بغداد- العراق اليوم:
أياد السماوي
لست من المغالين في حب علي بن أبي طالب سلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا ، برغم اعتقادي الراسخ أنّه أفضل من حمل رسالة الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وعظمة علي عليه الصلاة والسلام لا تنحصر بالرسالة المحمدية فحسب ، بل أنّ هذا الرجل قد قدّم للإنسانية قيما ودروسا وعبرا ستبقى مشعلا ينير درب الإنسانية حتى قيام الساعة .. فعلي عليه السلام هو صاحب مبدأ ( الناس صنفان أمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) ، وهو صاحب مبدأ ( لا يجوز القصاص قبل الجناية ) ، وهو القائل ( من عدل في سلطانه استغنى عن أعوانه .. والقائل لا تستوحشوا طريق الحق لقلة أهله .. والقائل ما جاع فقير إلا بما منع به غني .. والقائل لا خير في وعد إذا كان كاذبا ، ولا خير في قول إذا لم يكن فعل .. والقائل شر البلاد بلد لا أمن فيه ولا خصب .. والقائل شحيح غني أفقر من فقير سخي .. والقائل كن من تكون فأنت من تراب .. والقائل المُلك والدين أخَوَان لا غنى بأحدهما عن الآخر .. والقائل اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً .. والقائل من كانت له ذمتنا فدمه كدمنا وديته كديتنا .. والقائل آفة النفس الوله بالدنيا .. والقائل افضل الناس أنفعهم للناس .. والقائل أفضل الأمانة الوفاء بالعهد .. والقائل من نصر الحق أفلح .. والقائل آفة العمل ترك الإخلاص فيه .. والقائل اللّئيم إذا قدر أفحش وإذا وعد أخلف .. والقائل الجاهل ميت بين الأحياء ) وهذا غيض قليل من فيض كبير وعظيم من قيم ومبادئ وأخلاق وسيرة وعظمة علي عليه الصلاة والسلام .. ويكفي علياً فخرا وعزّا وكرامة قول الرسول فيه يوم الخندق برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ، من أحبّ عليا فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله .. فهل يحتاج علي بن أبي الذي عاش حياته كلّها مجاهدا وعالما وزاهدا وقدوة للإنسانية أن نسبغ عليه صفات تقودنا للكفر والشرك وتخرجه من طوره الإنساني ؟ فعلي بشر كأيّ من البشر عاش حياة ملؤها جهادا وتضحية وشجاعة وعفّة وزهدا وكرما ، فمن كان مع علي عليه السلام ، فعليه أن يتخلّق بأخلاق علي ويسلك سلوك عليًا ولو بدرجة واحد من ألف ، لا أطالب أحدا أن يعيش حياته كما عاش علي عليه السلام ، لأن هذا محال وغير ممكن ولا قدرة لنا بذلك ، كلّ ما مطلوب منّا حتى نكون من محبي علي عليه السلام ونحن نعيش ذكرى استشهاده ، أن نخلص في عملنا ونحترم القانون والنظام ولا نسرق من المال العام ونحارب الفساد بحّق وحقيقة ، ونساند جهود الحكومة في إرساء النظام والقانون ، ونجعل مصلحة بلدنا وشعبنا فوق مصالحنا ومصالح أحزابنا ، حينها سنكون من محبي علي عليه السلام .. فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا .. في ٣١ / ٣ / ٢٠٢٤
*
اضافة التعليق