات الجيش العراقي)، قال الجندي إنه موجود داخل القاعدة وإن القوات العراقية لم تنسحب منها، مبيناً أن "القاعدة تعرضت لهجوم كبير من قِبل مسلحي التنظيم الإرهابي الجمعة الماضي. لكن تم صدّه".
ويعتبر الهجوم على هذه القاعدة حدثاً روتيناً، حيث سبق أن تعرضت القاعدة لنحو 20 هجوماً سابقاً، كما يقول الجندي.
مصدر آخر، قال للـ"ديلي بيست" إن هناك قرابة ألفي مقاتل في القاعدة، بينهم مقاتلون تابعون للحشد الشعبي مثل: "سرايا السلام" و"عصائب أهل الحق"، مؤكداً أن القاعدة تعرضت لهجوم من عناصر التنظيم، إلا أن القوات الموجودة نجحت في التصدي له.
وشكّلت سبايكر -التي ارتكب فيها التنظيم مجزرة بحق الجنود العراقيين قبل عامين- واحدة من أهم المواقع التي سعى الجيش العراقي لاستعادة السيطرة عليها، وباتت تمثل رمزاً مهماً لبغداد؛ لما تحمله من معانٍ ومضامين، ومن ثم بات الدفاع عن هذه القاعدة يشكل أولوبة لدى القوات العراقية.
في المقابل، فإنه وعلى الرغم من سيطرة القوات العراقية على تكريت، فإن هناك مساحات واسعة تحيط بالمدينة لم يتم إحكام السيطرة عليها، الأمر الذي جعل منها فضاءً مفتوحاً لـ"داعش" يهاجم من خلاله القوات العراقية.
هذا الفضاء قد يمكّن التنظيم من استعادة بعض المناطق في تكريت، خاصة أن غالبية القوات التي تسيطر على المدينة ومداخلها هي قوات الحشد العشائري، بالإضافة إلى قوات للجيش العراقي.
عشرات العمليات نفذها تنظيم داعش منذ فقدانه تكريت، واستهدفت في مجملها القوات العراقية في محيط المدينة، حيث أشارت مصادر عراقية إلى أن التنظيم نفذ العديد من عمليات استهداف الجنود العراقيين في قواعد خارج تكريت.
وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إنه من الواضح أن تكريت "معركة لم تنتهِ بعد"، وعلى الجيش العراقي احكام المزيد من السيطرة على المناطق الرخوة لهذه المدينة الحيوية بالنسبة لبغداد.